بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأوروبية تقرر إرسال معونات غذائية عاجلة إلى موسكو وسان بطرس برج، ألمانيا تقرر من جانبها إرسال مساعدات مماثلة لمواجهة أزمة الغذاء الحادة في روسيا، أمريكا تتعهد بإرسال مساعدات مماثلة.. الدول الأوروبية والغربية الأخرى تتهيأ لإرسال مثل هذه المساعدات.
ما أغرب هذا الغرب.. متحيز حتى في الطعام.. موسكو.. وسان بطرس برج ليستا إلا مدينتين في الاتحاد السوفييتي - الراحل - ولكن هذا الاتحاد يضم أيضاً مدناً كثيرة في الجنوب. هناك باكو، وعشق أباد، وسمرقند، وبخارى، وآلما آتا، ودوشامبيه، وغيرها من المدن التي كانت عواصم بجمهوريات سوفييتية، والتي صمدت مع هذا الاتحاد حتى اللحظات الأخيرة.. ومازال بعضها متعلقاً به.. فلماذا لم تتجاوز المساعدات الغربية خط القسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي؟. أليس هناك جياع في هذه المدن؟ أليسوا ضحايا الإرهاب الشيوعي مثل بقية الضحايا في الجمهوريات الأخرى؟ هل العاطفة الأوروبية والأمريكية عاطفة إنسانية أم غربية فقط؟ لكن يأبى الغرب إلا أن يكون" صليبي" النزعة، حتى عندما يقدم المساعدات، لأنه يعتقد أن سكان موسكو وسان بطرس برج( لينينغراد) سابقاً وسكان مدن أوكرانيا ومولدافيا وروسيا البيضاء، وغيرها من القسم الأوربي، هؤلاء جنس مختلف، لأنهم ينتمون إلى الأمة الأوروبية" العظيمة"، وهم جزء من هذه الأمة انتزع بيد الشيوعية الحمقاء، وجاء اليوم ليعود هذا الجسد إلى"أمه" ، ولذا فهم يستحقون كل مساعدة وعون ، بدءً من تحريرهم من"الاستعمار" الشيوعي ، وإسقاط هذا النظام وتحرير الأوروبيين سواء كانوا من الجمهوريات المستقلة، مثل بولندا ورومانيا وغيرها، أو كانوا جزءاً من الاتحاد السوفييتي ، وهذا ما تم بالفعل. . حيث عادت هذه الدول إلى جسم الأمة لأوروبية..
أما أولئك الذين يقطنون في الجنوب، فليسوا إلا"دبابير تسكن العش" كما تصفهم الصحافة الغربية، فلا أرضهم مجاورة لأوروبا ولا هي جزء منها، ولا أشكالهم أو صورهم مثل الأوروبيين، ولا لغتهم كذلك، والأهم من هذا هو أن دينهم ليس كدين الأوروبيين. فهم أي الأوروبيون مازالوا ينظرون إلى" المدى البعيد لظلال المآذن " كما تكتب صحافتهم، ولذا فإن نصيب المسلمين من الاهتمام في أحداث الاتحاد السوفييتي، ليس سوى التخفيف من النيران الهوجاء في الجمهوريات الإسلامية، فكيف نتوقع بعد ذلك أن يهتموا بهذه المجموعة البشرية، ويرسلوا لها المساعدات كما يرسلونها إلى " رفقائهم" في الشيوعية - سابقاً، إلا إذا كانت هذه المساعدات تسير تحت لواء الصليب التنصيري، كما تحاول كثير من المنظمات التنصيرية الآن، الدخول إلى مناطق المسلمين في الجمهوريات الإسلامية.. وإذ ا كنا لا نتوقع من الغرب أن يقدم عوناً للمسلمين في الجمهوريات الإسلامية. فإننا لا نتوقع كذلك من المسلمين أن يقفوا موقف الغرب، لأن لهم صلة ورحماً في هذه المناطق، فهناك 70 مليون " سبعون مليون" مسلم تقريباً في هذه الجمهوريات، يتطلعون شوقاً إلى إخوانهم في بلاد الإسلام بعامة، وبلاد العرب بخاصة، لا ينتظرون منهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يعانون، من ظلم وفقر وجوع. فإذا كان المسلمون قد تركوهم فريسة للشيوعية سبعين عاماً، فهاهم اليوم أحرار الإرادة والفكر، يتشوقون للعودة إلى دينهم وعقيدتهم وذاتهم.. ولكنهم يخرجون من الشيوعية، كما يخرج المريض الذي أنهكه طول المرض، وأول ما تتجه إليه أنظارهم، هو إخوانهم في العقيدة.. الذين التقوا معهم على الإسلام. . بل كانت لهم مساهمات حضارية وفكرية واسعة، فيكفي أن يقرأ المسلم صحيح البخاري أو مسلم ، ليتذكر أن هؤلاء العلماء كانوا هم أبناء تلك الأرض التي أنبتتهم، كما أنبتت السجستاني والسمرقندي والمروزي والسرخسي والزيلعي، وغيرهم من رواد الفقه والحديث والتفسير والفكر وغير ذلك من جوانب حضارتنا الإسلامية. فهل نترك هؤلاء يخرجون من ظلم الشيوعية إلى ظلم الصليبية..؟؟
إنه نداء نوجهه إلى كل جهة تستطيع أن تقدم العون إلى هؤلاء المسلمين، حكومة كانت أم مؤسسة خيرية أو أفراداً، ونخص منهم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، والمؤسسات الخيرية مثل الهيئة الخيرية العالمية، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية برابطة العالم الإسلامي، وهيئة الأعمال الخيرية ولجنة الإغاثة الإسلامية بالإمارات والمحسنين من أبناء الإسلام. . للتنادي من أجل تقديم العون السريع إلى أبناء الإسلام . فجميل جداً أن نرسل المصاحف والكتب الإسلامية، ولكن هناك حاجة ماسة اليوم إلى لقمة العيش، حتى يستطيع أحدهم أن يتلو القرآن أو يقرأ في كتاب إسلامي.. أيها السلمون إن أحفاد البخاري ومسلم ينادونكم لنجدتهم فلا تكونوا أقل نجدة من الغربيين لإخوانهم .. فهل أنتم مستجيبون؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد