الأخبار الكثيرة في وسائل الإعلام الدولية والتي تنقل عن مصادر القوات الدولية في أفغانستان عن عشرات القتلى كل يوم لمقاتلي طالبان في أفغانستانº تؤشر على معارك كبيرة وعنيفة، نعلم منها عن قتلى طالبان فقط، ولكن من المؤكد أن هذا الصيف الأفغاني كان بالغ السخونة، وأن القتلى لم يكونوا من طالبان فقط، فلا معارك طاحنة ومتكررة يقتل فيها فقط من طرف واحد!
بل إن مصادر القوات الدولية تقول إن المعارك في أفغانستان هذا الصيف كانت هي الأكثر عنفاً وشراسة منذ عام 2001 عندما اجتاحت القوات الأميركية وحلفاؤها أفغانستان، وهي تصريحات وأخبار تكشف عن النفوذ الشعبي والتأييد الواسع الذي تحظى به الحركة، وقدرتها على الحشد والتعبئة والمقاومة العسكرية أيضاً، ولا تخلو تصريحات القوات الدولية من الحديث اليومي عن خسائر من الجنود والآليات، وعن استيلاء قوات طالبان على بلدات ومراكز حكومية، ومهاجمتهم لقوافل وقواعد عسكرية للقوات الدولية وللحكومة الأفغانية.
ويبدو أن جماعة طالبان قادرة على الحركة والاستقرار والتسلح، خاصة على الحدود الدولية لأفغانستان، وبخاصة مع باكستان وإيران جنوباً في منطقة بلوشستان، وأنها تتمتع بصلات واسعة مع القبائل البشتونية في أفغانستان وباكستان، وأنها قادرة على توفير السلاح والاتصالات، وربما تملك علاقات دولية واسعة وإن كانت غير رسمية، أو لا يعلن عنها مع أوساط وقوى سياسية ومصادر للسلاح في باكستان وربما في روسيا، وقد اتهمت الحكومة الأفغانية بقيادة قرضاي باكستان مرات عدة بأنها توفر السلاح والدعم والإيواء لطالبان.
وتبدو تصريحات القوات الدولية حول الأخبار والمعلومات مثيرة للتكهنات والتحليلات، فتقول هذه التصريحات على سبيل المثال: إن القوات الدولية وصل إلى علمها أن طالبان تسيطر على مناطق وبلدات في هلمند أو زابل، ونحن نجري اتصالات بمختلف الأوساط لنكون صورة واضحة للموقف!، وتطلعك نظرة على عناوين الأخبار في وسائل الإعلام على حجم الصراع السياسي والعسكري الذي يدور في أفغانستان، وحالة عدم الاستقرار التي تهدد الحكومة والقوات الدولية فيها.
وعندما يقول ناطق باسم قوات حلف الأطلسي (الناتو) في أفغانستان: إن قواته قد قصفت قافلة تتألف من 12 سيارة لمقاتلين من حركة طالبان (26/8/2006) في بلدة موسى في إقليم هلمند، وعندما يطالب قرضاي بقصف معسكرات الإرهابيينº فذلك يؤشر على حجم القدرات والحريات التي تتمتع بها الحركة، والتي لا تستطيع نبرة الإنجاز والانتصار لدى القوات الدولية إخفاءها، ويؤكد مراسلون صحافيون أنهم تحركوا في داخل أفغانستان برفقة مقاتلي طالبان لأيام طويلة في الليل والنهار، وأنهم يقيمون المخيمات للتدريب والعيش والإقامة على نحو فيه قدر كبير من الشعور بالاستقرار والأمن.
وتوقع البريجادير إد بتلر قائد القوات البريطانية في أفغانستان سقوط المزيد من القتلى في صفوف قواته في إطار الحرب الدائرة حالياً بين هذه القوات وعناصر حركة طالبان، وقال بتلر في تصريحات أعقبت مقتل جنديين بريطانيين مساء السبت (1/7/2006): إنه يتوقع وقوع إصابات وقتلى في صفوف القوات البريطانية، وقد قتل أيضاً خمسة جنود بريطانيين خلال شهر حزيران من هذا العام، وتتكون القوات البريطانية في أفغانستان من أربعة آلاف جندي.
وحسب القوات الدولية فإن أكثر من ثلاثين جندياً أميركياً قتلوا منذ أوائل العام الحالي، وهي أرقام يصعب التأكد منها، وإن كانت موضعاً للتقدير بأنها تخضع للتقليل والتكتم.
وتلمح حكومة قرضاي عادة وتصرح أحياناً بأن قوات طالبان تتلقى دعماً من خارج الحدود الأفغانية - وتحديداً من باكستان -، وقال قرضاي في مقابلة مع البي بي سي (2/7/2006): أنه لا يمكن وقف التدهور الأمني في أفغانستان إذا لم يتم القضاء على معسكرات تدريب "الإرهابيين" خارج الحدود الأفغانية، وتجفيف مصادر تمويلها، وقال وهو يرفض تحديد مصادر الإيواء والتمويل: إن حكومته تجري محادثات مع باكستان، بل إنه (قرضاي) شخصياً على اتصال مع حركة طالبان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد