بسم الله الرحمن الرحيم
التحية والتقدير إلى كل معلم عربي في تنشئة جيل المستقبل وتعليمهم ولذا نشد على أيدي بعضنا البعض في تعليم أبنائنا وبناتنا بلغة الكتاب وهذا البرنامج الذي نقدمه خير دليل على ذلك وهذا شئ موجز عن البرنامج نتطلع بعد الإطلاع عليها نشرها في مجلتكم ونرجو مقترحاتكم حول البرنامج ولكم منى اجزل الشكر والتقدير..
برنامج تعليم المحادثة باللغة العربية الفصحى:
في لغة القرآن يتجلى جمال وسحر اللغة العربية كما تظهر قوة وقدرة ألفاظها على تجسيد معاني كلام الله - سبحانه وتعالى- وتفصيل آياته بشكل جلي نابض بالحياة يصل إلى جميع وسائل الحس والإدراك لدى الإنسان. فاللغة العربية لغة معربة ما كان لها أن تبقى قوية نقية إلى يومنا هذا لولا نزول القرآن باللسان العربي فمن المفيد والضروري أن يكون تعليم اللغة العربية بلغة القرآن اللغة العربية الفصحى والحمد لله القائل (خلق الإنسان علمه البيان) قال القرطبي البيان هو الكلام والفهم وهو ما فضل به الإنسان على سائر الحيوان ويقول سيد قطب إننا نرى الإنسان ينطق ويعبر ويبين ويتجاوب مع الآخرين فنسي بطول الألفة عظمة هذه الهبة وضخامة هذه الخارقة فيردنا القرآن ويوقظنا لتدبرها في مواضع شتى إذاً كيف يكون البيان؟ وكيف يتعلم الطفل اللغة التي يعرب بها عما في ضميره؟
تشير الدراسات العلمية المبنية على الملاحظة والتحليل أن الطفل لديه القدرة على اكتشاف قواعد اللغة العربية التي يتعرض لها باستمرار ويسمي العلماء جزء الدماغ المسؤول عن هذه العملية جهاز اكتشاف اللغة، ويقول العلماء أنها تبدأ مع خلق الإنسان وتبدأ بالضمور بعد سن السادسة إلى سن البلوغ. وهذا يعني أن السن الأمثل التي يكتشف فيها الإنسان قواعد اللغة التي يسمعها من حوله عندما يكون طفلاً دون السادسة وحتى سن البلوغ، وأنه بعد ذلك إن لم يكن قد أتقن قواعد اللغة يحتاج إلى من يلقنه ويعلمه إذ لا يكون قادراً على اكتشافها بنفسه.
وهنا تظهر مأساة الطفل العربي إذ أنه في سنين حياته الأولى يتعرض للعامية فيتعرف على مفرداتها حتى إذا دخل المدرسة وجد أن اللغة مكتوبة بغير اللغة التي أتقنها، فعندما يطلب من طفل المرحلة الابتدائية مثلاً أن يقرأ جملة بسيطة يتهجؤها تهجئة لأن مفردات اللغة ليست مخزونة في دماغه وإنما يألف الحروف فقط فيقرؤها حرفاً حرفاً وينتج عن هذه المأساة أمران هما: عزوف الطفل عن القراءة لأنه تكلفه مجهوداً شاقاً ولا يفهم كل ما يقرأ ولا يستمتع بها والنتيجة ألا يقبل على القراءة إلا مضطراً كاستذكاره لامتحان أو نحوه ويصبح هناك نوع من العداء بين الطفل الشباب - والكتاب.
وصعوبة التحصيل المعرفي والعلمي لأن الطفل غير متمكن من أدائه وهي اللغة الفصحى ولأنه يسير سير معاكساً لطبيعة الخلق. منطقاً من تلك التوضيحات قام الدكتور عبد الله الدنان بتجربته الأولى على ابنه باسل حين كان عمره سنة واحدة. كان الدكتور يحدث ابنه بالفصحى بينما كانت أمه تكلمه بالعامية حين بلغ باسل الثالثة من العمر أتقن الحديث بالعربية المعربة كما أتقن الحديث بالعامية والنقطة الهامة جداً في عملية الاكتساب هو عدم التظاهر بالفهم إذا تحدث الطفل بغير الفصحى وبذلك ربط باسل بين والده الذي كان يحادثة بالفصحى ووالدته التي كانت تحادثه بالعامية مثال بالفصحى (أريد أن أذهب لأشتري خبزاً) بالعامية (بدي أروح أشتري خبز) وعندما دخل باسل المدرسة كان وضعه يختلف عن زملائه لأنه دخل المدرسة وهو متقنا لغة الكتاب وعندها تعلم باسل الحرف العربي كان يقرأ ويفهم وعندما وصل إلى الصف الثاني الابتدائي قرأ حوالي 350 كتاباً من كتب الأطفال وكان يعرض على باسل نصوصاً بالفصحى غير مشكلة فيقرأها مضبوطة وبسرعة دون تأخر ودون تحضير مسبق كرر الدكتور التجربة على ابنته لونة التي تصغر باسلاً بأربعة أعوام فأتقنت الفصحى والعامية. !
بعد النجاح الذي تحقق انتقل الدكتور بتجربته إلى المجتمع فأسس روضة الأزهار العربية في دمشق والتي هدفت إلى تعليم اللغة العربية الفصحى للأطفال بالفطرة والممارسة ومن ثم اعتمادها لغة التواصل في المواقف الحيوية كلها طوال اليوم الدراسي وتقوم الفكرة في تطبيقها في المدارس من خلال تدريب المعلمين والمعلمات على المحادثة بالفصحى والتي يقوم بها الآن مركز الضاد للتدريب ومقره الرئيس بالرياض المملكة العربية السعودية وقد نجحت الفكرة نجاحاً باهراً حيث بدأ الأطفال يتحدثون بالفصحى بعد أشهر معدودة من بدء تطبيق البرنامج في المدارس أو الروضات وكانت النتائج ناجحة حيث دفعت عدداً من أساتذة التربية وخبرائها إلي متابعتها والتحقق بما أنجزته ولذلك تحولت المدرسة إلى نموذج جذب وفود علمية من مختلف أنحاء العالم العربي ومن المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكانت النتيجة أن بدأت المدارس في مناطق مختلفة في الدول العربية بتطبيق الفكرة.
وكان لهذه التجربة بحث وهو أن مدرسة أمريكية تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها لاحظت أن الأطفال العرب يفرون من القراءة بشكل ملحوظ مقارنة بأقرانهم من البلدان الأخرى ولما أعياها البحث عن سبب ذلك توجهت بسؤال عبر الإنترنت وهو لماذا لا يحب العرب القراءة وقد اهتمت بالموضوع إلى الحد الذي وصلت فيه أن تعد رسالة ماجستير حول برنامج المحادثة باللغة العربية الفصحى وأثره في تفوق التلاميذ وتوصلت إلى أن معدل التحصيل الدراسي للأطفال الذين يتحدثون باللغة العربية الفصحى أفضل من معدل التحصيل الدراسي لأقرانهم في جميع المواد الدراسية بنسبة تصل من 8 إلى 19%.
وقد أشاد بالتجربة أكثر من خمسين مفكراً وعالماً وأديباً ومما قاله هؤلاء على سبيل المثال
(... في تقديري ينبغي أن تعمم هذه التجربة الرائدة على نطاق وطننا العربي، لأنها تتسم بالجدة وفق الطرائق الفعالة التي تخفف العبء الملقى على كاهل المراحل التالية في تعليمها وتعلمها..) الأستاذ الدكتور محمود السيد - أستاذ طرائق تدريس اللغة العربية في جامعة دمشق
(.. دهشت، أطفال بين الرابعة والسادسة من العمر يتحدثون الفصحى بطلاقة دون أن يأخذوا حرفاً من النحو...) الأستاذ الدكتور/أحمد بن محمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود سابقاً وأستاذ اللغة العربية وآدابها.
وكان لهذه التجربة رأي لأولياء الأمور وعلى سبيل المثال: قال أحد أولياء الأمور
\" إن ابني الذي في الصف الثاني الابتدائي، والذي كان في روضة الأزهار العربية، يوفر من مصروفه اليومي، ولا ينفقه كله كما يفعل أبنائي الآخرون الذين لم يكونوا في هذه الروضة. وعندما سألته لماذا يوفر النقود ولا يشتري شيئاً يأكله قال: أريد أن أجمع بعض النقود لأشتري قصة \".
: وقال والد آخر: \" إن ابني الذي في الصف الثالث الابتدائي والذي كان في روضة الأزهار العربية، قرأ قصة مترجمة من مأتي صفحة، بينما أخوه الذي في الصف الثامن لم يقرأ من القصة نفسها سوى أربع صفحات ثم ألقاها جانباً ولم يكملها. \"
ويقوم مركز الضاد للتدريب مع رائد تعليم المحادثة باللغة العربية الفصحى لحل هذه المأساة بحيث ينشأ جيل عربي محب للعلم باحث عن المعرفة محب للقراءة في تطبيق التجربة من خلال تدريب المعلمين والمعلمات على المحادثة باللغة العربية الفصحى في مدارس أهلية بالمملكة العربية السعودية وذلك باعتماده اللغة العربية الفصحى لغة وحيدة للتواصل طوال الفترة التدريبية بحيث لا يسمع المتدرب إلا الفصحى ولا يقبل منه إلا الفصحى
وبعد أن أثبتت نتائج التطبيق ثمارها في المدارس والروضات التي طبقت البرنامج من إتقان للغة العربية الفصحى وتنمية مهارات القراءة والكتابة وزيادة القدرة على الاستيعاب والثقة الكبيرة بالنفس والجرأة على النقد والاستفسار والمناقشة وزيادة التحصيل العلمي لدى الطلاب وتفوقهم على أقرانهم من الطلاب انطلق المركز وبخطى ثابتة إلى نشر البرنامج والتدريب عليه من آباء وأبناء ومعلمين ومعلمات ومقدمي برامج إذاعية ولكل من يريد أن يتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة وثقة الرجال والنساء والناشئة.
وكان لفائدة التدريب أثر لدى الطلاب ومما قاله أحد الطلاب وهو طالب في السنة الثالثة الجامعية كلية اللغة العربية \" ما استفدته في دورة المحادثة باللغة العربية الفصحى في مركز الضاد يعادل ما درسته في الجامعة خلال ثلاث سنوات \"
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 8 )
لغة عربية
15:42:04 2021-04-02
لغة عربية فصحى
-خالد
12:13:58 2020-10-22
التعلم
-على رشيد
18:09:45 2020-05-27
المانيا
13:28:39 2020-04-26
اريد التحدث باللغة العربية
-Esraa
14:36:45 2020-04-18
فكرة رائعة ومبتكرة ؛)
02:32:47 2019-09-24