الليل في شعر العشماوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

ترنم الشعراء بالليل ومن أبرز هؤلاء الشعراء الشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي حيث يبين لنا الليل من وجهة نظره فالليل بالنسبة له مصدر الهدوؤ فيقول:

هَجْعةُ الليلِ بساتين يقينٍ

ظِلّها الوارفُ يشفي كلَّ صَدْرِ

الليل يمنحني الهدوءَ إذا سجا

ويَسرّني لمّا أرى بدرَ الدُّجى

هو روضُ أحلامي وكوخُ سكينتي

في جُنْحِه أدعو فألقى المَخرجا

سبحانَ مُبدعِه لباسًا ساترًا

من ثَوبِ ظُلْمَتِه الصباحُ تبلّجا

ستار ظلام الليل سوف يُجابُ

وتُسقى بأضواء الصباح رحابُ

وسوف يُبين الفجرُ ما كان خافيًا

ويُفتَحُ من بعد التّغَلُّقِ بابُ

وتشدو عصافير المنى بعد صمتها

ويخلع ثوبَ الشُّؤْمِ عنه غرابُ

وتَخْلُصُ من معنى التشاؤم بومةً

لها لغةٌ من حبها وخطابُ

وما الشؤم إلا في نفوسٍ مريضةٍ

عليها من اليأس الثقيل حجابُ

أقول لمن زلَّ الطريق بخَطْوِهِ

ومَنْ عَزْمُهُ عندَ الخطوبِ يُذابُ

سيمنحنا وجهُ الهلال استدارةٌ

ويفتحُ بابًا في الظلامِ شِهابُ

ستورِقُ أشجار الوفاء وترتمي

قشورٌ، ويبقى للصَّبورِ لُبابُ

ويقول أيضًا:

لمّا قرأتكِ في فؤادي لم أجد

إلا حروفَ الحب في أعماقي

ورجعت أقرأ ما تضمّ دفاتري

فإذابروحك أنتِ في أوراقي

وقرأت ليلي والنجومَ فلم أجد

إلا رُؤاكِ تَلُوح في آفاقِي

حتى الصباحُ قرأت كلَّ حروفه

فوجدت وجهَك منه في الإشراقِ

لمّا سألتُ،أجاب قلبي:لاتسَلْ

عماأحسّ به من الأشواقِ

ستخصبُ أرضُ الحب منْ بعدِ

جدْبها ويُسْعفها بعدَ الجفافِ سحابُ.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين