بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} 46 /الأنفال.
طوبى لكم إنَّ المهيمنَ يشهدُ |
| |
لم يُرْجَ منكم يابغاةُ لخيرِنا | يومٌ هدوءُ صباحِه متوردُ | |
كلا ولم تُعقَدْ لديكم رايةٌ | فيها لخيرِ العالمينَ تَوَدُّدُ | |
المكرُ شغلُكُمُ ومن حكمائكم | أهلِ الضلالِ فنونُه تتعددُ | |
هدَّدْتم الدنيا بأسلحةٍ لكم | فيها دمارٌ للأنامِ مُسدَّدُ | |
لولا ضراوتُها لما أرغى على | أهلِ المآثرِ شرُّها لايخمدُ | |
فهي المدافعُ والصَّواريخُ التي | للناس تقتلُ مَا تشاءُ وتحصدُ | |
وهي القنابل مثقلاتٍ باللظى | من نارِها وجهُ المدى يستنجدُ | |
لستم وربِّ الخَلْقِ من أهلِ الحِجى | ففعالُكم عن نورها هي أبعدُ | |
والعلجُ ظنَّ بأنَّه هو قادرٌ | والناس منه إذا عوى لاترقدُ | |
يخشون فرعون الزمانِ وإنَّه | يفنى ومن زيف القُوى يتجرَّدُ | |
والأرض ملكُ الله، والقدرُ الذي | يأتي عليكم للمخازي يرصدُ | |
في قبضةِ الديَّانِ أنتم فارعووا | أو فانهضوا للخسفِ يحملُه الغَدُ | |
أيقنْ أخا الإسلامِ لن يقوى على | هدمِ اليقينِ بذي القلوبِ معربدُ | |
ضلُّوا وربِّك إنَّ ربَّكَ مرسلٌ | بالدِّينِ، للقومِ الكرامِ مَنِ اهتدوا | |
لن يترك الرحمنُ أُمَّةَ أحمد | بيد الأسافلِ تضمحلُ وتُبعَدُ | |
قُلها ولا تخشَ العدوَّ فإنَّه | يهوي وليس على القضاءِ سيصمدُ | |
واقرأ من القصص التي لمَّا تزلْ | بكتابِ ربِّك للهُداةِ تُزَوِّدُ | |
قد أهلكَ الديَّانُ من أممٍ غوت | وبغتْ وهانَ على بنيها المحتِدُ | |
ما آمنوا باللهِ يومَ استكبروا | مثل الجناةِ بعصرِنا إذ عربدوا | |
قلْها ولا تقلقْ فلن تقوى القُوى | وجحيمُها إن شاءَ ربُّك يخمدُ | |
والَّلهِ لن نخشى المنايا إن دنتْ | فاللهُ مولانا لديه السؤدُدُ | |
لكنْ نرى ذعرًا لدى أهلِ المناصب. | . فانثنوا واستسلموا و ترددوا | |
لُعِنتْ مناصبُهم إذا ما أذعنتْ | لأولي الهوى وعلى الحنيفِ تمردوا | |
ونسوا بأنَّ اللهَ ينصرُ أُمَّةً | حكامُها بهدى الرسولِ تقيَّدوا | |
يا أُمَّةً شردتْ ولمَّا تستجبْ | لنداءِ مولاها فغامَ المقصدُ | |
إنَّ الأذيَّةَ في بنيها أحرقتْ | أكبادَهم والوهْنُ ماءٌ يُورَدُ | |
فأثابَهم غمًّا، وداخوا عندما | هجروا مصاحفَهم ولم يتزودوا | |
قلها ولا يَفْتِنْكَ قولُ مُضَعْضَعٍ | هدَّتْ عزيمتَه النساءُ الخُرَّدُ | |
أو لانَ للكرسي البغيضِ لأنَّ مَنْ | رضي الهوى لايرتضيه مهنَّدُ | |
فالحكمُ بالمعنى الصحيح قيادةٌ | وأُبوَّةٌ وشجاعةٌ وتجلُّدُ | |
ومروءةٌ تأبى الخنوعَ لقوةٍ | ملعونةٍ فَسُيوفُها لاتُغمدُ | |
قلْ للطغاةِ طريقُكم أفضى إلى | هذا التبارِ وسعيُه لايُحمَدُ | |
أما النجاةُ فشأنُها متفرِّدٌ | وأتى بها للعالمين مُحَمّ |
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
هوامش:
(1) السؤدُد: سُؤْدُد [مفرد]: مصدر سادَ، سادَ على، سادَ في. وهوالعِظَم، والمجد، والسيادة، والشرف، والقدْرٌ الرفيع، والكرم...