الخبر:
قالت مصادر حلف الناتو أن الهجمات التي تشنها حركة طالبان على قوات الناتو في أفغانستان هي الأسوأ الآن منذ بداية الغزو عام 2001.
التعليق:
في يوليو الماضي وصل 20 ألف جندي إضافي من قوات حلف الناتو إلى أفغانستان لدعم القوات الموجودة هناك أصلاً - حوالي 15 ألف جندي -، وتصور قادة الحلف وقتها أن ذلك الدعم من القوات بمعداتهم ودباباتهم وطائراتهم سوف ينجح في القضاء على حركة طالبان الذي تصاعد نشاطها في ذلك الوقت، ولكن الذي حدث هو العكس على طول الخط، فهل معنى ذلك أن طالبان وصلت إلى حالة من الاستعداد بحيث أن القضاء عليها أصبح صعباً جداً مهما زاد عدد القوات التابعة للحلف، الواضح الآن أن قوات طالبان تسيطر على جنوب البلاد تماماً، وتمارس عملياتها في كل البلاد بما فيها العاصمة كابول نفسها، وقد أظهرت دراسات أجراها مركز دراسات تابع لحلف الناتو أن هجمات حركة طالبان الآن هي الأسوأ من نوعها منذ عام 2001 أي بداية الغزو الأمريكي لأفغانستان، وطبقاً لمصادر حلف الناتو نفسها فإن 5 جنود من قوات الحلف يُقتلون أسبوعياً على يد قوات طالبان، وفي الإطار نفسه فإن قائد القوات البريطانية في أفغانستان حذر بأن قواته لم تعد قادرة على الإيفاء بالمهام الدولية الموكلة إليها، وأنه يحتاج إلى المزيد من القوات، ويبرر قادة حلف الناتو هذا التراجع الذي تعانيه قواتهم إلى أن مقاتلي طالبان يتمتعون بعقيدة دينية قوية تجعلهم أكثر شجاعة في مواجهة الموت والتضحية، وأن طبيعة البلاد الوعرة تساعد قوات طالبان على تنفيذ حرب العصابات، وأن هذه القوات تعرف كل صغيرة وكبيرة عن تلك الأرض، وتستطيع استغلالها لصالحهم، ولكن ما نسيه هؤلاء القادة أن تلك هي طبيعة الأشياء، فلن تنجح قوات أجنبية في فرض سيطرتها على بلد ما إذا قرر أهله المقاومة فما بالك إذا كانت تلك المقاومة تستند إلى خبرة طويلة في هزيمة الإمبراطوريات، والتصدي للغزو الأجنبي مثل الحالة الأفغانية التي نحن بصددها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد