فوائد مختصرة من شرح القواعد المثلى للعثيمين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه فوائد مختصرة من شرح القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الخوض في باب الأسماء والصفات تارة يكون بالحق، وتارة يكون بالباطل:

• الخوض في باب الأسماء والصفات تارة يكون بالحق وتارة يكون بالباطل أما من قال فيه بالحق فمنشأ قوله أنه يريد الحق... وأما من قال فيه بالباطل فمنشأ قوله واحد من أمرين إما الجهل وإما التعصب سواء كان التعصب للنفس أو الإمام أو الشيخ.

• تجد بعض أهل الكلام الذين خالفوا الحق في أسماء الله وصفاته تجد بعضهم لما كان مريدًا للحق هداه الله إليه، ورجع، إما رجوعًا كليًا، وإما رجوعًا جزئيًا.

أسماء الله عزوجل المتعدي يتضمن الإيمان بها ثلاثة أمور:

• كل اسم من أسماء الله إذا كان متعديًا فإنه يتضمن ثلاثة أمور، فإذا لم تؤمن بهذه الأمور الثلاثة فكأنك لم تؤمن بالأسماء، فلا بد أن تؤمن بهذه الأمور الثلاثة.

• الاسم المتعدي يتضمن ثلاثة أمور:

الأول: إثباته اسمًا.

الثاني: إثبات ما تضمنه من صفة.

الثالث: إثبات الحكم والمقتضي الذي تقتضيه هذه الصفة.

• العليم، نُثبت أولًا: بأن من أسماء الله العليم، ثانيًا: إثبات الصفة التي دلّ عليها وهي العلم، ثالثًا: الحكم الذي يقتضيه ذلك المعنى، فـــ " العليم"، يقتضي أن يعلم كل شيء، قلا بدّ أن تؤمن بما يقتضيه ذلك الاسم من الأحكام.

أسماء الله غير محصورة:

• أسماء الله غير محصورة بعدد معين، لأن من أسماء الله ما استأثر الله بعلمه، وما استأثر الله بعلمه لا يمكن الإحاطة به، فليست مئة ولا مئتين، ولا ألفًا ولا ألفين، ولا يجوز أن نقول: إن عددها كذا وكذا.

إحصاء أسماء الله تعالى:

• إحصاؤها على ثلاثة أمور:

الأول: أن يحفظها لفظًا...

الثاني: أن يفهمها معنى.

الثالث: من كمال ذلك أن يتعبد الله بمقتضاها، فمثلًا إذا علمت أن الله سميع، فإنك تتعبد الله بهذا الاسم والصفة، فلا تقول إلا خيرًا، لأنك إذا قلت أي كلمةٍ سمعها الله.

العزيز الحكيم:

• نستفيد من قرن العزيز بالحكيم فائدة عظيمة وهي: أن عزته مقرونة بالحكمة، لأن العزة وحدها قد ينتج عنها سوء التصرف والظلم والجور... كذلك... من يكون حكيمًا لكن ليس عنده عزة وغلبة... ليس عند تلك القوة التي ينفذ بها ما أراد وما حكم.

لازم القول:

• خلاصة البحث: أننا لا ننسب لازم القول للقائل إلا إذا التزم به، هذا هو العدل، لكن لنا أن نقول: إن هذا القول يلزم منه كذا وكذا، فهو فاسد، ولكن لا نقول: إن هذا اللازم هو قول فلان.

الإيمان بأن كل ما يحدث في الكون من مكروه وحبوب فإنه صادر عن حكمة:

• يجب عليك أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون من مكروه وحبوب فإنه صادر عن حكمة، وحينئذ لا تعترض عليه... وإذا آمنت بهذا اطمأننت لما يجري في الكون من محبوب ومكروه، وسواء كان عامًا أم خاصًا.

قراءة الشيخ كتابه قراءةً متأنيةً على سماحة الشيخ ابن باز رحمهما الله:

• هذا الكتاب قرأناه على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بازٍ قراءةً مُتأنيةً على انفراد، ولم ينكر هذا الشيء الذي ذكرناه من الأسماء، فيكون هناك اتفاق بيني وبينه على أن هذه الأسماء صحيحة.

• الاحتراز من الذنوب وإن خفيت:

• ما يخفيه الإنسان في نفسه وإن كان لم يطلع عليه أحدًا فإن الله تعالى يعلم به، وإذا عَلِمَ به أوشك أن يُطلع عليه عباده على ذلك، بل قال ابن القيم رحمه الله: إن الشيطان نفسه الذي أمرك بالسوء يُلقى في قلوب النفس أنك فعلت ذلك السوء.

اليهود أشد الناس بخلًا:

﴿وَقَالَتِ ٱليَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغلُولَةٌ[المائدة:64] هذا وصف بالنقص ومعنى ﴿مَغلُولَةٌ﴾ عندهم: أي: محبوسة عن الإنفاق، لأن اليهود أهم شيءٍ عندهم المال، لا يعدلون به شيئًا، قال الله تعالى: ﴿غُلَّت أَيدِيهِمأي أن الله غلها فصاروا أشد الناس بخلًا.

صنع الشيء بإتقان دون السرعة

• ﴿وَلَقَد خَلَقنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام﴾[ق:38] قال آخرون المراد ستة ايام كأيامنا، ولكن الله عز وجل خلقها في هذه الإيام، ليُعلِّم عباده كيف يصنعون الأشياء وأن الذي ينبغي أن يُصنع الشيء بإتقان دون السرعة.

ملامح الوجه تدُلُّ على القلب:

• ما أبطن إنسان سريرةً إلا أظهرها الله تعالى على صفحات وجهه، وفلتات لسانه، مهما كتم الإنسان، فلا بُدَّ أن يُظهر الله تعالى عيبه على وجهه،... والوجه صفحة القلب، ومرآةُ القلب.

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

• شيخ الإسلام رحمه الله ثقة من وجهين: من حيث الأمانة، ومن حيث العلم، فقد اجتمع في حقه رحمه الله القوة والأمانة، وهما ركنا العمل.

• له اطلاع واسع عظيم، وإذا شئت أن تعرف اطلاعه فانظر ردوده على أهل الكلام والفلاسفة كيف يسرد لك عشرين كتابًا أو أكثر في مقام واحدٍ، مما يدل على سعة علمه واطلاعه رحمه الله.

بركة القرآن الكريم:

﴿كِتَٰبٌ أَنزَلنَٰهُ مُبَارَك﴾[الأنعام:155] يعني به القرآن، فهو مبارك في أجره وتلاوته، مبارك في تأثيره، في آثاره، مبارك في تلاوته... يؤثر على القلب، فيلين القلب القاسي.

• القرآن... مبارك في آثاره: فتح المسلمون به مشارق ومغاربها، قال الله تعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ ٱلكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدهُم بِهِۦ جِهَادًا كَبِيرًا[الفرقان:52] ففتحت به الأمة مشارق الأرض ومغاربها.

• القاموس المحيط، للفيروز آبادي، الغريب أن هذا الرجل فارسي ومع ذلك جمع قاموسًا في اللغة العربية وهذا من بركة القرآن لأن القرآن كتاب الله تعالى المنزل لجميع الخلق يعتني به جميع المسلمين وإذا اعتنوا به لزم من ذلك أن يعلموا اللغة العربية.

الرجوع على الحق نصر وليس هزيمة:

• عليك أن تقصد بيان الحق واتباع الحق ولو خالف قولك، ولا تظن أنك مهزوم إذا رجعت عن قولك بمقتضى دليل الكتاب والسنة، بل إنك منصور وعزيز، لأن الله نصرك على نفسك، ومتى روضت نفسك على هذا سهل عليك الرجوع إلى الحق.

عبارات منكرة:

• بعض الكتاب المُتأخرين يقول عن الله تعالى: إنه مهندس الكون، وهذه العبارة أرى أنها لا تجوز، لأن قولنا: إنه مهندس. تقتضي أنه تعلّم حتى أعطى شهادة في ذلك فصار مهندسًا فمثل هذه العبارة لا تصلح، لكن لو قال بدلها: صانع الكون فلا بأس.

• ما صحة العبارة التي يقولها العامة: من وضع عينه في عين الله لم يحب؟ أو ضَع عينك في عين الله تفلح؟ الجواب: هذه العبارة منكرة، وبدلًا منها نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله كأنك تراهُ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

• قول بعض السفهاء: هذه عاصفة هوجاء، أو ما أشبه ذلك مما يطلقونه على ما يحدثه الله عز وجل من العواصف، والقواصف، والنوازل فكل هذا محرم. وقد يصل إلى الكفر.

اتباع النبي صلى الله عليه وسلم:

• كلما كان الإنسان أتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوسع لعلمه وإخلاصه، وجرب تجد.

• أنت إذا غفلت في يوم من الأيام عن شعورك بالمتابعة صارت العبادات بالنسبة لك قليلة الثمرة، لكن إذا شعرت بأنك تتبع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكأنه أمامك استفدت فائدة كبيرة، لذا أدعوكم إلى أن تلاحظوا هذا في عباداتكم.

لا يضيق صدرك بما كان الناس عليه:

• افعل السبب لهداية الخلق، وابذل ما تستطيع، ولكن لا يضيق صدرك بما كان عليه الناس، لأنك إن فعلت هذا اشتغلت بعيوب الناس عن عيوب نفسك، وصار ليس لك هم إلا الناس، وهذا يؤثر على الإنسان.

الإمام النووي رحمه الله:

• هو رحمه الله من الأشاعرة في باب الصفات، انظر مثلًا شرحه على صحيح مسلم تجده يؤول الصفات، ومع ذلك فإننا لا نشك أن الرجل عالم مخلص، نفع الله بعلمه، وله من المقامات الحميدة والآثار الجليلة ما عزّ أن يوجد لغيره.

• من علامة القبول له أن مؤلفاته منتشرة مقبولة يقرؤها الصغير والكبير، فمثلًا *الأربعين النووية* قلّ صغير من المسلمين إلا حفظها، و *رياض الصالحين* يقرأ في كل المساجد، و *شرح المهذب* مرجع، و *شرح صحيح مسلم* مرجع أيضًا.

لا يمكن الاتفاق مع الرافضة:

• أناس يعتقدون أن مدبر الكون هو فلان الذي هو إمامهم، وأن من أئمتهم من هو في منزلة لا ينالها ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وأن الصحابة رضي الله عنهم ماتوا على النفاق والكفر وأن أبا بكر وعمر ماتا على النفاق لا يمكن أن نتفق معهم إطلاقًا.

كتب:

• مقايس اللغة لابن فارس كتاب جيد لطالب العلم لأنه يذكر المادة وجميع مشتقاتها.

• ابن مفلح رحمه الله... كتابه *الفروع* مملوء من العلم العظيم، ليس في الفقه فقط، بل في الفقه الآداب، لكنه فيه صعوبة في الفهم، لا يفهمه إلا إنسان متبحر متمرس في كلامه رحمه الله.

من طلب الحق بصدق لكنه خرج عن جادة الصواب.

• إذا علمنا أن القائل الذي خرج عن جادة الصواب معروف بالنصيحة والصدق وطلب الحق فإننا نعتذر عنه، ولا نكرهه على ما قال ولا نبغضه، بل نقول: هذا رجل بشر يجوز عليه ما يجوز على البشر من الخطأ ونعتذر عنه ونسأل الله له العفو والمغفرة.

متفرقات:

• الحمد: وصف المحمود وهو الله تعالى بالكمال مع المحبة والتعظيم.

• المغفرة: أن يستر الله تعالى ذنب العبد ويتجاوز عنه.

• المكر: هو الإيقاع بالخصم من غير شعور به.

• الدابة: كل ما يدبُّ من ذوات الأربع وغير ذوات الأربع.

• ما حصلت العداوة بين الناس إلا بتفسيق بعضهم بعضًا إذا خالفه في أمر من الأمور.

• ما انفتح باب الشرّ على المسلمين إلا بالخروج على الأئمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply