الشعر في ديوان شموخ


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تحدث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في ديوان شموخ عن الشعر فبين أن أوزان القصيدة عطشى، وأفق الشاعرية معتم، وتحدث عن الشدو بالشعر البارد، جواد شعر الشاعر منطلق، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:

أوزان القصيدة عطشى، وأفق الشاعرية معتم:

يبين الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في قصيدة "شموخ "أن أوزان القصيدة عطشى، وأفق الشاعرية معتم حينما سأله الطفل الصامد الصابر:

وسكتّ أبحث عن جواب مفّحم              وأصفّ أرتال الحروف وأنظِم

ما كنت أعرف ما الجواب وربما                وقف الحكيم كأنّه لا يعلم

وهمَمت أن ألوي العنان وقد بدا               أني احتُبِست وأنني لا أفهم

وإذا بجبهة فارس متوثب                       يدنو ويرفع رأسه ويسلّم

من أنتَ؟ وانبهرت حروفي والتوى             وجه السؤال وأثْبَتتْني الأسهم

من أنتَ؟ وامتدت إليه مشاعري              جسرا، وقلبي بالسعادة مفعم

من أنتَ؟ أوزان القصيدة لم تزل               عطشى وأفق الشاعرية معتم

من أنتَ؟ أشعر أن بئر مخاوفي                 من بعد ما شاهدت وجهك تُردم

من أنتَ؟ لا كفٌ تمد إلى العدا               مسلوبةَ المعنى ولم ينطق فم

ووقفت حين رأيت طفلا شامخا               قاماتنا من حوله تتقزّم

طفلٌ صغير غير أن شموخه                     أوحى إلى بأنه لا يَهرم ([1])

الشدو بالشعر البارد لدى بعض الشعراء:

تحدث الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي أيضًا في قصيدة "شموخ" عن الشدو بالشعر البارد، وقد أغلق القصيدة بحكم راسخة " العقيدة قوة لا تُهزَم "حيث يقول:

وهناك من يشدو بشعر بارد                   ومازال يسرق لفظه ويترجم

ذبحوا القصيدة واستباحوا عرضها              وجنوا على أحلامها وتهجّموا

إني أقول وللدفاتر ضجّة                       حولي َ، تهيَّب من صداها المرسم:

لو كان أمر الناس في أيديهمو                 ما مات فرعون وقام المأتم

لو كان أمر الناس في أيديهمو                 ما ظل مكتوف اليدين الأشرم

لو كان أمر الناس في أيديهمو                 ما سفّ من ترب الهزيمة رستم

سكت الرصاص فيا حجارة حدّثي            أنّ العقيدة قوة لا تُهزَم([2])

*جواد شعر الشاعر منطلق:

يقول الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي في قصيدته جولة مع جواد الشعر إلى أهداها إلى الأستاذ الكريم الدكتور "عبدالقدوس أبو صالح" رحمه الله، والتي يقول فيها:

تطاول القوم حتى قال أكثرهم

شعرًا تضاءل في ميزانه الخلق

يعشش اليأس في أهداب ما كتبوا

وهي متاهاته الآمال تنسحق

يا راحلًا في دروب الشعر ما سكرت

باللهو أحرفه أو نالها شبق

كتائب الأحرف البيضاء قادمة

يزفها قلم يزهو بها ورق

هذي قوافيك لا درب يوصلنا

إلى مداها ولا جسر ولا نفق

مراكب الصمت نامت وهي واقفة

والراكبون عليها قلما انفقوا

أما ترى بعض قومي كلما نعقت

غربان أعدائهم في إثرها نعقوا

ساروا وفي دربهم وحل فإن وقفوا

غاصوا، وإن حركوا أقدامهم زلقوا

أبناء جلدتنا، لكنهم هجروا

وأهل ملتنا، لكنهم مرقوا

يا عازف الحرفِ هذا الفجر يرمقنا

وقد تضاءل في وجدانه القلق

ما زلتُ أسأل نفسي وهي صادقة

والفجر من سلطات الليل ينعتقُ

لمن أكحل عين الشعر في زمن

فرسانه لعبوا بالنار واحترقوا

لمن نرقِّص أوزان الخيل وما

في قومنا فارس إلا به رهق

مُتْ يا سؤالي، فكل الراكضين إلى

أوهامهم ذهبوا والثابتون بقوا

يا عازف الحرفِ ما كل الشداة شدوا

ولا جميع القوافي ريحها عَبِقُ

جواد شعرك ما زالت حوافره

تشدو، وما زال في الميدان ينطلقُ

إن خيرت عن فناء الليل شمس ضحى

فسوف يخبرنا عن موتها الشَّفق

أمنت أن كتاب الله منقذنا

من الضياع إذا تاهت بنا الطرق

مراكب الصمت نامت وهي واقفة

والراكبون عليها قلما انفقوا

يستأسدون عليها وهي واقفة

ولو مشت لا نثنوا بالرعب وافترقوا

أما ترى بعض قومي كلما نعقت

غربان أعدائهم في إثرها نعقوا

وكلما هتف في الغرب هاتفة

طاروا إليها وعن أشواقها نطقوا

كم ملحد نعق الألفاظ فاحترفوا

تمجيده، وعلى آثاره انطلقوا

كم شاعر جعل الإلحاد منهجه

تواثبوا نحوه بالشوق واعتنقوا

وكم صبوح على جهل به اصطبحوا

وكم غبوقٍ عل جهلٍ به اغتبقوا

ساروا وفي دربهم وحل فإن وقفوا

غاصوا، وإن حركوا أقدامهم زلقوا

أبناء جلدتنا، لكنهم هجروا

وأهل ملتنا، لكنهم مرقوا

يا عازف الحرفِ هذا الفجر يرمقنا

وقد تضاءل في وجدانه القلق

ما زالتُ أسأل نفسي وهي صادقة

والفجر من سلطات الليل ينعتقُ

لمن أكحل عين الشعر في زمن

فرسانه لعبوا بالنار واحترقوا

لمن نرقِّص أوزان الخيل وما

في قومنا فارس إلا به رهق

لمن تصفف أشعاري ضفائرها

والسامعون بماء اللهو قد شرقوا

لمن أغرد والأحداث تكشف لي

عن ساقها وسرايا أمتي مِزَقُ

لمن أبث شجوني والأحبة ما

أصغوا وإن بذلوا لي النصح ما صدقوا

وكيف أركب في بحر الرؤى سفنًا

جرت، وما عُدتُ في رباَّنها أثق

ما بال غرَّةِ هذا اليوم باهتة

كأنما هي في وجه الضُحى بَهَقُ

مُتْ يا سؤالي، فكل الراكضين إلى

أو همامهم ذهبوا والثابتون بقوا

يا عارف الحرفِ ما كل الشدادة شدوا

ولا جميع القوافي ريحها عَبِقُ

جواد شعرك ما زالت حوافره

تشدو، وما زال في الميدان ينطلقُ

إن خيرت عن فناء الليل شمس ضحى

فسوف يخبرنا عن موتها الشَّفق

أمنت أن كتاب الله منقذنا

من الضياع إذا تاهت بنا الطرق

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

المراجع:

الدكتور عبدالرحمن العشماوي، ديوان شموخ، الرياض، مكتبة العبيكان، 1422هـ


 ([1]) ديوان شموخ، ص17

 ([2])ديوان شموخ، ص24

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply