فوائد من درس دلائل الإعجاز 56

74
8 دقائق
14 ربيع الثاني 1447 (07-10-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف، يوم الأحد: 23 من صفر 1447ه، الموافق لـ 17 من أغسطس 2025م:

• نحن الآن في الصفحة النهائية الأخيرة من النسخة الأصلية لكتاب «دلائل الإعجاز»، أي إننا بعد قليل سننتهي من كتاب «الدلائل» في نسخته الأساسية، ونبدأ في إضافات أضافها عبد القاهر لكتاب «الدلائل» بعدما فَرغَ منه.

• القولُ الذي بَذل عبد القاهر كثيرًا من وقته وكثيرًا من طاقته في إسقاطِه هو القولُ بأن فصاحة الكلام وبلاغة الكلام راجعةٌ إلى اللَّفظ وليس إلى المعنى، وهذا الأمر يبدو شيئًا سهلًا وقريبًا، وما كان يَستحقُّ أن يُعطيَه عالِمٌ متفرِّد، ومتميِّز، وقليلُ الشَّبيه، وقليلُ النَّظير = ما كان يَستحقُّ أن يُعطيَه من وقته ما أعطاه، ومن عقله وعلمه ما أعطاه، ولكنك إذا تدبَّرتَ وجدتَ شيئًا جليلًا جدًّا، ويَنفعُك، ونحن في أشدِّ الحاجة إليه؛ هو أن الفساد في الحياة العقلية مُصيبةٌ وآفةٌ لا يُقال لقليلها: «قليل»، وأن كِرامَنا وأن كبار كِرامِنا كانوا يَجعلون وقتَهم وجهدَهم في تصحيح أقلِّ فسادٍ يقع في الحياة العقلية.

• لا يُدمِّر الأممَ شيءٌ كما يُدمِّرها أقلُّ قدرٍ من الفساد في الحياة العقلية، ولا يَنهض بالأمم شيءٌ كما يَنهض بها سدادُ العقل وصحَّةُ الفكر، ولهذا كان الذين يَلُون أمر الأمَّة وهم أهلٌ لولايتها لا يَشغلُهم شاغلٌ عن التعليم وبناء الإنسان، وإذا تولَّى أمرَ الأمَّة مَن ليس أهلًا لولايتها شَغلَه كلُّ شاغلٍ عن بناء الإنسان؛ في تعليمه، وعلمه، ونبوغه، وعقله، وفكره.

• إذا ربَّيْتَ النوابغَ في العلوم والعقول وبَنيتَ الأفكار تكون قد بَنيتَ شعبًا متقدمًا، وأهلًا لأن يَذود عن تراب أرضه، وأن يَذود عن مستقبل أجياله.

• الذي هو أهلٌ لأن يَسُوسَ وأن يَقود هو الذي تكون كلُّ عنايته في بناء الإنسان، فإذا رأيتَ إهمالًا لهذا الإنسان وعنايةً بأي شيء آخر مهما كان فاعلم أن الأمر ليس في يد أهله، واعلم أنك تَسير إلى ضياع، وأن الأجيالَ القادمةَ لن تُورَّث قُدرةً ولا قوَّةً ولا مَنَعة.

• مسألة رجوع البلاغة إلى اللفظ أو إلى المعنى مسألةٌ يَنتهي عندها طالب الثانوي، وقد تظنُّ أنه لا يَصحُّ أن نشغل أنفُسَنا في الجامع الأزهر الشريف بمثل هذه القضايا، لكن لو تدبَّرتَ لوجدتَها قضايا أساسية؛ لأن فساد الحياة العقلية يعني تدميرًا للأمَّة، وصحَّةَ الحياة العقلية وسدادَها يعني نهوض الأمَّة، وتقدُّمَها، وتفوُّقَها، وقوَّتَها، وغَلَبتَها.

• خلق الله السماوات وخلق الأرض، وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}. ابنُ آدم هذا الذي كرَّمه الله في الأرض، وسخَّر له ما في الأرض، وسخَّر له السماوات، والشمسَ والقمرَ، واللَّيلَ والنهار = هو هذا الإنسان، سيِّدُ هذا الكون هو هذا الإنسان، فإذا أهملتَ هذا الإنسان تكون قد أهملتَ الوجودَ كلَّه.

• تعليقًا على كلام الإمام عبد القاهر في نهاية الفقرة رقم (558)، قال شيخُنا: هنا لا توجد بلاغة، هنا عقلٌ يُعلِّمني كيف أعيش، وكيف أكون في خدمة قومي وفي خدمة أمَّتي.

• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر في بداية الفقرة رقم (559): «وههنا أمرٌ عجيب، وهو أنه معلومٌ لكلِّ مَن نَظَر»، قال شيخُنا: ما دام أمرًا معلومًا لكلِّ مَن نَظر فلماذا توقفتَ عنده؟ يُجيبك: «توقَّفتُ عنده لأنه التبس بعقولِ رجالٍ من قومي، وكان لا بُدَّ أن أطهِّر عقولَ رجالٍ من قومي، وإن كان الذي التبس بعقولهم لا يَلتبس بعقل»، وهذا يعكس لك حرصَ عبد القاهر على طهارة العقل الإنساني، وعلى نظافة الفكر الإنساني.

• أن أصنعَ فكرًا أدمِّر به عقولَ الناس، أن أُزوِّر وأربِّي الأجيال على التزوير، أن أَكْذِب وأربِّي الأجيال على الكذب. لا يا سيدنا، ما بهذا بُنيت الأمم، ولا على هذا بُنيت الأمم، وإنما بُنيتْ على طهارةِ القلب وطهارةِ العقل.

• أشرحُ لك بهذه الطريقة لأني أريدك أن تترك الظاهر؛ لأن الظاهر لو وقفتَ عنده تكون قد وقفتَ عند لا شيء.

• الله لمَّا كرَّم الإنسانَ أمرنا أن نقف عند هذا الإنسان، وأن تَدور حياتُنا حول هذا الإنسان، وأن تكون نهضتُنا لها طريقٌ واحدٌ؛ هو النُّهوضُ بهذا الإنسان، وهذا هو الذي عليه الناسُ الذين هم غيرُ مُتدَيِّنين ولا يؤمنون بالله ولا يؤمنون باليوم الآخر ولا يؤمنون بثوابٍ ولا عقاب؛ لأن هذا هو الفطرة التي فطر الله الناسَ عليها.

• عَظَمةُ الأديان من زمن «نوح» هي أنها الفطرةُ التي فطر الله الناسَ عليها.

• ألفاظ اللُّغة التي في المعاجم ليس فيها حرفٌ لامرئ القيس ولا لغير امرئ القيس، ولا حتى لرسول الله إنما يُنسَبُ الكلامُ إلى امرئ القيس حين يَضمُّ بعضَه إلى بعض، ويُعلِّق بعضَه ببعض، وفي هذا الضمِّ وفي هذا التعليقِ غرضُ المتكلِّم الذي يريد أن يُبِينَ عنه.

• سيدُنا رسولُ الله يقول: "إنَّما الأعمال بالنيات"؛ المعنى الذي أراده إنما جاء مِن ضَمِّ هذه الكلمات، ومن الرَّوابط بين هذه الكلمات؛ هذه الرَّوابط التي سمَّاها عبدُ القاهر: «النَّظْم»، هذه الرَّوابط هي التي بها يُنسَبُ الكلامُ إلى مَن أقامها.

• كان أبو علي الفارسي يقول: «كان شيخُنا ابن السرَّاج يقول لنا: (إذا لم تفهموا شيئًا فاحفظوه؛ فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه)»؛ لأنني وأنا أَحفظ أكرِّر وأتدبَّر، وبالتكرار وبالتدبُّر تُبيَّن غوامضُ المعاني.

• نحن نهاجم الحِفْظ، ولكنَّ الحِفْظَ الذي نهاجمه هو الحِفْظُ الأعمى، الحِفْظُ الذي ليس فيه تدبُّر، إنَّما الحِفْظُ الذي نَعنيه هو الحِفْظُ الذي فيه تدبُّر.

• قيمةُ قراءتي للشِّعر هي تدبُّري ل: معانيه، ولكلماته، ولصُوره، ولنَسْجِه، ولبنائه، ولخواطره، ولمشاعره.

• ابنوا أنفسَكم، لا تنتظروا من أحدٍ أن يَبنَي لكم نفوسَكم، وإنما اجتهد أنت في بناء عقلك وبناء نفسِك لتدخلَ في دائرة الإنسان الذي كرَّمه الله جلَّ وتقدَّس.

• إذا رأيتَ الناسَ يهتمُّون بغير بناء الإنسان وتوقَّعتَ خيرًا فاسأل الله السلامة؛ لأن الزمنَ الذي نحن فيه زمنُ مُغالَبة، زمنُ جاهلية؛ الجاهلية التي وصفتها «الخنساء» قبل الإسلام بقولها: «مَن عَزَّ بَزَّ، ومَن غَلَبَ سَلَبَ». القوَّةُ فقط، لا الضَّمير ولا غيرُه، هي التي تُحقِّق كلَّ شيء.

• ربُّوا الأجيالَ على هذا الذي تَسمعون، واقرأوا كُتبَ الكرام هذه القراءةَ التي تقرأون.

• الفكرةُ التي نحن جميعًا سننتهي إليها من قراءة كتاب «دلائل الإعجاز» هي أن الكلامَ لا يُنسَب إلى قائلٍ إلَّا إذا صاغه ونَظَمه، وهذه مسألةٌ لا تحتاج إلى نقاش، ولا تحتاج إلى علم؛ لأنها تجري على ألسنة الناس جميعًا.

• حين نَسمع كلمة «النَّظْم» نظنُّ أنفسَنا قد دخلنا في بحر عميق، وحين أقول لطلابي: «النَّظْم» وهم مبتدئون يَتهيَّبُون. يا سيِّدي، «النَّظْم» في لسانك أنت، «النَّظْم» أن تضمَّ كلمةً إلى كلمة، وتَجعلَ هذا فاعلًا وهذا مفعولًا، وتُبِينَ عن غَرضِك بهذا الفعل وهذا الفاعل وهذا المفعول.

• العلمُ حين تتأمَّل فيه تَجِدُه أقربَ إلى الفطرة من أي شيء آخر؛ لأنه جزءٌ من هذه الفطرة، وكذلك تَجِدُه بين الناس جميعًا؛ لذلك هذا العبقريُّ النَّادر (عبد القاهر) كان كثيرًا ما يقول: «عُدْ إلى نفسك». إذا عُدتَ إلى نفسِك تَجِدُ الحقيقةَ العُليا بين جنبَيْك.

• هذه الصفحة الأخيرة من كتاب عبد القاهر، في نسخته الأصلية، ليس فيها حقيقةٌ علميةٌ، وإنما فيها يقول عبد القاهر إنه بذل أقصى ما عنده لاستئصال الأفكار الفاسدة عند إخواننا الذين يقولون إن بلاغة الكلام ترجع إلى لفظه، وإن هذه الحقيقة استقرَّت في نفوسهم واقتنعوا بها وآمنوا بها، ورفضوا أن يُصغوا إلى غيرها، وإنه حاول أن يَقتلِعَ هذا وأن يَزرعَ الصَّواب، فإن كنت أنت أيها القارئ الذي انتهى من قراءة كتابي ممَّن كانوا يؤمنون بأن فصاحة الكلام ترجع إلى ألفاظه، وقرأتَ كتابي، وقَلعتَ هذا الباطلَ من نفسك، فسوف ترى أنك كنت في غفلة شديدة، وأن عقلك يستحيي منك حين كان يَفهمُ هذا الباطل.

• يُدهشني أن صاحب المؤلَّف يقف عند أثر مؤلَّفه في نفوس قومِه، كم مِن كتابٍ كتبناه ونحن لم نبحث عن أثره في نفوس قومنا! عبد القاهر يقف في النهاية ليسأل قومَه عن أثر كتابِه في عقولهم، كأنه لا يَحمل القلمَ إلا ليغيِّر العقول.

• العالِمُ عالِمٌ ولو كان في بيئةٍ لا شأن لها بالعلم، والصَّادقُ صادقٌ ولو كان في بيئةٍ لا شأن لها بالصِّدق، والجادُّ جادٌّ ولو كان في بيئةٍ لا شأن لها بالجِد.

• الكرامُ يَعيشون ليُزيلوا أمراضَ العقول مِن غير أن يطلبوا مجازاةً من أحد، أو مكافأةً من أحد، أو حتى كلمةَ شُكرٍ من أحد.

• يا سيِّدنا، صُنْعُ الخير ثوابُه أنك صنعتَ الخير، ثوابُه أن الله هداك ووفَّقك لصناعة الخير، فلا تَنتظرْ ثوابًا من أحد، لو انتظرتَ ثوابًا من أحد فلستَ من أهل الخير، ولصِرْتَ تاجرًا يعطي ويأخذ. لا تَنتظرْ ثوابًا مِن «زيد» أو «عمرو»؛ فمثقالُ ذرةٍ مِن يد الله أفضلُ من هذه الدنيا؛ فاطلبوا من الله ولا تطلبوا من الناس، وذوقوا حلاوةَ الطلب من الله لتكرهوا مرارةَ الطلب من الناس.

• لا تُرِحْ نفسَك بباطل وتَتعلَّلْ بأن الفسادَ عَمَّ، أنا معك أن الفساد موجود، وأن المنافق يصل إلى ما لم يصل إليه المجاهد، ولكنك مخطئ؛ لأن المجاهد وصل إلى ما وصل إليه لمَّا جاهد واعتقد أن وصولَه إلى الجهاد هو العطاء الأعظم، وأن طريق الكذَّابين والنصَّابين والطبَّالة والزَّمَّارة ليس طريقَه، هو لا يُحبُّ هذا الطريقَ ولو أوصلَه إلى ما وصلوا إليه.

• عبد القاهر يقول لك وهو في قبره: إذا كنتَ في بابٍ من أبواب العلم فلا تَقْنَعْ إلا ببلوغ ذِرْوَتِه وسَنامِه؛ فإن كنت مهندسًا فلا تَقْنَعْ إلا إذا بَلغتَ ذِرْوَةَ الهندسة وسَنامَها، وإن كنت صانعًا فلا تَقْنَعْ إلا إذا بَلغتَ ذِرْوَةَ الصناعة وسَنامَها، وإن كنت طبيبًا فلا تَقْنَعْ إلا إذا بَلغتَ ذِرْوَةَ الطبِّ وسَنامَه. عبد القاهر يقول لكلِّ واحد من أحفادنا: اجتهدوا حتى يكون كلُّ واحدٍ منكم في بابِه على الذِّرْوة والسَّنَام.

• إمَّا أن تَعيشَ على الذِّرْوة والسَّنَام وإما أن تموت.

• ادخل أيَّ بابٍ من أبواب العلم شئت، ولكن إذا دخلتَ فلا تَقْنَعْ ولا تَقتنعْ إلا ببلوغ ذِرْوة سَنامِه، وبهذا تنهض الأمم، وبهذا يتغيَّر الإنسان، وبهذا يَصير عندنا إنسانٌ جديدٌ يبني أرضًا جديدة، ويبني حياةً جديدة.

• أنا لا أعلِّمك كلامَ عبد القاهر، أنا أتعلَّم من كلام عبد القاهر ثم أعلِّمك كلامَ عبد القاهر؛ إذا تعلَّمتُه وعلَّمتُك تَعلَّمتَ أنت منِّي، أمَّا إذا بَعْبَعْتُ لك به ولم أتعلَّمْه ولم أُدخِلْه في قلبي فسأخرِّج «بَعْبَعَات».

• كُنْ في العلم بقلبك، وبوعيك، وبحبِّك، وبإقبالك.

• بقيتْ كلمةٌ واحدةٌ سأقولها وينتهي الدَّرس: مِن عادة المؤلِّف أنه إذا أتمَّ الكتاب طوى صفحتَه وانشغل بغيره، لكن عبد القاهر صَنَع هنا شيئًا لم أعرفْ أحدًا غيرَه صَنَع ما صَنَع؛ هو أنه بعد أن أتمَّ الكتابَ وطوى صفحتَه ظلَّ عقلُه مشغولًا بما كتب، وحين يُشغَلُ عقلُك بمسألة علمية هذا جيد، إنما إذا كتبتَ المسألةَ العلميةَ وشُغِلَ عقلُك بما كتبت فهذا أجود؛ لأن عقلَك سيُشغَلُ بمجهودك الذي بذلتَه فيما كتبتَ.

• فَرقٌ بين أن يُشغلَ عقلي بمسائل أكتبها وبين أن يُشغلَ عقلي بالمسائل بعد أن كتبتُها: شُغْلُ عقلي بالمسائل قبل أن أكتبها يكون شُغلًا بما كتبه العلماء، أما شُغْلي بالمسائل بعد أن كتبتُها فيكون شغلًا بما كتبتُه أنا، وشُغْلُ الإنسان بما كَتبَ يُنتج نتائج جليلةً جدًّا جدًّا، حُرِمْنا منها حين طوينا الصفحة وسلَّمنا الكتابَ للمطبعة وبحَثْنا عن غيره.

• لمَّا شُغِلَ عبد القاهر بما كتبه في «الدلائل» بدأ يكتب صفحاتٍ هي الذِّرْوةُ والسَّنام، هي مَحْضُ علم البلاغة، هي مَحْضُ علم تحليل الشعر، هي مَحْضُ علم نقد الشعر.

هذه الصَّفحاتُ المُلحقَات لو وضعتَها في كِفَّة ووضعتَ كتاب «دلائل الإعجاز» في كِفَّة - مع نفاسة «دلائل الإعجاز» - لوجدتَ الصفحات التي خطرت في خواطر عبد القاهر بعدما كتب «دلائل الإعجاز» أرجَحُ من الكتاب نفسِه؛ لذلك قرأتُ هذه المُلحقَات مرات، وفي كل مرةٍ أكون كأنني أقرؤها لأول مرة؛ لأنها عطاءٌ لا يَنفد، عطاءٌ يتكرَّر مع تكرار القراءة.

• عبد القاهر كتب «دلائل الإعجاز» في آخر حياته، ثم انتظر الموتَ، فتأخَّر الموتُ قليلًا، ففتح صفحاتٍ جديدةً وكتبَ هذه الرَّسائل والتعليقات وهو يَنتظر الموت.

هؤلاء هم بُناة الأُمَم؛ فكونوا منهم، وربُّوا أجيالًا ليكونوا منهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


أضف تعليق