بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف في يوم الأحد: غرَّة ربيع الأول 1447ه الموافق لـ 24 من أغسطس 2025م:
• ذكرتُ في الدرس الذي مضى شيئًا مهمًّا؛ هو أن عبد القاهر رضي الله عنه سَلَكَ في تأليف هذا الكتاب مَسلكًا لم يَسْلُكْه في «أسرار البلاغة»، ولم أعرف أحدًا سَلَكه؛ هو أنه بعد الفراغ من الكتاب راجَعَ ما كتبَه، ولمَّا راجَعَ ما كتبَه اهتدى إلى خُلاصاتٍ ما كان لقارئ الكتاب أن يَصِلَ إليها؛ لأن استخلاص المؤلِّف ممَّا كَتبَ أيسرُ بكثير من استخلاص غير المؤلِّف؛ فكان الذي كتبَه بعد الفراغ من الكتاب أهمَّ وأفضلَ ما في الكتاب.
• بدأ عبدُ القاهر المُلحقاتِ التي ألحقَها ب«دلائل الإعجاز» بمسألةٍ لم أنتفعْ في علم البلاغة بشيء كما انتفعتُ بها، وهي مسألةُ «صُور المعاني»، وأن المعنى الواحد يوجَد في كلام الكاتب الواحد ويتكرَّر، ويوجَد في كلام الكتَّاب والشعراء ويتكرَّر، وله في كلِّ حال صورةٌ.
• «صُور المعاني» كلمةٌ سهلةٌ، تمرُّ علينا مِن غير تدبُّر، وفكرةُ «صُور المعاني» وجدتُها هي التي تُعينني على فَهْم الشِّعر وفَهْم الكلام العالي؛ لأن القضية ليست هي «المعنى»، وإنما القضيةُ هي «صُورة المعنى»، وهذا مهمٌّ جدًّا؛ لأن المعاني - كما قال «الجاحظ» - مطروحةٌ في الطريق، والمعوَّلُ عليه هو تصويرُ هذه المعاني، وصُور هذه المعاني تختلف وتبتعد، ولكنها لا تَتَّحِد، ولكلِّ معنًى صورة.
• أراد عبد القاهر أن يُثبِّت في قلوبنا مسألة «صُور المعاني»، وقلتُ - ولم أبالغْ - إن الذي أعانني على فَهْم الشِّعر وفَهْم الكلام العالي هو دراسةُ صُور المعاني؛ لأني وجدتُ صَنعةَ الشاعر، وبراعةَ الشاعر، وتفوُّق الشاعر = إنما تَظهرُ بمقدار تجويده لهذه الصُّور وتحسِينِه لهذه الصُّور.
• لو كانت صُور المعاني واحدةً لكان شِعرُ زُهيرٍ هو شِعر النَّابغة، ولكننا نقول: «شِعرُ النَّابغة» ونُضيف الشِّعر إلى النَّابغة، ونقول: «شِعرُ زُهير» ونضيف الشِّعر إلى زُهير، وهذا معناه أن شِعر زُهير فيه شيءٌ يبرِّر نِسبتَه إلى زُهير ويَرفُض نِسبتَه إلى غير زُهير.
• نحن نقول: «شِعرُ النَّابغة»، ونقول: «شِعرُ لبيد»، ونقول: «شِعرُ شوقي»، ونُضيف الشِّعر إلى صاحبه؛ فأيُّ شيءٍ في الشِّعر يُضيفه إلى صاحبه ويَمنع أن يُضافَ إلى غير صاحبه؟ ليس إلا العمل في صُور المعاني، وأن صُور المعاني عند زُهير لا شكَّ أنها تختلف عن صُور المعاني عند النَّابغة، ولو لم تَختلِفْ لكان شِعرُ النَّابغة هو شِعر زُهير.
• «صُور المعاني» أمرٌ مهمٌّ جدًّا، ولا بُدَّ لنا أن نتعلَّمه، وأن نُحسِنَ التفكيرَ فيه.
• كلُّ شعرٍ فيه شيءٌ يُبرِّر نِسبتَه إلى قائله، ولكننا لم نَدرُسْ هذا؛ لم نَدرُس الذي في شِعر النَّابغة، وهو خاصٌّ بالنَّابغة، ويُبرِّر نِسبةَ شِعر النَّابغة إلى النَّابغة، لم نَدرُس الذي في شِعر حافظ، وهو خاصٌّ بحافظ، ولا يُجيز نِسبةَ شِعر حافظ إلى غير حافظ.
• «خُصوصياتُ البيان» حقيقةٌ منذ زمن بعيد، وفكَّرتُ أن أُنشئ جيلًا يَدرُس هذه الخصوصيات، لكنني لم أبدأ بالشعراء، وإنما بدأتُ بما هو أحبُّ إلينا؛ بدأتُ بكلامِ أصحاب سيِّدنا رسول الله ﷺ فسجَّلت لذكيٍّ: «خصائص كلام أبي بكر»، ولذكيٍّ آخر: «خصائص كلام عُمر»، ولذكيٍّ آخر: «خصائص كلام عثمان». إلخ، وأنا أعلمُ أنه لن يَستطيع أن يَصِل، ولكنني أردتُ أن أضعَ قدمَه على الطريق، وأن أدعوَ من يستطيع أن يَصِل إلى هذا الباب، وقلتُ في نفسي إنه لو لم يكن للطالب إلا أنه سيَجمعُ لنا كلام أبي بكر أو كلام عُمر أو كلام عثمان، لكفى هذا.
• العجيبُ أن كلام أبي بكر موزَّعٌ في الكتب، وليس عندنا كُتيبٌ يَجمعُ كلَّ كلام أبي بكر، وليس عندنا كُتيبٌ يَجمعُ كلَّ كلام عُمر، ولا كلَّ كلام سعد بن أبي وقاص، وهؤلاء أئمةٌ في البيان، ولكننا نُريد، والله يُريد، ولا يكون إلا ما يُريد.
• إخلاصُ العلماء لا يُبيِّن الحقَّ ويُبطِل الباطلَ فقط، إنما يرى العالِم أن أهل الباطل أصابهم داءٌ، وأنه لو نَزع الباطلَ من قلوبهم فقد يعود الباطلُ إليهم، فيتعهَّدُهم تَعهُّدَ الطبيب للمريض الذي شُفِيَ من المرض، فلا يَتركُه الطبيب، إنما يُتابعه حتى لا يَعودَ في المرض.
• أهلُ العلم سَمْتُهم الإخلاصُ في تنقية عقول أبناء الأمَّة، والجهادُ في هذه التنقية، ولا يَكفِي مطلقًا أن أبيِّن، وإنما أن أتابع الذي زُرع الباطلُ في نفسِه حتى أتأكَّد أن هذا الباطلَ لن يعود إليه.
• نحن يَنقصُنا الإخلاصُ لأنفسِنا؛ لأن إخلاصي للأمَّة هو إخلاصٌ لنفسي، وأكبرُ من هذا: هو إخلاصٌ لأجيالي وأحفادي؛ حتى يعيشوا في أمَّةٍ فيها نقاء، وفيها صِدق، وفيها حُب، وفيها إخلاص.
• عبد القاهر أنهى كتابَه وانتهت المسألة، وأدَّى واجبَه، ولكنْ أنت ترى أنه أدَّى واجبَه، ولكنه هو يرى أنه لم يؤدِّ واجبَه؛ لأن مِن أداء الواجب أن يُتابِع مَن زُرعَ في عقله باطلٌ حتى يطمئن إلى أن هذا الباطلَ لن يَعود إليه. بهذا تتقدَّم الأمم، وبالخَيْبة التي نحن فيها تتخلَّف.
• تقدَّم أعداؤنا، وصَنَعوا، وبَرعُوا. ونحن لم نَفعلْ شيئًا من ذلك.
• يا أخي، والله لن نكون شيئًا إلا إذا كان كلُّ واحدٍ فينا يَحمِل هَمَّ هذه الأمَّة كأنه هَمُّ بيته، وكأنه هَمُّ أولاده. وغيرُ المسلمين يَصنعون هذا.
• عبد القاهر أراد أن يُعلِّمني، وأن يُدرِّب ذائقتي البيانية على معرفة صُور المعاني؛ فذكر بابَيْن لم أرهما إلا في هذا الكتاب:
البابُ الأولُ البيتان فيه يُحدِّثان عن معنًى واحد، أحدُ الحديثين تناول المعنى في صورته البسيطة الغُفْل السَّاذَجة التي ليس فيها صَنعة وليس فيها اجتهاد، والبيتُ الثاني تناول المعنى مع شيءٍ من التجويد والإتقان والترقية، وكتب عشراتِ أبياتٍ من الشِّعر البيتُ الأولُ فيه المعنى وهو غُفْلٌ مِن غير صَنعة، والبيتُ الثاني فيه المعنى وهو فيه تجويدٌ وتحسينٌ للصورة، وهذا أمرٌ سهل، وتدريبٌ جيد؛ لأن معرفتي بالمعنى الذي لا صَنعةَ فيه مسألةٌ يسيرةٌ جدًّا، وليس في هذا الباب عِلمٌ يُكتب في ورق، هنا علمُ تكوينِ الذائقة البيانية لطالب العلم.
أما الباب الثاني الذي لم أره في كتاب ففيه تكون الصورةُ فيها صَنعةٌ في البيتين، وإحدى الصَّنعتَيْن أجود، وعليك أن تتأمَّل الصُّورةَ في البيتين والصَّنعةَ في البيتين، وأن تُحاول أن تتعرَّف على الصَّنعة الأفضل.
• البلاغةُ إذا حَفِظْتَ كلَّ كلامِ علمائها تكون قد أصبتَ، ولكنك لم تُفِدْ، وإنما تُفيد إذا أدخلتَ كلامَ علمائها في الشِّعر والنثر والكلام العالي، وبدأتَ تَستعين بالبلاغة على دراسة أسرار الكلام العالي. هنا بدأت البلاغةُ تَنطق.
• حِفْظُ مَتْنِ البلاغة الذي قاله البلاغيون جيِّد، ولكنه عِلمٌ ساكتٌ صامت.
• عبد القاهر كتب البلاغة، وجاء الزمخشريُّ الرَّائع ونَقل البلاغةَ إلى التفسير؛ فوَضَعها في مَعمعة التحليل.
• الاختلافُ في معرفة الصَّنعة الأفضلِ في بيتين فيهما صَنعةٌ = لا حَرجَ فيه؛ فقد ترفع أنت الصَّنعةَ في بيت وأرفع أنا الصَّنعةَ في البيت الآخر، المهمُّ أن نَعِيَ ونَعقِلَ صُورة المعنى، وكيف نُحلِّل الصُّورة، وكيف نتعرَّف على مكوِّنات الصُّورة.
• تعليقًا على قول الشاعر: «وتَأْبَى الطِّباعُ على النَّاقِل»، قال شيخُنا: الطَّبع يَكره الاستبداد؛ لمَّا جاءه المتسلِّط وأراد أن يُغيِّره رَفَض، كأن هنا صوتًا خفيًّا يقول: ارفضْ تَسلُّطَ المتسلِّط، فيَعلَمَ المتسلِّطُ أنه لن يَتسلَّط، فيَذهبُ إلى بيت أمِّه.
• لا بُدَّ لعقلِك أن يُدرك كُنْهَ صُورة المعنى، ولن يُدرك كُنْهَ الصُّورة إلا إذا دقَّق في مكوِّناتها.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «وقد عَلِمْنا أن أصلَ الفساد وسببَ الآفةِ هو ذَهابُهم عن أنَّ مِن شأن المعاني أن تَختلف عليها الصُّور»، قال شيخُنا: ضَعْ خطًّا تحت هذا السطر، واحفَظْه أكثرَ مِن حفظك لاسمك؛ لأنه أصلُ البلاغة، وأصلُ نقد الشِّعر، وأصلُ تحليل الأدب.
• معرفةُ حُسْن صُور المعاني ليست علمًا، نحن لا نحتاج إلى كتابٍ يقول لنا كيف نُدرك حُسنَ صُور المعاني، وإنما نحتاج إلى قراءةٍ للشِّعر ليس إلَّا؛ لأنك حين تتأمَّل ستَجِدُ أن عِلمَ عبد القاهر الجرجاني ليس من قراءة كُتب العلماء، وإنما مِن طُول التدبُّر في الشِّعر.
• ضيَّعْنا عُمرَنا في قراءة الكُتب، وهذا ليس خطًا، إنما لم نُضيِّع جزءًا أساسيًّا من عُمرِنا في قراءة الشِّعر؛ فكانت إضاعةُ عُمرنا في قراءة الكُتب لا قيمة لها، ولو كان معها بعضُ وقتنا في تأمُّل الشِّعر وتدبُّره لكانت أنْتَجَ.
• أكاد أقطعُ وأنا في بيت الله بأن عِلمَ عبد القاهر في هذا الكتاب ليس من قراءة كُتب العلماء وإنما من قراءة الشِّعر وتدبُّر الشِّعر.
• كلامُ عبد القاهر كلامُ واحدٍ زَادُه وراحِلتُه قراءةُ الشِّعر.
• تعليقًا على إيراد الإمام عبد القاهر جُملةً من الشِّعر في معنًى واحد، قال شيخُنا: حين أقرأ هذه الجملةَ من الشِّعر أقول: يا ربي، أنا أقرأ طوالَ عُمري، ولو قَصَدتُ إلى اختيار عشرة أبياتٍ من الشِّعر في معنًى واحدٍ، في أحدها صورةٌ مصنوعةٌ ومجوَّدةٌ وفي أحدها الآخَر صورةُ غُفْلٌ = فلن أستطيع، وهذا يُثبت أن الشِّعر هو أصلُ عِلمِ عبد القاهر، وليس القراءة في الكتب.
• مَن عَلِمَ أن مِن شأن المعاني أن تَختلف عليها الصُّور وَضَعَ قدمَه على طريق الصَّواب.
• إذا وجدتَني جاهلًا فلا تَطْرُدْني مِن درسك، وإنما قُلْ لي إن جهلي بسبب أنني اعتقدتُ كذا، فسَاقَنِي كذا إلى كذا، هذه هي الرَّحمةُ بالجهل وبالجاهِلِين.
• انتفعتُ بكلِّ حَرفٍ في كتاب «الدَّلائل»، ولكنَّ الذي قاله عبدُ القاهر في المُلحقاتِ هو الخُلاصة.
• تعليقًا على إيراد الإمام عبد القاهر قولَ «الجاحظ»: «والمعاني مطروحةٌ وَسَط الطريق، يعرفها العربيُّ والعجميُّ، والحَضَريُّ والبدويُّ، وإنما الشِّعرُ صياغةٌ وضَرْبٌ من التصوير»، قال شيخُنا: لم يُذهِلْني في عِلْم «الجاحظ» - وهو عِلمٌ مُتَّسعٌ جدًّا جدًّا إلا هذان السَّطران. كيف اهتدى هذا السُّودانيُّ الإفريقي، المُوغِلُ في إفريقيا، في فَهْم أسرار الشِّعر وأسرار البيان العربي إلى هذه الحقيقة. «الجاحظ» لم يَهتدِ إلى هذا إلا بالتغلغل في جوهر الشِّعر وفي حقيقة الشِّعر، وبمعرفة الحقائق والمجازات والنَّسْج والتصوير.
• يا سيِّدنا، لن تَكون شيئًا إلا إذا أدهشك ما يُدهِش، أمَّا إذا كان عقلُك سطحيًّا، وتَمرُّ عليك قضايا تُدهِشُ العقولَ وعقلُك مستريح، فالأفضلُ لك أن تَلزم بيت أُمِّك.
• خُذ الأفكارَ منِّي ومِن غيري، واطلبْ من عقلك أن يُضيف إليها، وهذا المعنى عندي منذ كنت في «الثانوي»؛ لأن الشيخ حامد عوني - رحمه الله - كتب لنا بيتَ شِعرٍ واحدًا زَرع في قلوبنا هذا المعنى وهو يتكلَّم عن التشبيه القريب المبتذَل والتشبيه البعيد الغريب، وأن الفضل للبعيد الغريب وليس للقريب المبتذَل، وأن مِن الشعراء مَن يَجعل القريب المبتذَل بعيدًا غريبًا؛ بإضافة كلمة واحدة، وضربَ الشيخُ لذلك مثلًا بأنَّ الكريمَ يُشبَّه بالسَّحاب، وهذا كثيرٌ وشائعٌ، وصُورةُ معنًى لا صَنعةَ فيها؛ فجاء شاعرٌ آخر، وقال:
إنَّ السَّحابَ لَتَسْتَحْيِي إذَا نَظَرَتْ *** إلَى نَدَاكَ فَقَاسَتْهُ بِمَا فِيهَا
فحوَّل القريبَ المبتذَلَ إلى بعيدٍ بكلمة «تستحيي».
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «ولكنْ إذا تَعاطَى الشيءَ غيرُ أهلِه، وتولَّى الأمرَ غيرُ البصيرِ به أعضَلَ الداءُ واشتدَّ البلاء»، قال شيخُنا: فَتحَ الله عليك يا شيخ عبد القاهر؛ فالمصيبةُ العُليا أن يَتعاطى الشيءَ غيرُ أهله، وأن يتولَّى أمرَ التعليم مَن لا يُحْسِن التعليم، وأن يتولَّى أمرَ الصحَّة مَن لا يُحْسِن الصحَّة، وأن يتولَّى أمرَ السِّياسة مَن لا يُحْسِن السِّياسة.
• فلْيتكلَّمْ كلُّ مُتكلِّمٍ في بابه، واحذروا أن يتكلَّمَ مُتكلِّمٌ في غير بابِه وأن تَستمعوا إليه، واعلموا أن هذا يَسقِيكم كأس الموت الذي لا يُريح.
• يا سيِّدي، الأرضُ أرضي وأرضُك، وأخشى عليها، وأخشى على أحفادي وأحفادك؛ فلا تَلُمْنِي إذا صرختُ في وجهك وقلت لك: «ما هكذا يا سَعدُ تُورَدُ الإبل»؛ لأني أريد حياتي وحياتَك، وتُرابي وتُرابَك، وأرضي وأرضَك.
إن كنتُ أريد غيرَ ذلك فلك أن تَفعلَ ما تشاء، لكنْ ما دُمتُ لا أريد إلا ذلك فيجب أن تَضمَّ صوتَك إليَّ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين