فوائد من درس دلائل الإعجاز 64

7 دقائق
9 رجب 1447 (29-12-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف.

يوم الأحد: 20 ربيع الآخر 1447ه، الموافق لـ 12 من أكتوبر 2025م:

• الأبياتُ التي وصَف فيها الشعراءُ صَنعتَهم في شِعرهم أبياتٌ جليلةٌ جدًّا، وهي مِن أجلِّ الشِّعر؛ لأن الفكرةَ التي فيها فكرةٌ بالغةُ الحُسْن والدقَّة، وهي أن يَصِفَ الصانعُ صَنعتَه، وما عاناه في هذه الصَّنعة، وما قَصَد إليه في هذه الصَّنعة.

• أنا أحبُّ أنْ يُحدِّثَ كلُّ صانعٍ عن صَنعتِه، وأنْ يُخلِصَ لها، وأن يَبذل أقصى طاقاته فيها؛ لأن هذا مَخرجٌ سهلٌ جدًّا لنا مِن سرداب التخلُّف الذي ليس منَّا ولسنا منه.

• نحن أبناءُ خير أمَّة أُخرجتْ للناس، ولا يجوز لمن يَعلَمُ أنه مِن خير أمَّة أُخرجتْ للناس أن يعيشَ على حساب غيره، وأن يأخذ مِن يَدِ غيره، وأن يَصنعَ له غيرُه طعامَه وملبسَه وشرابَه، هذه خساسةٌ لا يَقبلها الإنسان، فكيف يَقبلُها مَن هُم خيرُ أمَّة أخرجتْ للناس.

• أحبُّ الاجتهادَ فيما أنا فيه، والاجتهادُ يَعني بَذْلَ أقصى الطاقة فيما أنا فيه، وبَذلُ أقصى الطاقة في العلم كبذل أقصى الطاقة في الصِّناعة، كبذل أقصى الطاقة في الهندسة. المهمُّ: كلُّ علمٍ يَنفع الأمَّةَ نبذل فيه أقصى الطاقة، ويتميَّز فيه علماؤنا؛ فيكون علماءُ الكيمياء منَّا أكثرَ علماءِ الأرض تميُّزًا، ويكون علماء الطبِّ فينا أكثرَ علماءِ الأرض تميُّزًا. إلخ، لنا الصَّدرُ دون العالَمِين أو القبرُ، وليس هناك ثالث.

• تعقيبًا على إيراد الإمام عبد القاهر جملةً مِن وَصْف الشعراء للشِّعر وعملِهم فيه، قال شيخُنا: أرأيتَ أهلَ العلم! تَوفُّرُ العلم عندَهم وغزارةُ العلم عندهم يدعوانهم إلى فتح أبوابٍ جليلة جدًّا من العلم وهم في سياق الردِّ على تفاهاتٍ لا تحتاج إلى الردِّ عليها.

• حديثُ الشعراء عن صَنعتِهم في عمل الشِّعر من الأبواب الجليلة جدًّا التي حُرِمَ تراثُنا منها، وقد فتحه عبد القاهر حين أورد جملةً من الأبيات التي يَصِفُ فيها الشعراء صنعتَهم في عمل الشِّعر.

• حين تقرأ تراثَ الأمم تَجِدُ كثيرًا من الشعراء تكلَّموا عن نَقْد الشِّعر، وحين يتكلَّم الشعراءُ عن نَقْد الشِّعر يكون كلامُهم له قيمة. نحن ليس عندنا هذا الباب، وإنما نَقَدَ الشِّعرَ غيرُ الشعراء، وفَرقٌ بين أن يَنقُدَ الشِّعرَ الشعراءُ وأن يَنقُدَ الشعرَ غيرُ الشعراء.

• ليس هناك في الشِّعر أجلُّ مِن حديث صانعي الشِّعر عن الشِّعر، ليس هناك أجلُّ مِن حديث الإنسان عن الباب الذي نَبغَ فيه، عن الباب الذي عُدَّ مِن رجاله، ولذلك تَجِدُ مِن بين شواهد عبد القاهر أنَّ أكرمَ من تحدَّث من الشعراء عن الشِّعر هم أكرمُ الشعراء.

• تعليقًا على إنفاق الإمام عبد القاهر جُهدَه في الردِّ على القائلين بأن مزيَّة الكلام راجعةٌ إلى خُلوِّه من الثِّقل، قال شيخُنا: أُفُق عبد القاهر وحِسُّه العلمي الجليل جعلاه يفتح بهذا الكلام الفارغ، الذي لا يحتاج إلى ردٍّ، بابًا من أهمِّ أبواب المعرفة البيانية.

• تحليلًا لقول أبي حيَّة النُّميري:

إِنَّ الْقَصَائِدَ قَدْ عَلِمْنَ بِأَنَّنِي *** صَنَعُ اللِّسَانِ بِهِنَّ لَا أَتَنَحَّلُ

قال شيخُنا: «إِنَّ الْقَصَائِدَ قَدْ عَلِمْنَ» كلمةٌ جليلةٌ جدًّا؛ لأنه يقول لك: أنا لا أَعْلَمُ الشِّعر، وإنما الشِّعرُ هو الذي يَعْلَمني. وقولُه: «صَنَعُ اللِّسَان» لا يَروقُني؛ لأن الشِّعرَ الذي هو صَنعةُ لسانٍ ليس هو الشِّعر، وإنما الشِّعرُ الذي هو صَنعةُ القلب والعقل والإحساس هو الشِّعر.

وجُملةُ: «صَنَعُ اللِّسَانِ» جَرتْ في كلام الشعراء؛ لأن اللِّسانَ يَحُوك الشِّعر، ويُسْمِعُ الناسَ الشِّعر. «لَا أَتَنَحَّلُ»، أي: «لا أدَّعي شِعرَ غيري لنفسي، لا أنتفعُ بشِعر غيري؛ لا بمعناه ولا بشيءٍ من معناه، لا بلفظه ولا بشيءٍ من لفظه»؛ لأنك ما دمتً إنسانًا فلا بدَّ أن تَصنعَ شيئًا منك وبك.

• الإسلامُ لم يأتِ لكي تُصلِّي وتَصُوم فحسب، وإنما الصلاةُ والصِّيام مقدِّمةٌ وصناعةٌ للإنسان الذي يعمل الصالحات في الأرض، الصَّلاةُ والصِّيام ليسا الغايةَ من وجود الإنسان، ولو كانا هما الغايةَ لَمَا أهبط اللهُ آدمَ وجعله خليفةً في الأرض.

• إنَّما الإسلامُ عِمارةُ الأرض، والصَّلاةُ والصِّيامُ إعدادٌ للإنسان الذي تَعْمُر به الأرض؛ حتى يَعْمُرَها بالعدل، والبِرِّ، والإحسان، وإيتاء ذي القربى.

• كلامي لك لا يكفي أن تَفهمَه، ولا يكفي أن تقتنعَ به، وإنما يجب عليك أن تُبلِّغَه لقومك؛ لأن قومَك يَعيشون في مَعرَّة، وأنت في مَعرَّة ما دام قومُك في مَعرَّة؛ فلا بدَّ أن نتخلَّص من هذا، وأن نكون قيادةً وريادةً للناس؛ لأن الله بعثَ لنا نبيًّا هو خيرُ الخَلْق، وأنزل علينا كتابًا هو خيرُ الكُتب، ولمَّا بعثَ لنا نبيًّا هو خيرُ الخَلْق، وأنزل علينا كتابًا هو خيرُ الكُتب، قال لنا إننا خيرُ أمَّة.

• لا تنتظرْ أن يُحْدِثَ التغييرَ صفوةٌ ثقافيةٌ أو سياسيةٌ، وإنَّما الذي يُحْدِثُ التغييرَ هو المجتمعُ كلُّه إذا أصرَّ على التغيير، وقد قلت لكم كثيرًا: «أيقظوا شعوبَكم تَنْفِ شعوبُكم خبَثَها»، ومن لم يَجِدَّ في هذا التغيير فهو من الخبَث ولو كان أنا وأنت.

• أكرمُ لحظةٍ في حياة الإنسان هي أن يُصرَّ على أن يَستخرجَ الصَّعبَ غيرَ المألوف؛ لأن استخراجَ المألوفِ مألوفٌ لكلِّ إنسان، أمَّا استخراجُ غير المألوف فهو غايةُ الإنسان الأعلى، غايةُ الإنسان الأفضل.

• تعليقًا على قول الشيخ شاكر، في هامش الصفحة رقم (511): «وهذا شِعرٌ فاخرٌ كان يُقال مِثلُه يومَ كان مُلوكُ الناس مُلوكًا، ويوم كان شِعْرُ الناس شِعرًا، وكان غِناءُ الناس غِناء»، قال شيخُنا: مِثلُ هذا يدعو إلى التغيير، يدعو إلى العودة، والعودةُ ليست صعبةً؛ لأننا كنا كذلك، وما دام آباؤنا كانوا كذلك فليس من المستحيل ولا من الصَّعب أن نكون كذلك.

• حين تعودُ إلى الجيل الذي سبقَك، وكان مُتفوِّقًا، فأنت تعود إلى الأصل. ليس مطلوبًا منك عَملٌ صعبٌ، وإنما مطلوبٌ منك أن تعودَ كما كان أبوك وكما كان جَدُّك.

• العِلمُ هو الذي يَصنع إنسانًا جديدًا، والدِّينُ هو الذي يُقوِّم هذا الإنسانَ الجديد.

• اقرأوا العلمَ واستخلِصوا منه ما يُخلِّص أمَّتكم مِن العَار والشَّنار الذي هي فيه ما دامت تَعيش على حساب غيرها.

• تعليقًا على قول تَميم بن مُقْبل:

وَأَكْثَرَ بَيْتًا سَائِرًا ضُرِبَتْ لَهُ *** حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ حَتَّى تَيَسَّرَا

قال شيخُنا: قرأتُ عبارةَ «ضُرِبَتْ لَهُ حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ» وأنا في سِنِّكم؛ فكانت تأسِرُني جدًّا؛ لأنه لم يَقبلْ ولم يَرْضَ بأن يجعلَ الشِّعر جبالًا في ضخامتها وصلابتها ومشقَّة الأخْذ منها، وإنما قال: «حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْر» أي: أصعب المواضع في الجبال.

• تعليقًا على قول تَميم بن مُقْبل:

وَأَكْثَرَ بَيْتًا سَائِرًا ضُرِبَتْ لَهُ *** حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ حَتَّى تَيَسَّرَا

قال شيخُنا: أنا خَصِيمُ مَن لم يَحفظْ كلمةَ «ضُرِبَتْ لَهُ حُزُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ حَتَّى تَيَسَّرَا»، وعليه أن يَتعلَّم مِن الضَّرْب في حُزُون الجبال حتى يستخرجَ الأعجبَ والأغربَ؛ إنْ كان صانعًا، وإنْ كان طبيبًا، وإنْ كان مفكِّرًا، وإنْ كان فقيهًا. ليكنْ شعارُنا الضَّرْبَ في حُزُونِ جبال الشيء الذي نحن فيه حتى نستخرجَ منه الجليلَ والعجيب.

• تعليقًا على قول تَميم بن مُقْبل:

أَغَرَّ غَرِيبًا يَمْسَحُ النَّاسُ وَجْهَهُ *** كَمَا تَمْسَحُ الْأَيْدِي الْأَغَرَّ الْمُشَهَّرَا

قال شيخُنا: كأني الآن لستُ مع أبياتٍ تَصِفُ الشِّعر، وإنما أنا مع أبياتٍ تُحدِّث عن إنسانٍ متفوِّق، أبياتٍ تُحدِّث عن وَلَع الناس بمن جاء سابقًا، أبياتٍ تقول لي إن الحِمارَ لو جاء سابقًا لكان الحِمارُ حِمارًا نِعْمَ الحِمار، وإن الإنسانَ إذا جاء مسبوقًا ولو كان سيِّدًا في قومه لكان شرًّا مِن الشَّر.

• أبياتُ تَميم بن مُقْبل أبياتٌ قالها صاحبُها في صَنعة الشِّعر، وجاء بها عبدُ القاهر في صَنعة الشِّعر، ولكنَّ حياتي أنا استنطقتْ منها شيئًا لها، وهذه هي تجربتي في القراءة: أقرأ في تاريخ الجاهلية، وفي تاريخ الإسلام، وفي تاريخ البشر؛ لأبحثَ عن الشيء الذي يُخرِجني ممَّا أنا فيه.

• العلمُ الذي لا يَصنعُ الإنسانَ الأفضلَ الجَهلُ خيرٌ منه؛ لأن العلمَ أضاع وقتَنا والجَهلَ لم يُضيِّع وقتَنا.

• إعادةُ القراءة في المألوف تَستخرج منه غيرَ المألوف، ليس بذكاء القارئ، وإنما بالحياة التي يَعيشها القارئ؛ لأني لا أقرأ بعقلي، وإنما أقرأ بعقل الزَّمن الذي أنا فيه، وبعقل الحال الذي أنا فيه، وبعقل الموقع الذي أنا فيه.

• لو بذلَ كلٌّ منا أقصى طاقته فيما هو فيه لتغيَّر حالُ الأمَّة في أقلَّ من سنتين.

• أكره النَّومَ، أكره التمنِّي، أكره الأحلامَ، وإنما أريد ممَّن يتمنَّى شيئًا ألَّا ينامَ عن طلبِه، وأريد ممَّن يَحلُم بشيءٍ ألَّا ينامَ عن طلبِه.

• تعليقًا على قول أبي شُرَيْح العُمَيْر:

فَإِنْ أَهْلِكْ فَقَدْ أَبْقَيْتُ بَعْدِي *** قَوَافِيَ تُعْجِبُ الْمُتَمَثِّلِينَا

قال شيخُنا: يا أبا شُرَيْح، أنت تَمدحُ نفسَك، ونِعْمَ المديحُ مَدحتَ به نفسَك؛ لأنك لم تَمدحْ نفسَك بشيءٍ حصَّلْتَه، وإنما تَمدحُ نفسَك بشيءٍ تركتَه لقومك، وكأنك تقول لنا إن الكريمَ مَن تَرَك أثرًا لقومه. نِعْمَ ما تركتَ يا أبا شُرَيْح، ولا نزال في الجامع الأزهر بعد موتِك ب 1500 سنة نتمثَّل بقوافِيك ونُعلِّمها أجيالَنا.

• تعليقًا على قول الفرزدق يَصِفُ شِعرَه:

بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ وَبِكُلِّ ثَغْرٍ *** غَرَائِبُهُنَّ تَنْتَسِبُ انْتِسَابَا

قال شيخُنا: إذا لم تَقلْ لي إن هذا شِعرُ الفرزدق فكلمة «غَرَائِبُهُنَّ تَنْتَسِبُ انْتِسَابَا» كأنها اسمُ الفرزدق؛ لأن الفرزدق كان كثيرَ الحرص على أن يقول هذا المعنى، وهو أن شِعرَه يَنتسِبُ إليه؛ لأن سَمْتَ الفرزدق، ونَهْجَ الفرزدق، وطَبْعَ شِعر الفرزدق = كأنه اسمٌ على شِعر الفرزدق؛ فكما أن الولدَ يَنتسِبُ لأبيه باسم جَدِّه فكذلك شِعرُ الفرزدق يَنتسِبُ إليه.

• الفرزدق أحيانًا يَغِيظُ بكثرة عُنْجُهِيَّته؛ مثلَ المتنبِّي، وهذه ليست عُنْجُهِيَّة، وإنما تَميُّزٌ يَجعله يُحدِّث عن نفسِه؛ فالفرزدق دائمًا يُشْعِر بأنه لا يستطيع أحدٌ أن يَنقُلَ عنه؛ لأن كلَّ كلمةٍ قالها الفرزدق عليها نَسَبُ الفرزدق.

• حين تَمرُّ عليك كلمةٌ جيدة ولم تَعرِفْ جودتَها ولم تُكرِّرْها تكون قد ظلمتَ هذه الكلمةَ الرائعة، وظلمتَ اللِّسانَ الذي نطقَها، وظلمتَ الإنسانَ الذي تركَها لك.

• النَّزعةُ اليمانِيَّةُ عند أبي تمام لا تُخطئك، وهذا ليس حرامًا، الاعتزازُ بتاريخ الآباء ليس حرامًا، وإنَّما هو استنهاضٌ للأبناء.

• تحليلًا لقول أبي تمَّام:

كَشَفْتُ قِنَاعَ الشِّعْرِ عَنْ حُرِّ وَجْهِهِ *** وَطَيَّرْتُهُ عَنْ وَكْرِهِ وَهْوَ وَاقِعُ

بِغُرٍّ يَرَاهَا مَنْ يَرَاهَا بِسَمْعِهِ *** فَيَدْنُو إِلَيْهَا ذُو الْحِجَى وَهْوَ شَاسِعُ

يَوَدُّ وِدَادًا أَنَّ أَعْضَاءَ جِسْمِهِ *** إِذَا أُنْشِدَتْ شَوْقًا إِلَيْهَا مَسَامِعُ

قال شيخُنا: يا سلام عليك يا أبا تمَّام؛ حُرُّ وجْه الشِّعر كان مُغطًّى بقناع، ولم يَعرِف الناسُ وجْهَ الشِّعر قبل أن يَكشِف أبو تمَّام القِناعَ عن وجهِه. وقولُه: «وَطَيَّرْتُهُ عَنْ وَكْرِهِ وَهْوَ وَاقِعُ» صورةٌ أخرى؛ الشِّعْر طائر، ولكنَّه كان ساكنًا في عُشِّه فلم يَرَه الناس؛ فأبو تمَّام طيَّره ورآه الناس، طائرُ الشِّعر موجود، ولكنه كان ساكنًا قابعًا على وَكْرِه.

أرأيتَ إحساسَ أبي تمَّام بشاعريته! أرأيتَ إحساسَ أبي تمَّام بنُبوغه! وقولُه: «فَيَدْنُو إِلَيْهَا ذُو الْحِجَى وَهْوَ شَاسِعُ» أي: يَقترِب ذو الحِجَى العاقلُ الرَّزينُ الرَّائعُ الذي قلَّما يَدنُو إلَّا لشيءٍ مُهم؛ فيَدنُو إليها وهو بعيدٌ عنها، ولا يزال يَدنُو، ولا يزال يَدنُو، ولا يزال يَسمَع، حتى صار في لحظةٍ يَودُّ لو أن كلَّ أعضاءَ جِسْمِه؛ شوقًا إليها، مسامِعُه.

إذا لم تتأمَّل أنت هذه المعاني، وتَتذوَّقْها، وتتأمَّل الصُّور، وتتأمَّل التركيب، وتتأمَّل غنائيةَ اللُّغة وشاعريةَ اللُّغة = فأنت. [سكت شيخُنا عن جواب الشرط؛ ليذهب كلُّ قارئ في تقدير العاقبة كلَّ مذهب].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق