بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السؤال: هل يجوز أن يصلي المصلي وقد ربط شعره؟
الجواب:
· أما المرأة:
فلا إشكال في جواز ذلك لها؛ لأنها مأمورة بستر الشعر، وأما حديث النهي عن عقص الشعر فهو في حق الرجال.
قال الترمذي عن حديث النهي: «والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يصلي الرجل وهو معقوص شعره» فخصه بالرجل.
وقال العراقي: «وهو مختص بالرجال دون النساء لأن شعرهن عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته ربما استرسل وتعذر ستره فتبطل صلاتها وأيضًا فيه مشقة عليها في نقضه للصلاة وقد رخص لهن صلى الله عليه وسلم في ألا ينقضن ضفائرهن في الغسل مع الحاجة إلى بلّ جميع الشعر».
· وأما الرجل:
فهو منهي عن أن يصلي ورأسه معقوص من ورائه. كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
لكن هذا النهي فيما إذا كان الربط يمنع من سجود الشعر. أما إذا كان الشعر لن يسجد سواء ربطه أو لم يربطه لقصره مثلا فلا يدخل في النهي.
ولهذا جاء في صحيح مسلم: عن عبد الله بن عباس انه رأى عبد الله بن الحارث يصلى ورأسه معقوص من ورائه فقام فجعل يحله فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال مالك ورأسي فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف".
والمعنى: أنه إذا كان شعره منشورًا سقط على الأرض عند السجود، فيعطى صاحبه ثواب السجود به، وإذا كان معقوصًا صار في معنى ما لم يسجد، وشبهه بالمكتوف وهو المشدود اليدين لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود.
والحاصل: أن شعر الرجل إن كان طويلًا يسجد معه على الأرض فهو منهي عن ربطه. وإن كان لا يسجد معه ربطه أو تركه فيجوز ربطه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد