بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أ/ المفهوم اللغوي:
الوسائل: جمع مفردها "وسيلة" وهي "ما يتقرب به إلى الشيء".
والوسيلة: الوصلة والقربة التي ينبغي أن يطلب بها.
والوسيلة: من وسائل فلان إلى الله تعالى، يسيلُ وسلاً، أي: رغب وتقرب.
ونُطق الوسيلة في اللغة يراد به معنيان:
1ـ الوصلة والقربة.
2ـ المنـزلة والدرجة عند الملك .
وعلى المعنى الأولى: توسل فلان إلى الله تعالى، إذا عمل عملاً تقرَّب به إليه سبحانه وتعالى.
والواسل: هو الراغب إلى الله عز وجل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(المائدة:35).
والمعنى الثاني: وهو المنـزلة والدرجة عند الملك، وعليه سميت أعلى منـزلة في الجنة وسيلة.
فالوسيلة: عَلَمٌ على أعلى منـزلة في الجنة، وهي منـزلة رسول الله r وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش .
كما ثبت عن النبي r أنه قال: "إذا سمعتُم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنَّهُ من صلًَّى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلة، فإنها منـزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هُو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت عليه شفاعتي".
ب/ المفهوم الاصطلاحي:
تعرف الوسيلة في الاصطلاح الدعوي بأنها: ما يتوصل به إلى الدعوة.
وقيل: ما يستعين به الداعي على تبليغ دعوته إلى الله تعالى على نحو نافع مثمر.
وقيل هي: ما يستخدمه الداعي من وسائل حسية لنقل الدعوة إلى المدعويين.
وتنقسم وسائل الدعوة إلى قسمين:
القسم الأول: وسائل معنوية: وتمثل الصفات التي ينبغي للدعاة أن يتصفوا بها.
القسم الثاني: وسائل مادية، وهذا القسم له أنواع منها:
- الوسائل المادية الفطرية: ومن أمثلتها الأقوال بكل ألوانها من خطاب، أو حوار، أو محاضرة، أو درس، أو خطبة، أو حديث عادي، أو ندوة، أو غير ذلك، ومن أمثلتها أيضاً الحركة والانتقال من مكان إلى مكان سعياً في إيصال الدعوة على الناس.
- الوسائل العلمية والفنية: ومن أمثلتها ما جدَّ في حياة الناس في وقتنا الحاضر من مخترعات ومكتشفات كالبث المرئي والمسموع، وأجهزة الاتصال المختلفة، وينبغي في مثل هذه الوسائل أن يضبط استعمالها بضوابط الشرع.
- الوسائل التطبيقية: ومن أمثلتها المساجد، والمراكز الدعوية، والجمعيات الخيرية، ونحوها.
ممفهوم أساليب الدعوة إلى الله:
أ- المعنى اللغوي للأسلوب:
الأسلوب كلمة جاءت من الفعل الثلاثي: سلب، وهو من باب نصر وقتل.
والاستلاب: الاختلاس، والسَّلب: بفتح السين هو السير الخفيف السريع، والأسلوب بفتح الهمزة: هو
الطريق، وهو الفني، وعُنق الأسد، والشموخ في الأنف، ولذا يقال: هو على أسلوب من أساليب القوم: أي على طريق من طرقهم.
وانسلب : أي أسرع في السير جداً.
والسَّلبُ: هو نزع الشيء من الغير على القهر، قال تعالى: {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(الحج: الآية73) والسلب: هو الرجل السلوب، والناقة التي سلب ولدها
والأساليب: هي الفنون المختلفة.
وكل شيء على الإنسان من اللباس فهو سلب، والفعل: سلبته أسلُبه سلباً، إذا أخذت سلبه، ومنه حديث أبي قتادة رضي الله عنه في غزوة حنين قال: قال رسول الله r : "من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه".
ويقال للسطر من النخيل: أسلوب، وكل طريق ممتد فهو أسلوب . والأسلوب هو : الطريق والوجهة والمذهب والفن، يقال: أخذ فلان في أساليب من القول أي أفانين منه، وإن أنفه لفي أسلوب إذا كان متكبراً .
والأسلوب: لعبة للأعراب أو فعلة يفعلونها بينهم.
يقال: سلكت أسلوب فلان، أي طريقته وكلامه على أساليب حسنة.
والسِّلاب: بكسر السين ثوب أسود تلبسه المرأة في الحداد والحزن.
والأسلوب: هو الطريق، يقال: سلكت أسلوب فلان في كذا: أي طريقته ومذهبه.
وهو الفن، يقال: أخذنا في أساليب من القول : أي في فنون منوعة.
والسالب في اللغة والطبيعة: اتجاه مضاد للاتجاه الموجب، وفي البصريات: إشارة للدوران إلى جهة اليسار، وفي
التصوير: ما يقع ظله في وضع عكس لظل الشيء الأصلي وضوئه، ويقال: كهربائية سالبة: إذا كان عدد
الإلكترونيات على سطح المادة أكثر من عدد البروتونات.
وفي البكتيريا: الذي لا يؤكد وجود الميكروبات وهي سالبة.
إذاً فالأسلوب في اللغة يطلق ويراد به عدة معان منها: الطريق والوجهة والمذهب والفن.
ب- المعنى الاصطلاحي للأسلوب:
نظراً لشمولية المعنى اللغوي للأسلوب، فمن الصعب تحديد مصطلح عام يشمل جميع الفنون والتخصصات، وحيث إن ما يتعلق بموضوع هذه الدراسة في جانب الدعوة إلى الله تعالى؛ فسيكون التعريف خاصاً بالأسلوب الدعوي، قال الدكتور أبو المجد السيد نوفل رحمه الله تعالى في تعريف الأسلوب الدعوي بأنه هو: "عرض ما يراد عرضه من معاني وأفكار ومبادئ وأحكام في عبارات وصيغ ذات شروط معينة.
وقيل هو: صيغ التبليغ في دعوة الناس.
وقيل: إن الأسلوب هو الطريقة الكلامية التي يسلكها المتكلم في تأليف كلامه
واختيار مفرداته.
وحيث إنه بحسن الأسلوب يستطيع الداعي "عرض ما يراد عرضه من معان وأفكار وقضايا في عبارات وجمل مختارة لتناسب فكر المخاطبين وأحوالهم، وما يجب لكل مقام من المقال"، فإن التعريف الاصطلاحي للأسلوب الدعوي هو: "مجموعة الطرق القولية والعملية التي يستخدمها الداعية للعبور إلى قلب المدعو وإقناعه بما يدعو إليه، ومن ثَمَّ تحقيق الهدف الذي يصبو إلى تحقيقه".
قال الله تعالى : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر:23).
إن "هنالك عوامل تساعد الداعية على إنجاح دعوته إلى حد كبير في مجالات الدعوة، وتحقق له الخصب والإثمار، وتمنحه القدرة على التأثير والتفاعل والإيغال بأفكاره في كل وسط وعلى كل صعيد، والأسلوب الحسن هو أحد العوامل الحساسة التي توفر على الداعية الوقت و الجهد، وتصل به إلى الغاية المطلوبة بأقل التكاليف وأيسرها".
والأساليب الدعوية إنما يستخدمها الدعاة لقصد التأثير والإقناع في المدعوين، وعلى هذا يمكننا أن نحدد الأسلوب الدعوي: بأنه طريقة ، أو كيفية، أو فن يسلكه الداعية في سبيل تبليغ دعوته، بغية التأثير والإقناع، ليصل بذلك نحو الأهداف الدعوية، وعلى هذا ينسجم معنى الأسلوب الاصطلاحي مع معناه اللغوي.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
المراجع
15:20:17 2023-01-04