الاستخفاف والاستثقال عند القراء الكوفيين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  

 الاستخفاف والاستثقال عند القرَّاء الكوفيين ((عاصم، حمزة، الكسائي) روايةً وتوجيهاً). رسالة تقدم بها الباحث علي جياد إلى مجلس الجامعة الإسلامية/ بغداد كلية اللغة العربية وعلوم القرآن/ قسم علوم القرآن وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في علوم القرآن بإشراف: د.رشيد عبد الرحمن العبيديعام 1427هـ

مكونات البحث: اقتضت طبيعة البحث ومنهجيته أن يكون على أربعة فصول تسبقها مقدمة وتنهيها خاتمة.

المقدمة:

ضمّنها الباحث الحديث عن أهمية البحث، ودواعي اختيار الموضوع، وأجزاء البحث ومنهجه ومصادره.

أما الفصل الأول: فقد خصصه الباحث ببيان مفهوم الاستخفاف والاستثقال، وبيان ترجمة مختصرة عن القرَّاء الكوفيين، وبذلك اشتمل على مبحثين وهما:

المبحث الأول: فقد خصّصه الباحث ببيان معنى الاستخفاف والاستثقال اللغوي والاصطلاحي، من خلال استعمال علمائنا القدامى لهاتين اللفظتين، وبيان علاقة كثرة الاستعمال بالخفة والثقل.

أما المبحث الثاني: فقد اشتمل على تمهيد وثلاثة مطالب:

أما التمهيد: فقد حاول الباحث  فيه بيان علاقة مدينة الكوفة بالقراءات القرآنية والقرَّاء، بدءً من الصحابة الذين كان لهم الفضل في حفظ القرآن وكتابته وجمعه وتعليمه للناس، وانتهاءً بتلامذتهم ومن جاء بعدهم، ومنهم القرَّاء الكوفيين الثلاثة.

أما المطلب الأول: فقد ترجم الباحث فيه ترجمة مختصرة لعاصم بن أبي النجود، والمطلب الثاني: كان ترجمة مختصرة لحمزة بن حبيب الزيات، والمطلب الثالث: تضمن ترجمة مختصرة للكسائي ، وحاول الباحث بيان علم كل واحد منهم وفضله.

أما الفصل الثاني:  فقد تناول الباحث فيه بيان الاستخفاف والاستثقال لعدد من الظواهر الصوتية، وبذلك اشتمل على ستة مباحث وهي:

          المبحث الأول: تناول   الاستخفاف والاستثقال في الهمز، ووضّحت مذهبهم وأصولهم فيه.

          والمبحث الثاني: تناول   الاستخفاف والاستثقال في الإدغام وفك الإدغام، ووضّحت مذهبهم وأصولهم فيه.

          والمبحث الثالث: الاستخفاف والاستثقال في الفتح والإمالة، وقد تناولت موضوعه بمثل ما سبق في الهمز والإدغام.

والمبحث الرابع: تضمن الاستخفاف والاستثقال في الإبدال، وتتبعت ما ورد عنهم في ذلك.

والمبحث الخامس: تناول   التخفيف بالتسكين.

أما المبحث السادس: تناول   الاستخفاف والاستثقال في الإتباع، وما ورد عنهم في ذلك أيضاً.

أما الفصل الثالث: فقد كان مخصصاً ببيان الاستخفاف والاستثقال لعدد من الظواهر اللغوية في قراءة الكوفيين الثلاثة، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث وهي:

          المبحث الأول:  تناول   موضوع التشديد والتخفيف، وما يحمل من معانٍ لطيفة.

          والمبحث الثاني: تناول   التخفيف بالحذف.

          أما المبحث الثالث: تناول   هاء الكناية، وما يتعلق بها من خفةٍ أو ثقل.

أما الفصل الرابع: فقد كان مخصصاً ببيان الاستخفاف لعدد من الظواهر النحوية في قراءة الكوفيين الثلاثة، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث وهي:

          المبحث الأول: تناول   لام الأمر بين الكسر والتسكين.

          والمبحث الثاني: تناول   ما قرأه الكوفيون بالإفراد والجمع.

          أما المبحث الثالث: قصره الباحث على ما قرأه الكوفيون بالتنوين والإضافة.وختم  البحث بخاتمة بيّن  الباحث فيها أهم النتائج التي توصل  إليها.

نتائج البحث :

أهم النتائج التي توصل إليها البحث وهي:

1-      إنَّ الاستثقال بصورة عامة يعني الكلفة أو المشقة في النطق، والاستخفاف هي كل ما من شأنه تقليل الجهد العضلي المبذول في النطق، ويحقّق الانسجام، كما أنَّ معناهما عند استعمال العلماء لا يختلف عن معناهما اللغوي.

2-      ظاهرة الاستخفاف والاستثقال تحكّمت في الظواهر الصوتية واللغوية والنحوية، وجاءت هذه الدراسة محاولةً جمع ما ورد في ذلك عن القرَّاء الكوفيين.

3-      كثرة استعمال الكلمة يؤدّي إلى تخفيفها بوسيلة من وسائل التخفيف كالحذف والقلب وغيرها، علماً أنّ هذا الأمر ذكره كثير من العلماء .

4-      مدينة الكوفة لها ارتباط وثيق بالقراءات والقرَّاء، لوجود كثير من الصحابة والتابعين من حفظة القرآن ومقرئيه فيها، حتى أنّنا نجد أنّ ابن مجاهد قد اختار ثلاثة قرَّاء منها في سباعيته، وتبين لنا أنّ منهج أهل الكوفة عموماً هو قبول القراءات، على العكس من البصريين.

5-      تبين لنا أن القرَّاء الكوفيين يميلون إلى نطق الهمزة محققة أكثر من نطقها مخففة.

6-      تفرد حمزة بتخفيف الهمزة المتطرفة والمتوسطة-وافقه فيها هشام فقط- عند الوقف وذلك لمعاني لطيفة ذكرها العلماء، ومنها: أنّها استراحة القارئ، وللتناسق بين رؤوس الآي.

7-      نجد أنَّ قراءة الكسائي لا تكاد تختلف عن قراءة شيخه حمزة، وربما هذا ما يفسر لنا أحد الأسباب في إطلاق العلماء عنهما بـ(الأخوين)، فهما من المكثرين للإدغام والإمالة، ويتفقان في أغلب القراءات، وهذا لا يعني أنّه لا يوجد اختلاف بينهما في القراءة، ولكن الاختلاف قليل قياساً مع بقية القرَّاء.

8-      تبين أنّ البيئة ليس لها التأثير المباشر على اختيار أي قارئ لقراءته، وإنَّما هناك شرط آخر ملازم له، ألا وهو روايته ذلك عن أئمته عن النبي (r)؛ لأنَّ القراءة سنّة متبعة.

9-      ميل العرب إلى الانسجام والتجانس بين الأصوات جعلهم يميلون إلى الإبدال أو الإتباع، أو تسكين وسط الكلمة.

10-     تبين أنّ في التشديد زيادة في المعنى لا تحملها الصيغ المخففة، وهذه الزيادة لمْ تأتِ جزافاً وإنما جاءت لتؤدّي وظائف معنوية لطيفة، وقد خصّص لذلك الدكتور فاضل السامرائي مساحة واسعة في كتبه، توضح لنا هذا المعنى وهذا الإعجاز القرآني.

11-     من وسائل التخفيف عند العرب هي التخفيف بالحذف، وقد تبين لنا أنّ الحذف يكون للتخفيف من ثقل حاصل في الكلمة أو في حركتها أو بسبب طولها أو لأنّ فيها صوت ثقيل أو لكثرة استعمال الكلمة.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply