بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصّديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة؛ لكمال أهليته عند أبي بكر.
يجتمع في النسب هو والنبي ﷺ في فهر.
شهد له النبي ﷺ بالجنة، وسماه: أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمة.
أبلى يوم أحد بلاء حسنا، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله ﷺ من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، - فأصبح بعدها اثرم- فحسن ثغره بذهابهما، حتى قيل: ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة .
وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله ﷺ بسقيفة بني ساعدة:
قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر، وأبا عبيدة.
وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم.
عن عمرو بن العاص، قال:
قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟
قال: (عائشة) .
قيل: من الرجال؟
قال: (أبو بكر) .
قيل: ثم من؟
قال: (ثم أبو عبيدة بن الجراح) .
عن جابر، قال: كنت في الجيش الذين مع خالد، الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق، فلما قدمنا عليهم قال لخالد: تقدم، فصل، فأنت أحق بالإمامة؛ لأنك جئت تمدني.
فقال خالد: ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح) .
وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق، وبالحلم الزائد، والتواضع. -ضع خطين تحت الحلم الزائد -
بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام، ونال منه العدو، فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة، إلا جعل الله بعدها فرجا، وإنه لا يغلب عسر يسرين: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}الآية [آل عمران: ٢٠٠] .
قال: فكتب إليه أبو عبيدة: أما بعد، فإن الله يقول: {أنما الحياة الدنيا لعب ولهو}، إلى قوله: {متاع الغرور}[الحديد: ٢٠] .
قال: فخرج عمر بكتابه، فقرأه على المنبر، فقال: يا أهل المدينة! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي، ارغبوا في الجهاد .
قدم عمر الشام، فتلقاه الأمراء والعظماء.
فقال: أين أخي أبو عبيدة؟
قالوا: يأتيك الآن.
قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، ثم قال للناس: انصرفوا عنا.
فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله.
فقال له عمر: لو اتخذت متاعا، أو قال: شيئا.
فقال: يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلغنا المقيل.
عن مالك: أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف، أو بأربع مائة دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع بها.
قال: فقسمها أبو عبيدة، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها.
قال: فقسمها، إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر، قال: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا. أما الان والله المستعان نجد بعض الدعاة اذا اتاهم المال من الامراء والتجار يسافرون بها ويتمتعون بها، وكأن الدعوة اصبحت تجارة-
كان أبو عبيدة يسير في العسكر، فيقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.
قال أبو حفص الفلاس: توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة،
-أي ان اباعبيدة اسلم وعمره تقريبا 27 سبعة وعشرين سنة-
كل مابين الخطين من تعليقاتي
والباقي اختصرته من سير اعلام النبلاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين