بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الإيمان ليس بالتمني والتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال، والأقوال، فهو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
للسلف أقوال عن الإيمان يسّر الله فاخترتُ بعضًا منها أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
- الله عز وجل لا يعطى الإيمان إلا من يُحب:
• قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إن الله يعطى المال من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطى الإيمان إلا من يحب.
- لا شيء أحبّ للمؤمن في الدنيا من الإيمان بالله ومحبته ومعرفته:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص له، ولا شيء يعطيهم في الدنيا أحبَّ إليهم من الإيمان به، ومحبتهم له، ومعرفتهم به.
- شدة محبة المؤمن للإيمان:
• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: المؤمن يحب الإيمان أشد من حب الماء البارد في شدة الحر للظمآن.
- نعمة الإيمان أعظم النعم على الإنسان:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: نعمةُ الله بالإسلام والإيمان وجذب عبده إلى الإقبال عليه، والتنعُّم بذكره، والتلذذ بطاعته هو أعظم النِّعم، وهذا إنما يُدرك بنور العقل وهداية التوفيق.
- أصل الإيمان:
• قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: أصل الإيمان التذلل لله بعد الإيمان بربوبيته سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وألوهيته، فكلما كان العبد أكثر ذلًا وتعظيمًا لله عز وجل وخشوعًا في القلب كان أكثر إيمانًا وأعظم مقامًا عند الله عز وجل: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾[الحجرات:13].
- شجرة الإيمان:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: شجرة الإيمان أصلها ثابت في القلب، وفروعها من الكلام الطيب والعمل الصالح في السماء، فلا تزال هذه الشجرة تُخرجُ ثمرها كلَّ وقتٍ بإذن ربَّها من طيب القول وصالح العمل مما تقرُّ به عين صاحب الأصل وعيون حفظته وعيون أهله وأصحابه ومن قرُب منه.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: الإيمان... شجرة أصلها الاعتقادات السلفية وأسّها وأصلها الإخلاص لرب البرية وساقها الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة والأقوال السديدة.
- ذروة الإيمان:
• قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ذروة الإيمان أربع: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب.
- صدق الإيمان وبره:
• قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: وأما صدق الإيمان وبره، فما روى عن عبيد بن عمير قال: من صدق الإيمان وبره اسباغ الوضوء في المكاره، ومن صدق الإيمان وبره أن يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها لا يدعها إلا لله.
- خشوع الإيمان:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو، فيخشع القلب لا محالة، فيتبعه خشوعُ الجوارح.
- حقيقية الإيمان:
• قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته، ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى، والتواضع أحب إليه من الشرف، وحتى يكون حامده وذامه عند سواه.
فسرها أصحاب ابن مسعود قالوا: حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام، وحتى يكون التواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله، وحتى يكون حامده وذامه في الحق سواء.
• قال الحسن رحمه الله: ابن آدم إنك لن تجد حقيقة الإيمان ما كنت تعيبُ الناس بعيب هو فيك، حتى تبرأ بذلك العيب من نفسك فتُصلحه.
- أمور من جمعها فقد جمع الإيمان:
• قال عمار ابن ياسر رضي الله عنه: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق مع الإقتار.
- صريح الإيمان:
• قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: وصريح الإيمان: أن يصل من قطعه، ويعطى من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن إلى من أساء إليه.
- لباس الإيمان:
قال وهب بن منبه رحمه الله: الإيمان عُريان، ولباسُه التقوى، وزينته الحياء، وماله العفة.
- أركان الإيمان:
• قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: قالوا: وإن للأيمان أركانًا، فمن أركانه: التسليم لأمر الله، والرضى بقدر الله، والتفويض إلى الله، والتوكل على الصبر.
- أمور يُستكملُ بِه الإيمان:
• قال لقمان الحكيم: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
- دعائم الإيمان:
قال علي رضي الله عنه: الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والجهاد والعدل.
- الإيمان نصفان:
• قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: وأما نصف الإيمان فروي عن عبدالله رضي الله عنه قال: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله.
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ولما كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها ألا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين، ليجعله يوم لقائه مع خير الفريقين.
- وزن الناس بالإيمان:
• قال قتادة رحمه الله: يا ابن آدم، لا تعتبر الناس بأموالهم وأولادهم، ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصالح.
- حال أكثر الناس في إيمانهم باليوم الآخر:
• قال الإمام الغزالي رحمه الله: أكثر الناس لم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميم قلوبهم، ولم يتمكن من سويداء أفئدتهم، ويدل على ذلك شدة تشمرهم واستعدادهم لحر الصيف، وبرد الشتاء، وتهاونهم بحرِّ جهنم، وزمهريرها، مع ما تكنفه من المصاعب والأهوال، بل إذا سئلوا عن اليوم الآخر، نطقت به ألسنتهم، ثم غفلت عنه قلوبهم. فأشعر قلبك تلك المخاوف والأخطار، وأكثر فيها التفكر والاعتبار.
- الإيمان والصبر:
• قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له.
- الغذاء الإيماني:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: لما كان الكافر ليس في قلبه شيء من الإيمان والخير يتغذى به انصرفت قواه ونهمته كلها إلى الغذاء الحيواني البهيمي... أما المؤمن فإنه إنما يأكل العلقة؛ ليتقوى بها على ما أمر به... فإذا أخذ ما يغذيه ويقيم صلبه، استغنى قلبه ونفسه وروحه بالغذاء الإيماني عن الاستكثار من الغذاء الحيواني... فإذا قويت مواد الإيمان ومعرفة الله وأسمائه وصفاته، ومحبته ورجائه والشوق إلى لقائه في القلب استغنى بها العبد عن كثير من الغذاء، ووجد لها قوة تزيد على قوة الغذاء الحيواني.
- زوال الإيمان:
• قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: يأتي على الناس زمان يحجون ويصلون ويصومون وما فيهم مؤمن. رواه أبو شعيب.
- حلاوة الإيمان:
• قال ابن تيمية رحمه الله: الإيمان له حلاوة في القلب ولذة لا يعدلها شيء ألبته.
• قال الإمام النووي رحمه الله: معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات، وتحمل المشاق في الدين، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا.
• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقوتها، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك، بل قد يستحلي ما يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه، فكذلك القلب إنما يجد حلاوة الإيمان من أسقامه، فإذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ، ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان، بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي.
وإذا ذاق العبد حلاوة الإيمان، ووجد طعمه وحلاوته، ظهر ثمر ذلك على لسانه وجوارحه، فاستحلى اللسان ذكر الله وما والاه، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله.
• قال العلامة عبدالله عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: اختلف في هذه الحلاوة: هل هي حلاوة محسوسة أو حلاوة معنوية؟ فالقول الأول: وعليه الأكثرون أنها حلاوة معنوية.
والقول الثاني: أنها حلاوة حسية، ولعل هذا أقوى القولين: أن للإيمان حلاوة حسية.
وقد يقال: ما كيفية تلك الحلاوة الحسية؟ فنقول: وجدان نشوة في الجسم، ووجدان أريحية وفرح واستبشار وسرور بمثل هذه الأعمال، حيث يجد الإنسان في بدنه كله ارتياحًا والتذاذًا... ويبتهج بالأعمال الصالحة أعظم من الملذات الدنيوية.
- أسباب تجلب حلاوة الإيمان وطعمه:
• قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لا يذوق عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر كله، وبأنه مبعوث من بعد الموت.
• قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: من أحب في الله، وأبغض في الله، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. ولقد صار عامة مؤاخاة الناس اليوم على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: غضُّ البصر عن الصورة التي نُهي عن النظر إليها يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر: حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله، فإن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم إذا اجتمعوا واشتاقوا إلى حادٍ يحدُو بهم ليطيب لهم السيرُ ومُحركٍ يحرك قلوبهم إلى محبوبهم أمروا واحدًا منهم يقرأ والباقون يستمعون فتطمئن قلوبهم وتفيض عيونهم، يجدون من حلاوة الإيمان أضعاف ما يجده السماعاتيه من حلاوة السماع.
• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الحبُّ في الله من أوثق عُرى الإيمان، ومن علامات ذوق حلاوة الإيمان، وهو صريح الإيمان، وهو أفضل الإيمان.
• قال العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد رحمه الله: مجرد كثرة الصلاة وكثرة الصوم والزهد في الدنيا لا يؤثر إذا كان الإنسان لا يفرق بين أعداء الله وأولياء الله، كلهم عتده سواء، فإذا قابل الكافر رحب به، وأكرمه كما يصنع مع أولياء الله ولا فرق، هذا صلاته وصومه لن يجد بهما طعم الإيمان، وهو على ذلك.
- من فوائد الإيمان وثماره:
• قال الإمام الطبري رحمه الله: العظة تنفع أهل الإيمان بالله.
• قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: الإيمان القوي يبين أثره عند قوة الابتلاء... فهناك يبين معنى قوله: ﴿ورضوا عنه﴾
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كلما قوي الإيمان في القلب قوي انكشاف الأمور له وعرف حقائقها من بواطلها.
• تحصل السعادة بعد الموت بالإيمان والإسلام.
• أهل السنة والعلم والإيمان يعلمون الحق ويرحمون الخلق.
• قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان وكلما ضعف إيمانه قوي خوفه منهم.
• القلب... إذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد، وامتلأ من محبة الله وإجلاله رقَّ وصارت فيه الرأفةُ والرحمة، فتراه رقيقًا رحيمًا رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، يرحم النملة في جُحرها، والطير في وكرها، فضلًا عن بني جنسه.
• المؤمن عزيز عالٍ مُؤيد منصور مكفي مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرًا، وباطنًا.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: من دخل الإيمان في قلبه، وكان مخلصًا لله، في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه، وصدق إخلاصه، من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي، ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه.
• الإيمان الصادق يمنع صاحبه من الإقدام على المحرمات.
• كلما قوي إيمان العبد تولاه الله بلطفه ويسره لليسرى وجنبه العسرى.
• قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: إذا تعمق وقرّ في القلوب، واستقر فيها لن تزعزعه بإذن الله شبهة ولا شهوة، فسيواجه الأمر مواجهة الجبال الصم التي تصد الرياح ولا تحركها الأعاصير.
• قال العلامة العثيمين: كلما كان الإنسان أقوى إيمانًا بالله، كان القرآن أنفع له في شفاء مرض القلب وفي نور القلب وفي انشراح الصدر وفي طمأنينة القلب وجرِّب.
• كلما كان الإنسان أشد إيمانًا بالله وأشد توحيدًا له كان أشد أمنًا واستقرارًا.
• الإيمان الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الطمأنينة فالنفس المطمئنة هي المؤمنة مؤمنة في الدنيا آمنة من عذاب الله يوم القيامة.
• كلما قوي إيمان الشخص قوي فهمُه في شريعة الله تعالى، سواء من الكتاب أو السنة، لأن الإيمان نور يقذفه الله تعالى في القلب، فيُبصرُ به ما لا يُبصرُهُ غيره.
• قال الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان: الإيمان تزكو به النفوس وتطمئن به القلوب ويصرف النفس عن دعاوي الشر ويبعثها على الخير كما أنه يهذب الأخلاق ويطرد الوساوس فلا يبطر صاحبه النعمة ولا يظلم الخلق... ويصرف النفس عن دواعي الشر.
- الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص:
• قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، إذا عملت الخير زاد، وإذا ضيعت نقص.
• سئل الإمام الأوزاعي رحمه الله عن الإيمان أيزيد؟ قال: نعم، حتى يكون كالجبال، قيل: فينقص؟ قال: نعم، حتى لا يبقى منه شيء.
• قال عمير بن حبيب رحمه الله: الإيمان يزيد وينقص، إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه.
- الحرص على زيادة الإيمان وتقويته بالنفوس:
• كان ابن مسعود رضي الله عنه: يقول في دعائه: اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا
• قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: إني أنصح... الشباب وأؤكد نصحي نحوهم بأن يهتموا في دعوتهم وفي تحركهم وفي تعلمهم، وفي أمرهم بالمعروف، وفي نهيهم عن المنكر بأمور منها: بذل الجهد في تعميق الإيمان بالنفوس.
• قال الشيخ صالح آل الشيخ من صفات الداعية تزكية النفس من الأصول المهمة في تربية طلاب العلم والعلماء: تزكية النفس، والحرص على زيادة الإيمان وتقويته.
- أسباب زيادة الإيمان وتقويته:
• كان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه: هلموا نزداد إيمانًا. فيذكرون الله عز وجل.
• كان معاذ رضي الله عنه يقول لرجل: اجلس بنا نؤمن نذكر الله.
• قال الإمام القاسم بن سلام رحمه الله: كلما ازداد لله طاعةً وتقوى، ازداد به إيمانًا.
• قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله: لا يُصيبُ العبدُ حقيقة الإيمان، حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزًا من الحلال، وحتى يدع الإثم، وما تشابه منه.
• قال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله: الإيمان... الأعمال الزاكية والأخلاق الفاضلة تزيد فيه وتنميه وتعليه.
• قال العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله: محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها، والندم، والتوبة من الذنوب السالفة، والحزن عليها، واحتقار النفس والازدراء عليها، والبكاء من خشية الله، والتفكر في ملكوت السموات والأرض، وفي أمور الآخرة، ونحو ذلك مما يزيد الإيمان في القلب.
• قال الحافظ ابن كثير: الصدق خصلة محمودة ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنه لم تجرب عليه كذبة لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وهو علامة على الإيمان.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: ينبغي للعبد أن يسعى ويجتهد في عمل الأسباب الجالبة للإيمان، والمقوية للإيمان. ومن أعظم ذلك: تدبر القرآن، فإنه يزيد في علوم الإيمان وشواهده، ويقوي الإرادة القلبية، ويحثّ على أعمال القلوب من التوكل، والإخلاص، والتعلق بالله الذي هو أصل الإيمان. وكذلك معرفة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وسماع أحاديثه، ومعرفة معجزاته، وما هو عليه من الأخلاق والأوصاف. وكذلك التفكر في ملكوت السماوات والأرض ما أودع فيها من الآيات والبراهين الدالة على وحدانية الله وصفاته وآلائه. وكذلك التفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة الخاصة والعامة، فإنها تدعو دعاء حثيثًا إلى الإيمان وتقوية... وكذلك النظر في أحوال الأنبياء والصديقين وخواص المؤمنين، ومعرفة أحوالهم، وتتبع أمورهم، من أكبر مقويات الإيمان ومواد تغذيته. وكذلك الضرورات التي تلجئ العبد إلى ربه وتحثه على تذكره وكثرة دعائه، كلها من مقويات الإيمان.
• قال العلامة العثيمين رحمه الله: قال الله عز وجل ﴿طسم * تلك آيات كتاب المبين * نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون﴾[القصص:1-3] من فوائد الآيات الكريمات أن هذه القصص سبب لحدوث الإيمان وكذلك سبب لزيادته أيضًا أي سبب لمن لم يؤمن حتى يؤمن ولمن آمن حتى يزداد إيمانه، ثباتًا وكميةً.
• أكررُ على إخواني المسلمين أن يقرؤوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك يزيد في الإيمان ويزيد في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتزيد القلب خشوعًا، وتزدادُ به معرفة منهجه عليه الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله، وتبصير عباد الله.
• قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: إذا قرأت القرآن بتدبر وتمعن وحضور قلب وتفكر في معانيه فإنه يزيل عنك أوهامًا كثيرة، ووساوس عظيمة، ويبعث في قلبك الطمأنينة، ويقوي فيك الإيمان. ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾[الأنفال:2].
• قال العلامة عبدالله بن حسن القعود رحمه الله: إني أنصح... الشباب... أن يبذلوا الجهد بتلاوة كتاب الله بقراءة سير أنبياء الله بتأمل نصوص الوعد في هذه الأمور لعل الله أن يعمق الإيمان في القلوب.
• فليبذل الإنسان متقيًا الله. طائعًا لله، مستعينًا بما يقدر عليه، من استماع وفعل ما يقوى إيمانه من طاعات، من مجالسة أخيار، من قراءة سير الصالحين.
• قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: التفكر في الآيات الكونية، والتدبر للآيات الشرعية القرآنية هما من روافد الإيمان، ومما يسقي شجرة الإيمان فالإيمان يزيد بالفكر في آيات الله.
• قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر: من أسباب زيادة الإيمان وتقويته أن يجتهد المسلم في القيام بالأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى، وأن يكثر منها، ويداوم عليها، فإن كل عمل يقوم به المسلم مما شرعه الله ويخلص نيته فيه يزيد في إيمانه، لأن الإيمان يزيد بزيادة الطاعات وكثرة العبادات.
- أسباب تنقص الإيمان وتضعفه:
• قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب الإيمان.
• قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: كل الخلال يُطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب.
• قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا زنى العبد نزع منه نور الإيمان.
• عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ما نقصت أمانة عبد قط إلا نقص إيمانه.
• قال الإمام العكبري رحمه الله: الإيمان... الأفعال الخبيثة والأخلاق الدنية والفواحش تمحقه وتفنيه.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه، كان ذلك دليلًا على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب.
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء:59] وقد أجمع الناس على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد مماته. فأمر سبحانه عباده المؤمنين أن يردوا ما تنازعوا فيه إليه وإلى رسوله وخاطبهم أولاٍ بلفظ الإيمان، ثم جعل آخرًا الإيمان شرطًا في هذا الرد، فالإيمان يوجب عليهم هذا الرد وينتفي عند انتفائه فمن لم يردَّ ما تنازع فيه هو وغيره إلى الله ورسوله لم يكن مؤمنًا.
لا يجتمع الكذب والإيمان إلا ويطرد أحدهما صاحبه، ويستقر موضعه.
• قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية، وبالوصول إلى النفاق الخالص، وإلى سوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك. كما يقال: إن المعاصي بريد الكفر.
• قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دليلًا على ضعف الإيمان أو عدمه.
• قال السعدي رحمه الله: من يزعم أنه مؤمن بالله واليوم الآخر، وهو مع ذلك مُوادّ لأعداء الله مُحبّ لمن نبذ الإيمان وراء ظهره فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له.
• قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر: خلطة الفساق وأهل السوء من أعظم أسباب نقص الإيمان وضعفه، بل وربما اضمحلاله وتلاشيه.
• ومن أسباب نقص الإيمان وضعفه الاشتغال بعرض الحياة الدنيا الزائل، وشغل الأوقات فيها والانهماك في طلبها، والجري خلف ملذاتها وفتنها ومغرياتها، فمتى عظمت رغبة العبد فيها، وتعلق قلبه بها، ضعفت الطاعة عنده، ونقص الإيمان.
- خوف العبد من سلب إيمانه:
• قال العلامة السعدي رحمه الله: العبد لا ينبغي له أن يكون آمنًا، على ما معه من الإيمان، بل لا يزال خائفًا وجلًا أن يبتلي ببلية، تسلب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعيًا بقوله: [ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ] وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يخلصه من الشر.
- الإيمان والصلاة:
• قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لا إيمان لمن لا صلاة له.
- نفوس أهل الإيمان تتعلق بالطاعات ولو في سياق الموت:
• قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: نفوس أهل الإيمان تتعلق بالطاعات ولو في سياق الموت، لذلك تعلقت نفس النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة السواك.
- استكمال الإيمان:
• قال كعب رحمه الله: من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله فقد استكمل الإيمان.
- من آثار ضَعف الإيمان:
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الجزع ضعف في النفس وخوف في القلب يمدُّه شدة الطمع والحرص، ويتولد من ضعف الإيمان بالقدر.
• قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما كثُرت الآن الآفات والأمراض النفسية إلَّا بسبب ضَعْف الإيمان لدى كثير من الناس، وإلَّا فمَنْ عنده قوة إيمان لا يُمكن أن يُصيبه شيءٌ من هذا، وأضرب لكم مثلًا بالقضاء والقَدَر، فإذا اجتهد إنسان يريد أن يصل إلى أمر من الأمور، لكن أُخلِفَ الأمرُ، وكان الواقع على خلاف ما يريد، فمَنْ عنده إيمانٌ بالقَدَر ورضًا بالله عز وجل ربًّا، فإنه يتساوى عنده الأمران، ويقول: ما أُمِرْتُ به فعلتُه، حرصْتُ على ما ينفعُني، واستعنْتُ بالله، وما خرج عن طاقتي فهو إلى ربِّي، وربِّي يفعل بي ما يشاء، ويقول: قدَّر اللهُ وما شاء فَعَلَ، فتجده مطمئنًّا تمامًا، ونفسُه راضية مع الله عز وجل في قَدَره، ومع الله في شرعه، لكن مَنْ عنده ضعف إيمان إذا جاءت الأمور على خلاف ما يريد، فإنه يتكدَّر ويندم، ويقول: يا ليتني ما فعلتُ، ولو لم أفعل كذا لكان كذا، وما أشبه ذلك، ثم تَعتريه الأمراض النفسية والهواجس.
• الآن لما كان عند الناس شيء من ضعف الإيمان، صار أقل شيء يوجد بينه وبين زوجته، وأقل غضب، ولو على أتفه الأشياء تجده يغضب، ويطلق.
- تفقد الإيمان وتعاهده:
• قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن من فقه الرجل أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه الرجل أن يعلم أمزداد هو أم منتقص.
• قال العلامة السعدي رحمه الله: ينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده، فيجدده وينميه، ليكون دائمًا في صعود.
- ابتلاء المؤمنين الصادقين:
• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين، بحسب ما عندهم من الإيمان.
- نفس غير المؤمن في نكد وضيق صدر، لا برء له إلا بالإيمان:
• قال العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله: نفس غير المؤمن في نكد مستمر، وداء دوي، لا برء له إلا بالإيمان... فكل من لم يؤمن به فهو في ضيق صدر، وهموم، ومحابس، لا يجد منها مخارج إلا به، ولا يرتاب في ذلك إلا من كابر حسه وناقض وجدانه. فإن دين الإسلام هو دين الفطرة، دين اليسر، دين العقل، دين النور الذي تنشرح به الصدور، وتطمئن به القلوب، وتشفى به الأنفس من أدوائها، وتهتدى به من ضلالها وحيرتها، وتستنير به من ظلماتها.
- غربة الإيمان:
• قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: كان النفاق غريبًا في الإيمان، ويوشك أن يكون الإيمان غريبًا في النفاق.
- علامات الإيمان:
قال الشيخ عبدالله بن محمد المطلق: الإيمان الصادق الذي وقر في القلب، وصدقته الأعمال له علامات تدل عليه، كما تدل أشعة الشمس عليها... منها: أن يكون الله ورسوله أحبّ إلى الإنسان من كل شيء... ومنها: الاستجابة التامة لأوامر الله ورسوله... ومنها: الحب في الله والبغض في الله... ومنها: ايثار الآخرة على الدنيا... ومنها: عمارة المساجد... ومنها: محبة الطاعات وبغض المعاصي... ومنها: الرضا بالقضاء والقدر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد