وأعزُّ مَن في الأرضِ أهلُ عقيدةٍ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ماضاقَ وجهُ الأرضِ بالأغرابِ

 وإن ادلهَمَّ الكربُ بالأبوابِ

يامَن حرقتَ اليومَ بستانَ المنى

 لم تلقَ غيرَ الجمرِ والأوصابِ

تبَّتْ يداكَ جمعتَ حرَّ رمادِه

 وعجنْتَه بالحقدِ والإرهابِ

فبكلِّ أُفْقٍ للغريبِ منازلٌ

 يرجو الأمانَ وراحةَ الأعصابِ

قد باتَ جوَّابًا به ومجاهدًا

 وله من الرحمنِ خيرُ مآبِ

ثُلُثُ البقاعِ على ثراها أُمَّةٌ

 لم يُحصِ كثرتَها عليمُ حسابِ

قد جاوزوا المليارَ في تعدادِهم

 وتبوؤوا فيها أعزَّ رِحابِ

وأكادُ لا أخشى وقد أبصرتُهم

 من غدرِ ظُفرِ الذئبِ والأنيابِ

يتوجهون لكعبةٍ ميمونةٍ

 هي موئلُ التوحيدِ في الأحقابِ

يتبادرون إلى السُّمُوِّ بمصحفٍ

 يهديهُمُ فيهِ أجلُّ خطابِ

وأقومُ مبتهجًـا أُفآخر بالهدى

 يا أُمَّةً لبستْ أعزَّ ثيابِ

بالدِّينِ أخرجَها، وأكرمَ شأنَها

 بالبيِّناتِ مُسببُ الأسبابِ

وطني ظلالُ عقيدتي بين الورى

 وترابُ أهليها الكرامِ ترابي

من أيِّ صقعٍ هلَّ صوتُ أذانِها

 فرفيفُ روحي عندها و وِثابي

والنَّاسُ في الدنيا عزيزٌ مؤمنٌ

 أو نفسُ طبعٍ المسرفِ المرتابِ

ولنحنُ في زمنٍ حضارتُه هوتْ

 بتنوُّعِ التعذيبِ في السردابِ

هيهاتَ أن تلقى أخًـا يلقاك.

. بالإخلاصِ والإيثارِ والآدابِ

ماتَ الوفاءُ، وعزَّ أن تلقى الذي

 تُرجَى خصائلُه من الأترابِ

فسدتْ قلوبُ الناسِ إلا ثُلَّةً

 عاشت كعيشِ السَّادةِ الأصحابِ

فَهُمُ الهُداةُ وإنهم لَبقيَّةٌ

 من خيرةِ الخِلاَّنِ والأحبابِ

لكنْ وإن طفحَ الزمانُ بغُمَّةٍ

 عمياءَ أخفتْ سُنَّتي وكتابي

مازال في تجوالنا هذا السَّنى

 أملا يخفِّفُ وطأةَ الأتعابِ

ولربما ضاقتْ صدورٌ حُرَّةٌ

 من جيئةٍ ما أثمرتْ و ذهابِ

وأشدُّ مايُؤذي الأبيَّ وقوعُه

 مابين مُطلِ النذلٍ والكذَّابِ

ولفيءُ كوخٍ فوقَ صفحةِ بسبسٍ

 من غيرِ غدرِ صويحبٍ صخَّابِ

أحلى هنالك من بهيجِ منازلٍ

 ثملى بِبهجةِ حُسنِها الخلاَّبِ

والكونُ ملكُ اللهِ بَوَّأَ خلقَه

 منه مدى الأجيالِ والأحقابِ

ولئن خرجتُ مهاجرًا لم أكترثْ

 بثقيلِ آلامي، ولا إدآبي

مادمتُ للرحمنِ أحيا مؤمنًا

 وسِواه لم أعبُدْ من الأربابِ

ماسرَّني إلا توقُّدُ أضلعي

 ببيانِ وحيِ اللهِ في آرابي

وصدودُ قلبي عن فسادِ حضارةٍ

 صيغتْ بمكرِ عدوِّنا المتصابي

فالعمرُ يمضي والبهارجُ تنتهي

 والأرضُ مهما ازَّينَتْ لخرابِ

سأظلُّ أحملُ مصحفي لاأنثني

 رغمَ الطغاةِ وهجمةِ الأحزابِ

ماضرَّني أنِّي بلا دارٍ أعيشُ

 فطيفُ أسمى الوعدِ في أهدابي

جلَّ الذي خلقَ القلوبَ فزادَها

 هذااليقينَ مع السَّنا المنسابِ

ولقد أمرُّ على السَّفيهِ تلوكُني

 شِدقاهُ، بئسَ صناعةُ المغتابِ

فأردُّ سقطتَه بشامخِ عزَّتي

 بالله غيرَ غَـوٍ ولا هيَّابِ

ويودُّ لي أن أستكينَ لأنَّه

 نَزِقٌ يضيقُ بهمَّتي وخطابي

للهِ صحوتُنا، وإن عشنا بها

 عُطلا بغيرِ بنادقٍ وحرابِ

أغنى الورى قومٌ تشدُّ قلوبَهم

 آيٌ تُرتلُها قلوبُ شبابِ

وأعزُّ مَن في الأرضِ أهلُ عقيدةٍ

 لم يسجدوا ذلًا على الأعتابِ

أو يركنوا يوما لطاغيةٍ سرى

 بعروقِه كِبرٌ وسوءُ عجابِ

 

 

إنَّا وإن ضاق الزمانُ فلا نني

 وَجَلا ولا نخشى العدا ونُحابي

عشنا ولم تحملْ جوانحُنا هوىً

 يفضي لغيرِ كرامةٍ وثوابِ

مافي جوانحنا هوىً إلا الذي

 يرضى به الرحمنُ يومَ حسابِ

لسنا كَمَن نظموا قصائدَهم على
 

 سفهِ الضَّلالِ وخسِّة التَّلعابِ

راموه متَّكَأ لحُمقِ غرائزٍ

 لا في سدادٍ يُرتَجَى وصوابِ

يرجون جاهًا لن يكون لمرجفٍ

 أو بثَّ مافي الشَّرِّ من إسهابِ

خذلتْهُمُ الآمالُ ماساقوا لها

 من وفرةِ الإيمانِ بالوهَّابِ

ذهبوا إليها حاملين خواءَهم

 كسوارحٍ عادت بلا أعشابِ

قد ردَّهم إفلاسُهم منها فلم

 تصلحْ بضاعتُهم بهذا البابِ

         ***

        ***

ياإخوة الإسلامِ ياغرباءُ في

 زمنِ أمدَّ البغيَ بالإرهابِ

فاستنسرَ الجبناءُ في أجوائه

 واستأسدَ السفهاءُ في ذا الغابِ

والحكم أمسى للمعربد والذي

 أصغى لكلِّ مضلِّلٍ مرتابِ

ولكلِّ ساقطةٍ تبيعُ عفافَها

 في سوقِ أهل العودِ والمضرابِ

ولكلِّ غِرٍّ مادرى أين الطريقُ...

... فَضَلَّ في ممشاه غيرَ مُثابِ

ولكلِّ هاوٍ للعنادِ وللهوى

 من جملةِ الأوغادِ والكُتَّابِ

هذا تمرُّدهم يبوءُ بخيبةٍ

 هي ما جنتْهُ يـدٌ بأرضِ يبابِ

راموا لموكبنا الفناءَ فردَّهم
 

 ربُّ السَّماءِ بحُرقةٍ وسغابِ

لن يهلكَ الركبُ المدجَّجُ بالتُّقى
 

 من نارِ إيذاءِ ولفحِ مُصابِ

يا إخوةَ الإسلامِ صبرًا إنكم

 في وجهِ غزوِ الحقدِ والقرضابِ

أوَمَا ترون المارقين تفنَّنوا

 في حربِ هذا الدينِ بالأذنابِ

هلاَّ اجتمعنا للمكارهِ والعدا

 لنردَّهم بثباتنا الغلابِ

 

 

 

كم طعنةٍ نفذت لعمقِ قلوبِنا

 أو رميةٍ بظهورِنا بحرابِ

أو قائلٍ عبثٍ أتانا قولُه

 فجًّـا بلا ذوقٍ ولا آدابِ

وهبوه منبرَ زورِهم وفسادِهم

 واستعملوه كآلةِ لسِبابِ

فاسترسلتْ سقطاتُه منبوذةً

 بوسائل الإعلامِ ذاتِ العابِ

 

تبًّـا وتعسًا للصحافةِ عندما

 تلهو بخبثِ الزيفِ في إطنابِ

ولحومنا سمٌّ لكلِّ مضللٍ

 وليبشروا من ربنا بعذابِ

تبكي عينا الأرضُ إن غبنا ولا

 تبكي عليهم مَرَّةً لغيابِ

لكنَّها محنٌ تثاقلَ ليلُها

 واربدَّ وجهُ رحابِها بسرابِ

لكنْ وقد إذن الإله ُ برحمةٍ

 وزها الصباحُ بعودةِ الغُيَّابِ

سيعودُ للدنيا ربيعُ شريعةٍ

 فَيَدُ النخيلِ تدرُّ بالأرطابِ

والليلُ يقمرُ بالهدى في كونِنا

 وتُرتَّلُ الآيات فوقَ هضابِ

ياربِّ فاجمعْ شملَنا وأزلْ أسىً

 عنَّـا وبدِّدْ غُمَّةَ الأوصابِ

جفَّتْ قُدورُ الظالمين، ولم تزلْ

 أحلى خوابينا كفيضِ سحابِ

درَّتْ لنا بلُبابِ مجدِ رسالةٍ

رغمَ المكاره والنوازل لم نزلْ

خمسون عاما في مجاهلِ غربةٍ

عانى بها الأبرارُ من كمدٍ أتى

وكأنَّهم تاهوا ببيداءِ النوى

لكنَّه الإيمانُ أكرمَ شأنَهم

راموا لنا إفناءَنا فتهافتتْ

والركبٌ ماضٍ قد تجاوزَ حقدَهم

من خيرِ مدرسةٍ زهت بأصولِها

فاسجدْ لربِّ العرشِ لاتخشَ الرَّدى

هي وحيُ دِيْنِ اللهِ ربَّانيةٌ

 

 

 تيَّاهة بمآثرِ المحرابِ

في ظلِّ مجدِ مآثـرِ الأصحابِ

أيامُها لـم تحــلُ للغُيَّابِ

من بعضِ خلاَّنٍ ومن أترابِ

عن سيرةِ الأنصارِ والأحسابِ

عندَ الإلــهِ المالكِ الوهَّـابِ

أحلامُهم ثكلى بتيه سرابِ
 

حُــرًّا فقـد وافى من المحرابِ

وفروعِهـا وبنهجها الغلاَّبِ

وانهضْ أبيًّا يا أخا الآدابِ

لم ترتكسْ في ساحةِ التلعابِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply