خطيب المسجد الأقصى يستهجن تفوهات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام ونبيه محمد عليه السلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ندّد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، بشدّة بتصريحات بابا الفاتيكان التي تناقلتها وسائل الإعلام يوم أمس الخميس (14/9). وقال: "إننا من على منبر المسجد الأقصى المبارك ندين هذه التفوّهات بشدّة ونطالب بالاعتذار عنها. كما ندين كلّ إساءةٍ, أو تعرّضٍ, للإسلام ونبيّه الكريم وأهله من الذين يزعمون رعاية حوار الأديان وحرية الإنسان".

وأضاف الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية: "أنّ العقيدة الإسلامية السمحة هي التي عاش في ظلّها الآخر ومنحته الحقوق المدنية والدينية انطلاقاً من قوله - تعالى - (لا إكراه في الدين)، وهي العقيدة التي رحّبت بجيوشها رعايا الدولة الرومانية زمن الفتوحات الإسلامية هرَباً من ظلم أخوتهم في الدين".

وأكّد الشيخ محمد حسين أنّ الذي جاء به رسول الرحمة والإنسانية محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الخير والرحمة للبشرية جمعاء، وقال: "لكنها البغضاء قد بدَت من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر".

ولفت إلى ما تتعرّض له القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وقال: "لقد تعرّض أحد العاملين في لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك لاعتداء الشرطة الصهيونية لمنعه من الاستمرار في أعمال الترميم والصيانة الجارية في المصلّى المرواني يوم الإثنين الماضي.

إنّ هذا الاعتداء على أحد الموظفين والعاملين في المسجد الأقصى المبارك ليس الأول من نوعه، بل قامت الشرطة الصهيونية بالاعتداء على حراس المسجد الأقصى المبارك ومنعت عدداً منهم من دخول المسجد لمدَدٍ, متفاوتة".

وأكّد أنّ المسجد الأقصى المبارك هو مسجدٌ إسلاميّ تقوم إدارة الأوقاف الإسلامية بالإشراف عليه ورعايته وإعماره وترميمه نيابةً عن كلّ المسلمين في هذا العالم، الذي يشكّل المسجد الأقصى المبارك جزءاً من عقيدتهم. وشدد على أنّ دائرة الأوقاف الإسلامية هي الجهة الوحيدة التي تدير المسجد الأقصى المبارك وترعى شؤونه ولا يحقّ لأيّ جهةٍ, أخرى شُرَطية أو غيرها من قِبَل قوات الاحتلال أن تتدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أنّ محاولات التدخّل في شؤون المسجد من قِبَل السلطات الصهيونية لفرض أمرٍ, واقعٍ, جديد في المسجد ومحاولات سحب الصلاحيات من إدارة الأوقاف الإسلامية هي محاولات مكشوفة ومدانة. كما رفض في الوقت نفسه الاستهتار بكرامة العاملين في المسجد والذين أفشلوا كلّ المحاولات الرامية للتسلّل إلى المسجد سابقاً أو في الحاضر والمستقبل، حيث لا زالت عيون المرابطين في المسجد الأقصى وأكناف المسجد الأقصى ساهرة على رعايته وحمايته حيث ما زالت الصدور عامرة بالإيمان.

وأكّد أنّ وحدة المؤمنين والتفافهم حول مقدّساتهم والعمل على إنجاز أهدافهم بالحرية وصون حقوقهم فوق هذه الأرض المباركة لهو الكفيل لإفشال كل المخططات الصهيونية والاستيطانية للنيل من صمودهم.

ودعا إلى الوحدة والتضامن والتكافل على قلب رجلٍ, واحد بعيداً عن الفرقة والنزاعات. وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك تناول في الخطبة الأولى موضوع حلول شهر رمضان المبارك الأسبوع القادم، مشيراً إلى فضل الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل، داعياً إلى التأسّي بأخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي كان جواداً وأجود ما يكون في شهر رمضان.

وقال: "إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنّة وغُلِّقَت أبواب النار وصُفِّدَت الشياطين"، داعياً المسلمين إلى ترك كلّ ما يخدش الصيام مذكّراً بأنّ الصيام لا يكون بترك الطعام والشراب فقط، وإنما بالصيام عن الرياء والكذب والمعاصي والآثام وعن الغيبة والنميمة.

ودعا مفتي القدس والديار الفلسطينية المحتلة وغيرها من ديار المسلمين إلى التماس هلال شهر رمضان يوم الجمعة القادم بعد غروب الشمس، وهو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان الجاري.

وقال: إن ثبتت رؤية هلال شهر رمضان المبارك بشهادة عدلٍ, واحدٍ, دخل الناس في عبادة الصيام، وإذا لم تثبت أكمل المسلمون عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً، ولذلك على كلّ مسلمٍ, يرى هلال شهر رمضان في هذه الديار عليه أن يتوجّه إلى إحدى دور الفتوى أو أقرب محكمة شرعية في منطقته لأداء الشهادة على الوجه الشرعيّ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply