أبو الغيط . . تصريحاته تعزز الدعوات لحرب الحضارات دول ومنظمات مسلمة تطالب البابا بالاعتذار وتتهمه بالجهل بالإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أدانت عدة دول ومنظمات إسلامية وعربية اليوم الجمعة 15-9-2006 البابا بنديكتوس السادس عشر بسبب تعليقات له بشأن الإسلام أدلى بها هذا الأسبوع أثناء زيارة لألمانيا وطالبوه بتقديم اعتذار.

فقد طالبت دول الخليج العربية باعتذارات شخصية من البابا وجاء في بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر، أن "عملية الاقتباس الانتقائي الأحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فان مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وإنها تدعو إلى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الإسلام والنبي الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم -".

ومن جانبه، قال عبد المنعم أبو الفتوح القيادي في حركة الإخوان المسلمين، كبرى حركات المعارضة المصرية، لوكالة فرانس برس "أتوقع رد فعل عنيفا على تصريحات البابا التي تسيء إلى الإسلام أكثر من الرسوم الكاريكاتورية لأنها صادرة عن زعيم يمثل ملايين الأشخاص وليس عن صحافي".

ورأى أن بعض الحكومات عملت على تنظيم وتأجيج أزمة الرسوم المسيئة للإسلام بهدف ممارسة ضغوط على أوروبا. وفي المقابل، اعتبر أن "ردود فعل المسلمين على تصريحات البابا ستكون عفوية وشعبية وبالتالي قد تكون أكثر حدة". وحذر أبو الفتوح من أن "البابا فقد اعتباره بنظر المسلمين".

وقال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أنه: "يخشى أن تعزز تصريحات البابا الدعوات إلى حرب بين الحضارات"، وفق ما نقل عنه المتحدث باسمه علاء الحديدي. وقال عماد جاد المحلل في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية "لا اعتقد أن الاعتذار سيكفي لإخماد الغضب".

وبالمقابل، طلب مفتي سوريا الشيخ احمد حسون في رسالة إلى بابا الفاتيكان استيضاحا حول ما نسب إليه من مقاطع وكلام يثير إشكالات فكرية وثقافية ودينية متوقعا فيها أن يكون ما نسب إلى البابا غير صحيح وطلب إليه التعاون في نشر التآلف.

"سحب التصريحات":

كما أقر البرلمان الباكستاني اليوم قرارا يطلب من البابا "سحب تصريحاته" التي تربط الإسلام بالعنف. وجاء في القرار الذي أقرته الجمعية الوطنية الباكستانية بالإجماع أن "الملاحظات السلبية التي أبداها البابا حول فلسفة الجهاد والنبي محمد – صلى الله عليه وسلم - جرحت مشاعر العالم الإسلامي وتمثل خطر حصول جفاء بين الديانات".

وأضاف النص الذي كان اقترحه نائب إسلامي أن "هذه الجمعية تطلب من البابا سحب تصريحاته لما في ذلك مصلحة الوفاق بين الديانات".

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية أن تصريحات البابا "مؤسفة"، ونددت بما سمته "جهل" الحبر الأعظم في ما يتعلق بالديانة الإسلامية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة تسنيم إسلام إن "أي شخص يقول إن الإسلام يشتمل على أمر سيء أو غير إنساني يظهر جهله في ما يتعلق بهذه الديانة الكبيرة".

وأضافت أن مثل هذه التصريحات "مؤسفة" و"من شأنها أن تزيد الشرخ بين الديانات الذي نحاول جاهدا الحد منه".

في الوقت نفسه، أفاد مصدر حكومي اليوم الجمعة بان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة طلب من سفير لبنان في الفاتيكان "استيضاح" حقيقة مضمون كلام البابا بنديكتوس السادس عن الإسلام.

وقال المصدر "فور اطلاعه على ما نشر في وسائل الإعلام عن حديث البابا طلب السنيورة من سفير لبنان في ايطاليا زيارة وزارة خارجية الفاتيكان واستيضاحهم عن الأمر".

تصريحات "تنم عن جهل":

من جانبها، طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي البابا بتوضيح موقفه فيما اعتبر العديد من الشخصيات المسلمة كلامه مسيء للإسلام وطالبته بالاعتذار عنها. وفي غضون ذلك استنكرت جبهة الخلاص الوطني في سورية المعارضة التصريحات المسيئة إلى الإسلام والمسلمين التي أدلى بها البابا في محاضرته التي ألقاها في ألمانيا حول العقل والإيمان.

وقالت الجبهة في بيان أصدرته اليوم الجمعة من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث تعقد أمانتها العامة اجتماعاً دورياً "إن هذه التصريحات تنم عن جهل فاضحٍ, بالإسلام وقِيَمه السامية ودوره الإيجابي في بناء الحضارة الإنسانية، كما تنم عن تعصب مقيت ضد المسلمين وتثير الكراهية والبغضاء بين أبناء ديانات السماء".

وفي تركيا نقلت وكالة أنباء الأناضول عن علي برداكاوغلو رئيس الإدارة العامة للشؤون الدينية في أنقرة وصفه كلمات البابا بأنها "مؤسفة للغاية".

ونقل عن برداكاوغلو قوله أيضاً "لا أرى أي فائدة في أن يزور العالم الإسلامي شخص هذا رأيه في نبي الإسلام الكريم. يجب عليه أولا أن يخلص نفسه من مشاعر الكراهية. "

وأعاد برداكاوغلو إلى الأذهان الفظائع التي ارتكبها الصليبيون الكاثوليك في العصور الوسطى باسم الدين ضد المسيحيين الارثوذكس واليهود والمسلمين أيضا.

ومن المنتظر أن يزور البابا تركيا التي يشكل المسلمون الغالبية الساحقة لسكانها في نوفمبر/تشرين الثاني بدعوة من الرئيس احمد نجدت سيزار..

مكتب البابا يرد:

وفي رد على موجة الاستياء التي أثارها كلام البابا أكد الناطق باسم الفاتيكان أن بنديكتوس السادس عشر يحترم الإسلام لكنه "حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبررا للعنف".

وقال المكتب الصحفي للفاتيكان في بيان "لم يكن في نية البابا بالتأكيد إجراء دراسة متعمقة للجهاد والفكر الإسلامي بشأنه".

وأضاف بيان كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فدريكو لومباردي "من الواضح أن نية البابا هي تشجيع موقف من الاحترام والحوار تجاه الأديان والثقافات الأخرى ومن الواضح أن ذلك يشمل الإسلام".

وقال لومباردي إن قراءة متأنية لمحاضرة البابا ستظهر أن "ما يعني البابا فعلا هو رفض واضح وجذري للدوافع الدينية للعنف".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply