بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نشرت هذه القصيدة فى مجلة الوعى الإسلامى عدد شوال 1435 هـ
شهيد القدس والأقصى
تـدفـق نـُوره عجَــبا وأشْــرقَ فى السـما طربا !
عـريسٌ فى ثيـاب النـور ضـم الغيْــثَ والسحـُـبا !
يُـــزَفُّ على جناح الخُـلـد يمــضى يهــتِك الحـجُبا !
تحــيط به ملائـــكةٌ وتنــثرُ حــوله قصَــبا !
وينــشر عـــبْر هذا الأفـْـق مِسـْكـا عطَّر الكتُــبا !
مــضى فى العِــز مُتَّخذًا ســبيلا للســما عجَــبا !
ليـمـطر فـوقـنا عِــزًّا ويمـطـرَ فـوقـنـا أدبـا !
ويـعلن : إن عِـــرضَ القـــدس فــينا بات مُـغتصَبا !
ومَـسْـرَى خيْـر خَلْقِ اللــه يقــضى الليل منتحـِـبا !
فـقَـدَّم نفـسَـه طَـوْعًـا لأجـل اللــه محـتــسبا !
شـهـيد القـدس والأقـصى إلى الفـردوس قـد وثـبـا!
ونحــو العـرش سجَّــل فى قــناديل المنـى لقـــبا !
مكانٌ ضـمَّ خيْــرَ الخـلقِ / أبـرارَ الـورى / النُّـخَـبا !
وما فى الغِــيد فكّـر بـل لِحُــور العـين قد وُهِــبا !
ويـجلس فـوق كُـرسىٍّ على هـام المُـنى نُــصِـبـا !
تـراه تظـنـه علَـمـا بهـام القـدس منْـتـصِـبا !
غضـنْفر فى طفولــتِـه وقـائـدُ فى أوان صِـــبـا !
خَـصِيـبٌ دمــعه دُرٌّ ودمــه يـنـبـتُ الرُّطَـبا !
وسَــلْ عـن خِـصبِـه اللـيمونَ والـزيـتونَ والعِـنـبا !
فـكم رُوُّوا بدمــعتــهِ وكان لِحُــلْوِهم سـبـَـبا !
شــهيدٌ فى تنَفُّسِـه هـواءَ القدسِ قد شـرِبـا !
يصـير وُضـوءها صبــحًا يبيـتُ لنـارها حـطَــبا !
ويجـعل شـمـسها أُمًّــا ومن فجـرِ البــلاد أبــا !
وليـس يرى سـوى الإيمــان والأقصــى له نـسَــبـا !
ويعـــجن فى ثـراه دمًـا يضــمُّ اللحـمَ والعصَـبـا !
وعَـظْمًا فى هَوَى القــدس تمـزَّق فى الثَّــرى إربــا !
يــرتِّل سـورةَ الفتــح عـلى أبـوابــها طــرَبا !
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين