فقه النفس وتضخيم المشاكل


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

لماذا تعذب نفسك؟ التكوين النفسي عند بعض الناس يميل لتضخيم المشاكل، وإن كانت في الواقع ليست كبيرة، على الأقل بالدرجة التي يظنها.

وهذا الصنف من الناس «ماهر في تعذيب نفسه

ومَثَلُهُ كَمَثَلِ الذي يحمل الحجارة الكبيرة على ظهره، مع أنه لم يُطلب منه حملها.

وهذه الطريقة في التعامل مع المشاكل تعطل صاحبها عن الكثير من مصالحه، بل قد ينشغل بها أثناء صلاته وعباداته.

ينبغي أن يَعلم كلُ شخصٍ أنه هو من يحدد حجم المشكلة، وذلك بكيفية تعامله معها.

ومن هنا يُفهم الاختلاف الكبير بين الناس في التعامل مع المشاكل.

أسباب هذه الظاهرة السلوكية:

-1«تضخيم المشكلة» نتيجة طبيعية لنقص التصور الحقيق للمشكلة (خلل في الإدراك) .

فهو لو تصور المشكلة «بحجمها الحقيقي» لم يضخمها.

-2إذا كانت المشكلة تتعلق بأمرٍ مهمٍ جدا عند الشخص فغالبا يفقد توازنه في النظر للمشكلة، ويميل لتهويلها وتضخيمها، ويصعب عليه تقبلها.

فمثلا لو نظرنا كيف يتعامل بعض الناس مع:

«مشكلة عدم القبول في وظيفة» أو«مشكلة الرسوب في الدراسة» أو «مشكلة تربية الأولاد» أو «المشاكل الزوجية» أو «مشاكل الأمراض» أو «مشاكل العمل » ونحو هذه المشاكل.

فسنلاحظ بوضوح التفاوت الكبير بين الناس في التعامل مع هذه المشاكل، فمنهم من يعذب نفسه بهذه المشاكل، ومنهم من يعطها حجمها الطبيعي.

الحل :يتلخص حل هذه الظاهرة في ثلاث نقاط:

-1استعن بالله وتوكل عليه واسأله البصيرة.

-2درب نفسك بالتدريج على عدم تضخيم المشاكل وتفهم حقيقتها.

-3استشر من تثق بعقله ونصحه وعلمه وخبرته.

(تنبيه مهم):

السعي في حل المشاكل، والبحث عن حلولٍ لها، لا يتعارض مطلقا مع إعطاء المشاكل حجمها الحقيقي، وعدم تعذيب النفس بها.

فهذا المقال ليس دعوة لإهمال المشاكل وعدم حلها، بقدر ما هو دعوة لإعطاء كل مشكلة حجمها الطبيعي، وعدم تعذيب النفس بها.

بل أقول أكثر من ذلك:  إن الاعتدال في التعامل مع المشاكل وعدم تهويلها من أهم وسائل حلها حلًا صحيحًا.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply