بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
١- هذه تغريدات تتعلق بموضوع تربوي ونفسي فيه حساسية، بعنوان: "انحرافات الميول الجنسية المبكرة وكيفية معالجة الأسرة لها".
٢- أي مجتمع صغير من مجتمعات الكون الكبير، يشبه في كثير من خصائصه بقية المجتمعات الأخرى، لتشابه الناس وطباعهم وظروفهم ومعايشتهم ونفسياتهم.
٣- أعظم عون - بعد الله- ومثال وناصر حاضن للطفل والمراهق هو أسرته وعلى رأسها والأب والأم، إذ هما مصدر الأمن والآمان والثقة عند الطفل والطفلة.
٤- في هذه التغريدات سأتحدث عن الانحرافات في الميول الجنسية أي الشذوذ، ولأن هذا الموضوع فيه درجة عالية من الحساسية، فلن أتحدث إلا بقدر الحاجة.
٥- أغلب المراهقين والأطفال الذين أصبحوا يعانون من الشذوذ الجنسي من الجنسين هم في الغالب ضحايا لعدة ظروف، ولم يجدوا من يقف معهم لسريَّة الحدث!
٦- وأحيانًا هذه الظروف فرضت عليهم قهرًا في البداية، ولأن بعضهم لم يقدر أن يتحدث عن معاناته خجلًا أو خوفًا، فقد تفاقم وضعه واكتسب ذلك مع الزمن.
٧- لم أكن واعيا بشكل كاف عن هذه الظاهرة - إن جاز تسميتها بذلك- إلا خلال بعض الأصدقاء المهتمين من الاجتماعيين والتربويين الذين تتحدثون معي عنها.
٨- ينشأ هذا الانحراف أحيانًا من الأسرة نفسها من دون وعيها، بل من الأم أحيانًا، من خلال التربية الناعمة والمدللة للولد أو التربية الخشنة للبنت.
٩- وكذلك تنشأ من المدرسة أحيانًا، من خلال الرفقة السيئة، أو من خلال التعرض لعملية تحرشي جنسي قهري من أقران الطفل أو ممن هم أكبر منه سنًا.
١٠- "نحن نتعلم أن قضايا الشذوذ الحقيقية تبدأ في مراحل مبكرة من الطفولة عند أغلب الناس". د. جوزيف نيكولوسي وليندا إمزنيكولوسي.
١١- والأسباب بحسب د. جوزيف وليندا نيكولوسي: الاعتداء الجنسي، التحرش، عدم الارتباط الجيد مع الأب أو الأم، الهجران، الاغتراب، العزلة.
١٢- أما الدكتورة سيجال، فقد ذكرت أن هذا الانحراف يمكن أن تلاحظه الأم أو الأب من خلال ممارسات الطفل المبكرة من خلال ألعابه وتصرفاته.
١٣- وتتابع الدكتورة سيجال أنها لاحظت على مريضاتها الشاذات أنهن كن يمارسن الرياضات العنيفة ويسترجلن ويتشبهن بالرجال، وابتعدن عن أنوثتهن!
١٤- وكذلك الدكتور جوزيف يتفق معها في أن الذكور الشاذين يميلون لإنكار ذكوريتهم، ويميلون للتصرفات الأنثوية منكرين ومنفصلين عن هويتهم الحقيقية!
١٥- ومن أخطر المحفزات على تنمية انحرافات الشذوذ هو الإعلام من شقين: الأول: سنيمائي، والثاني: ثقافي- "علمَوي" موجهة.
١٦- فالشق الأول وهو السنيمائي يعمل بعمل دعائي مبطن للشذوذ من خلال الأفلام والمسلسلات التي تقدمهم كأبطال وكضحايا للمجتمعات المتحجرة المتخلفة.
١٧- أما الشق الثاني فهو التوجيه الإعلامي "العلموي" كتقديم نتائج "الأبحاث العلمية" التي تؤكد أن الشذوذ الجنسي هو عملية ترجح لأسباب جينية!
١٨- ومن أشهر الصحفيات اللاتي ضللن الرأس العام "آن لاندر"، التي أخذت تردد مرارا وتكرارا هذه العبارة: "إن الرجال الشاذين ولدوا هكذا".
١٩- "لقد بدأت هذه الخرافة في الانتشار عندما تورطت وسائل الإعلام في ترديد مقتطفات مجتزأة من بعض الأبحاث العلمية". د. جوزيف وليندا نيوكولوسي.
٢٠- "مع الأسف بدأ ملايين الناس حول العالم منذ تلك اللحظة ينظرون للشذوذ الجنسي على أنه طبيعة بشرية أو جزء فطري!". د. جوزيف وليندا نيوكولوسي.
٢١- وأكد الباحثان . د. جوزيف وليندا نيوكولوسي أن الأبحاث التي تزعم أن الشواذ ولدوا هكذا هي أبحاث مسيسة باعتراف أهم أصحابها مثل: سيمون ليفاي!
٢٢- وحتى لا ابتعد عن الموضوع الأساس، أقول: أكرر أهمية عناية الأم والأب ورعايتهما لأطفالهم وتعاونهم مع المدرسة في متابعة الطفل والمراهق
٢٣- وَمِمَّا أشار إليه الباحثون كعلامات مبكرة للانحراف: الإعجاب والتعلق بالجنس نفسه، وتطور ذلك إلى خروجه عن حده الطبيعي بحيث يصبح مرضًا!
٢٤- وغالبًا - للأسف الشديد- أن العلامات المبكرة عير واضحة ويصعب معرفتها من الغير، ومن هنا يأتي أهمية الثقة ومصاحبة الأم لابنتها وطفلها الصغير.
٢٥- ومصاحبة الأب لابنه المراهق. فأقل البيوت انحرافًا وخللًا هي البيوت المتصالحة المتصارحة التي يفضفض فيها الأطفال بثقة لآبائهم وأمهاتهم.
٢٦- يجب أن يدرك الأب وتدرك الأم أن الشذوذ هو بداية الهاوية لابنتهما و ابنتهما، فقد أكد براهين علمية إحصائية أن الشواذ أكثر الناس أمراضا نفسية.
٢٧- والذي أنصح به الأسر والآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، دون الدخول في تفاصيل هذا الموضوع الحساس والشائك، ما يلي:
٢٨- أولا: تقوية الروابط بين الأسرة والمدرسة من خلال صداقة حقيقية بين الأب والمعلم، والأم والمعلمة، لأن هذا في النهاية سيخدم أطفالكم بإذن الله.
٢٩- ثانيًا: تقوية روابط المحبة والحنان بينكما أنتما أيها الأب والأم، فالبيوت المطمئنة بعد توفيق الله هي بسبب اطمئنان العلاقة بينكما أولًا.
٣٠- ثالثًا: الارتباط بالمحبة والحنان والرحمة والاحترام والمصاحبة والمصارحة والثقة بينكما وبين أطفالكما وخصوصا المراهقين والمراهقات.
٣٢- رابعًا: ارتباطكما بعلاقة صداقة بتربويين وتربويات أو متخصصين في علم النفس، لرفع درجة الثقافة التربوية والنفسية لديكما بشكل دوري وواقعي.
٣٣- خامسًا: تثقيف النفس ذاتيا من خلال القراءة الوعية بعد استشارة أهل الاختصاص، وحضور الدورات الحقيقية النافعة في هذا المجال النافع عمليًا.
٣٤- وأخيرا أنصح الآباء والآمهات المثقفين والمثقفات دينيا بمطالعة هذا الكتاب المفيد في موضوعه، لأجل الوقاية أو العلاج.
الرجولة.. إنجاز: دليل الآباء.. لوقاية الأبناء.. من الشذوذ الجنسي، تأليف الدكتور جوزيف نيكولوسي – ليندا إمزنيكولوسي.
٣٥- وفق الله جميع الآباء والأمهات لصلاح أبنائهم وبناتهم، وجعلهم قرة لأعينهم، ومن الصالحين والصالحات الطاهرين والطاهرات، ومن الفالحين الأخيار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين