بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حديث في صحيح الإمام مسلم يقشعر منه البدن، وينبغي نشره على أوسع نطاق تذكيرًا وتحذيرًا لجميع نساء المسلمين، وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال ﷺ:
"نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا".
في قوله ﷺ: }كاسيات عاريات{ قيل: معناه: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارًا بحالها ونحوه، وقيل: معناه: تلبس ثوبًا رقيقًا يصف لون بدنها.
و}مائلات{ قيل: معناه: عن طاعة الله، وما يلزمهن حفظه، وقيل: }مائلات{: يمشين متبخترات.
و}مميلات{ أي: يعلمن غيرهن فعلهن المذموم، وقيل: }مميلات{ لأكتافهن، ذكر جميع ذلك النووي في شرحه على صحيح مسلم.
ومن وحي هذا الحديث من المهم أن يُعلم أن حرص المرأة على التجمل أمام الأجانب ليس من التجمل الذي يحبه الله ولا رسوله ﷺ وإنما يُحمد ذلك إذا كان لزوجها، فالمرأة مأمورة بإخفاء زينتها عن مخالطة الأجانب، واجتناب كل ما يثير الفتنة ويلفت نظر الرجال، فقد نهى رسول الله ﷺ المرأة عن التطيب إذا خرجت للمسجد فكيف بالأسواق والطرقات والمطاعم ومجامع الناس.
قال ابن حجر: (ويلحق بالطيب ما في معناه، لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة).
فالواجب على المرأة العاقلة أن تقدم أمر ربها على رغبات نفسها، ولتعلم أن مخالفة هواها لإرضاء ربها هو سبيل سعادتها في آخرتها ودنياها، وأن لا تغتر بكثرة النساء المخالفات، فالعبرة أن تكون المرأة على الحق ولو كانت وحدها، والواجب عدم الاحتجاج بالواقع على الشرع، فالشرع هو الحجة وهو الحق، واتباع الشرع فيه الهدى والنور، والفلاح والنجاح.
حفظ اللهُ نساء المسلمين من كل سوء ومكروه، ورزقنا الله وإياهن الهداية والسداد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد