بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف.
يوم الأحد: 24 من ربيع الآخر 1446هـ الموافق لـ 27 من أكتوبر 2024م.
• نَبَّهتُ وأُنبِّه إلى أن حُضورَ اليقظة، وتَمامَ الوَعْي، في أثناء المذاكرة وفي أثناء القراءة ضرورةٌ، وإلَّا فلا تَشْغَلْ نفسَك بالقراءة؛ لأن هناك غَفَلاتٍ من الكِبار، ومِن كِبار الكِبار، فلا بُدَّ من الوعي حتى نُدرِكَ هذه الغَفَلات.
• كأنَّ الله - سبحانَه وتعالى - جَعل الغفلةَ في الإنسان أمرًا مُحقَّقًا.. مهما كان كبيرًا، ومهما كان جليلًا، ومهما كان عالمًا، لا يَخلُو مِن الغفلة، جَعل الله ذلك لِيَتنبَّهَ الناسُ، ولِيَعُوا ما يقرؤون، ولِيُميِّزوا بين ما فيه غفلةٌ وما لا غفلةَ فيه.
• في الدَّرس الماضي وجدنا غفلةً في كلام عبد القاهر - وهو مِن أكرمِ علمائنا ومِن أجلِّهم عِلمًا - حين نقل نُصوصًا من كلام القاضي عبد الجبَّار [هما نَصَّان؛ أولُهما: «إن الفصاحة لا تَظهر في أفراد الكلمات، وإنَّما تَظهر بالضَّمِّ على طريقة مخصوصة»، والآخرُ هو: «إن المعانِيَ لا تتزايد، وإنَّما تتزايد الألفاظ»]، وقال إنه لا معنى لها إلَّا كذا ولا تَحتمِلُ إلَّا كذا ولكنه أُرِيدَ بها كذا.
ثم وأنا أقرأ هذا عَجِبْتُ كيف يقول القاضي عبد الجبَّار كلامًا لا يَحتمِل إلَّا كذا وهو يُريد به عكسَ ما يَحتمِل! كيف هذا؟! أنا لم أقرأ كلامًا لعالِمٍ أو لجاهلٍ لا يَحتمِل إلَّا كذا ثم يُريد به هو عكسَ ما يَحتمِلُه! فرَجَعتُ إلى كلام القاضي عبد الجبَّار فوجدتُ عبد الجبَّار يُريد ما يُريده عبدُ القاهر، ولو قلتَ إن كلام عبد الجبَّار يُعدُّ من أصول كلام عبد القاهر لم تكن مُخطئًا؛ فمِن هنا لا بُدَّ لنا من التنبُّه، ولا بُدَّ لنا من اليقظة حتى نُميِّز بين الصَّواب والخطأ.
• الغَفَلاتُ مِن عطاء الله لأهل العلم؛ حتى يستيقظوا ويتنبَّهوا، ولذلك قال «مَالِكٌ» منذ الزَّمن القديم: «كُلٌّ يؤخَذ من كلامه ويُترك...».
• القضيةُ الأمُّ التي قضينا فيها دروسًا، وسنقضي فيها - إن شاء الله تعالى - دروسًا هي وقوفُ عبد القاهر على بيان فساد وإفساد فكرة أن مزيَّةَ الكلام ترجع إلى ألفاظه، وهي فكرةٌ كانت قد تَغَلْغَلَتْ، وقلتُ لكم إن أبا هلالٍ العسكريَّ في «كتاب الصِّناعتين» وابنَ الأثير في كتاب «المَثَل السَّائر» وضعا فصولًا في ذلك، ولكنَّ عبد القاهر لا يَمَلُّ من الإلحاح على بيان فسادها.
• لا بُدَّ لك مِن أنْ تَفهمَ كلام العالِم، ثم تَطرح تساؤلاتٍ على كلام العالِم؛ بوَعْيٍ وببصيرةٍ لا بـ«فَهْلَوة».
• سألتُ: لماذا كلُّ هذا الإلحاح الشَّديد من عبد القاهر على بيان فساد وإفساد فكرة أن مَزِيَّةَ الكلام ترجع إلى ألفاظه؟ فوجدتُ أن عبد القاهر يَرمِي إلى شيء جليلٍ جدًّا؛ هو أنَّك وأنت تقرأ الشِّعرَ والبيانَ العالِيَ لا يَجوز أن تُشغَلَ إلَّا بمعانيه، لا يَجوز أن يتفلَّتَ مِن وعيك شيءٌ، وإنَّما يكون وَعيُك كلُّ وَعيِك، وعقلُك كلُّ عقلِك، وبَصرُك كلُّ بصرك = مُتنبِّهًا فقط إلى المعاني؛ لأنه بالمعاني - وبها وحدَها - يَفْضُلُ كلامٌ كلامًا، وبالمعاني - وبها وحدَها - يَفْضُلُ كلامُ الله كلَّ كلام.
• بالمعاني وحدَها يَفْضُلُ كلامُ الله كلَّ كلام؛ لأنه يُدهِشُك كيف أن القرآنَ أَعْجَزَ الجنَّ والإنسَ مِن يومِ أنْ نَزلَ إلى يومِ أنْ يُنفخَ في الصُّور؛ فتَجِدُ أن المعانِيَ تتوافَى عليك مِن الكلمات، وكأنَّ الكلماتِ عُيونٌ تَفِيضُ منها المعاني، وتقرأ الشِّعرَ فتَجِدُ شيئًا مِن هذا ولكنه ليس على هذا المستوى، وتقرأ النَّابغةَ ولَبيدًا، وبينهما فرقٌ، فتَجِدُ الفَرقَ في أن فَيْضَ معاني النَّابغة أغزرُ مِن فَيضِ معاني لَبِيد.. وهكذا؛ فالقضيةُ قضيةُ أفكارٍ وليست قضيةَ ألفاظ.
• مِن الأدلَّة التي ذكرها عبدُ القاهر على أن فَضْلَ كلامٍ على كلامٍ يرجع إلى مزايا في المعاني وليس إلى مزايا في الألفاظ = أنَّ فَضْلَ كلامٍ على كلامٍ يُستنبَط بالفِكْر، وليس في الألفاظ ما يُستخرَج بالفِكْر؛ لأن الألفاظَ أوضاعٌ لُغوية، وليس في اللَّفظ إلَّا الدلالة اللغوية، أمَّا أن يكون في الكلام شيءٌ لا يُستخرَج إلَّا بالفِكْر فهذا هو المعاني، التي ليست معانِيَ كلمات، وإنَّما مَعانٍ أنتجتْها علاقاتُ المعاني وروابطُها بين الكلمات، وهذه العلاقاتُ وهذه الرَّوابطُ هي التي سمَّاها عبدُ القاهر: «معاني النَّحو».
• عبد القاهر حين يقول إن القضيةَ في معرفة فَضْلِ كلامٍ على كلامٍ هي قضيةُ مَعانٍ لم يَتْرُكْكَ حائرًا، وإنَّما وَضَع يدَك على أصلِ إنتاجِ المعنى، وأخبرك أين تَكْمُن المعاني، وقال لك إن المعانِيَ لا تَكْمُنُ في الألفاظ، وإنَّما تَكْمُنُ في روابط معاني الكلمات وعلاقاتِها بعضِها ببعض.
• مَوطِنُ المعاني في البيان ليس هو الألفاظ، وإنَّما هو روابطُ معاني الألفاظ وعلاقاتُها؛ تَعلُّقُ الكلمة بالكلمة. مُرادُ الشَّاعر أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، مُرادُ المتكلِّم أين يَسكن؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، بلاغةُ سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أين تَسكن؟ تَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة، كلامُ الله المُعجِزُ أين يَسكنُ إعجازُه؟ يَسكنُ في تعلُّقِ الكلمة بالكلمة.
• لا أُحِبُّ أن أحفظَ علمًا مِن غيرِ أن أعرِفَ جوهرَه ومِن غير أن أعرِفَ سِرَّه.
• ممَّا أكرمني الله به أنني لم أَدَعْ شاعرًا جاهليًّا إلَّا وقرأتُ شِعرَه.
• امرؤ القيس قُدوةُ الشُّعراء، كما وَصَفه عليُّ بن أبي طالب رضوانُ الله عليه بصَرْف النَّظر عن مسألةِ: «ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ»، ومسألةِ: «وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خِباؤهَا»، ارمِ كلَّ هذا، إنَّما هو في بيانِه قُدوةُ الشُّعراء.
• أردتُ أن أعرِفَ الفرقَ بين شعر امرئ القيس وشعر النَّابغة، وأنا أُحِبُّ النَّابغةَ أكثرَ مِن حُبِّي لامرئ القيس، وأُحِبُّ زُهيرًا أكثرَ مِن حُبِّي للنَّابغة؛ كلُّ شاعرٍ له قضية: النَّابغةُ رَجلٌ رائع، رَجلُ قومِه، وزُهير بن أبي سُلمى رَجلٌ مُحِبٌّ للسَّلام، وكلُّ شاعر له مَزِيَّة - فكنتُ أقرأ شِعرَ هذا وشِعرَ ذاك لكي أتبيَّن أن فَضْلَ هذا على ذاك إنَّما هو راجعٌ لِما أسكنَه كلُّ واحدٍ منهما من المعاني في علاقات الكلمات.
• عبد القاهر لا يُعلِّمني البلاغةَ فقط، عبد القاهر يُعلِّمني كيف أقرأ الأدبَ والشِّعرَ، كلامُ العلماء عجيبٌ جدًّا! تَظنُّ أنه يُعلِّمُك البلاغةَ، وهو نَعَمْ يُعلِّمك البلاغة، ولكنه نَعَمْ ونَعَمْ ونَعَمْ يُعلِّمك كيف تقرأ البيان، وكيف يَكون بيانُ الناس غذاءً لبيانك، وكيف ينمو عقلُك بكثرة القراءة فيما نَمَتْ به عقولُ العلماء وعقولُ الشعراء وعقولُ أهل البيان، فكأنه يُكوِّن منك إنسانًا.
• لا قيمةَ لعلمٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لدَرسٍ لا يَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لحياةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل، ولا قيمةَ لسياسةٍ لا تَصنعُ إنسانًا أفضل.
• مَن يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأفضلُ، ومَن لا يَصنعِ الإنسانَ الأفضلَ فهو الأَخَسُّ.
• جَنَّةُ الدُّنيا في أن تَصنعَ إنسانًا أفضل، وإنْ صَنعتَ إنسانًا أفضلً وأنت على ظهرها أكرمَك اللهُ وأنت في بَطنِها.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «ثمَّ إنَّا نَعلَمُ أن المَزِيَّة المطلوبةَ في هذا الباب مَزيَّةٌ فيما طريقُه الفِكرُ والنَّظر»، قال شيخُنا: يا وَلَد، لو لم أُعلِّمْك شيئًا إلَّا هذه الكلمة لكَفَتْ؛ طَريقُ بنائك هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ بناء الشُّعوب هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ القوَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريقُ الحريَّة هو الفِكْرُ والنَّظَر، طريق الازدهار هو الفِكْرُ والنَّظَر، عجيبٌ جدًّا!
• تدبُّرًا لقوله تعالى على لسان سيِّدنا نُوح: {يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}، قال شيخُنا: ليس في شَرعِ الله وليس في خُطط الأنبياء أنْ يُلزموا العقلَ الإنسانيَّ بما كَرِه، ولو كان بَيِّنةً من الله، وإنَّما يجب أن يكون مُختارًا؛ يَدخُل الجنَّةَ وهو مُختار، ويَدخُل النَّارَ أيضًا وهو مُختار، يُترَكُ العقلُ وما يَختار: إن اختار الهُدى دخل به الجنة، وإن اختار الضَّلالَ دخل به النَّار، المُهمُّ أن يَدخُلَ النَّارَ وهو مُختار.. فأين دليلُ الاستبداد يا مولانا؟!
• تعليقًا على استبعاد عبد القاهر إعجازَ القرآن مِن طريقِ النَّغَم، قال شيخُنا: قُلْ إنَّ كلَّ ما في القرآن مُعجِز، ولا تَبحثْ عن وجهٍ واحد، نحن الآن نقول مع عبد القاهر إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه، لكنَّ عبد القاهر لم يَقُلْ إنه ليس مُعجِزًا إلَّا بنَظْمِه، هو قال إنه مُعجِزٌ بنَظْمِه وتَرك وجوهَ الإعجاز الأخرى للباب المفتوح.
• شاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العربِ نَحْو العربيَّة من سيبويه الفارسي، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب فصاحةَ العرب من الجاحظ الذي هو مِن أبناء «حام»، وشاء الله أن يَتعلَّم أبناءُ العرب تفسير القرآن من الزمخشري وهو ليس منهم، وشاء الله أن يُعلِّمنا علمَ الفصاحة والبلاغة مَن ليس منَّا.. عجيبٌ!!
• قرأتُ قديمًا لواحدٍ من المستشرقين أنه قال: «يُدهشني أنِّي لم أجدْ لُغةً أعيانُ علمائها وخُدَّامها مِن غير أبنائها إلَّا هذه العربيَّة!»، ليس هناك لغةٌ من لُغات العالَم قام على خدمتِها رجالٌ مِن غير عِرْقِها ومِن غير جنسِها إلَّا هذه العربيَّة؛ لأن هؤلاء لا يَخدمُون العربيَّة لذاتها، وإنَّما يَخدمُونها ليَفهموا بها كلام الله وكلام رسوله.
• يَسَّرَ الله العربيَّة للذِّكْر، حتى إن كلَّ مَن دَخلَ في دين الله دَخلَ في هذه اللغة، وأدهشني أني رأيتُ قُوطيًّا على نَصرانيتِه يَكتبُ شِعرًا باللِّسان العربي؛ لأنه أحبَّ اللغةَ فدَخلَ فيها ولم يَدخُل في دين الله، هذا تاريخٌ يجب أن يُعلَم وأن يُدْرَس.
• ندعو كلَّ مَن دَخلَ في دين الله لأن يَدخُلَ في هذا اللِّسان العربي؛ حتى يُحْسِنَ فَهْمَ كلامِ الله.
• قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، ولا يمكن أن يُيسِّرَ اللهُ القرآنَ للذِّكْر مِن غير أن يُيسِّر لُغتَه للذِّكر، لا يمكن أن تكون العربيَّةُ صعبةً وقد يَسَّر الله بها القرآنَ للذِّكْر.
• أدنى تحريك لعلاقة الكلمات يَنقُلُ الكلمة من البلاغة إلى غير البلاغة، ويَنقُلُها من الإعجاز إلى غير الإعجاز، عجيب! وليس عجيبًا فقط، إنَّما يُعلِّمك الخفايا والدَّقائق والغوامضَ التي لا بُدَّ أن يَعِيَها وعيُك، وإلا لالتبسَ عليه كلامُ الله بكلام النَّاس، ولوَقعَ في الضَّلال العظيم.
• أنا مِن عُشَّاق كلِّ ما يُستعان عليه بالنَّظر؛ لأن الله فَضَّلني على الدَّوابِّ بهذا العقل.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. ولئن كانت العامَّةُ وأشباهُ العامَّة لا يكادون يَعرِفُون الفصاحة غير ذلك، فإنَّ مِن ضَعْف النَّحيزة إخطارَ مثلِه في الفِكْر وإجراءَه في الذِّكْر وأنتَ تَزعُم أنك ناظرٌ في دلائل الإعجاز»، قال شيخُنا: عبدُ القاهر يُعلِّمنا أن ما يقوله العامَّةُ لا يَجب أن يَنظُرَ إليه العلماءُ وهم يتحدَّثون في العلوم الجليلة؛ كعلم دلائل الإعجاز، إلَّا إذا كان ما يقوله العامَّةُ يَلتبِس على بعض العلماء فيُرددونه، وحينئذٍ يجب الوقوفُ عنده؛ فعبد القاهر يُعلِّمني كيف أُفكِّر وكيف أُدرِّس وكيف أنتقي القضايا التي أناقشها وأعالجها.. لا تُشغَلْ بقضايا العامَّة وأنت تتناول علمًا جليلًا إلَّا إذا كان كلامُ العامَّة يَجِدُ سبيلَه إلى عقول بعض الخاصَّة.
• الجاحظُ شيخُ شُيوخ البيان العربي؛ لأنك لو أحببتَ أن تَستخرجَ من «دلائل الإعجاز» الذين صَنعوا عقلَ عبد القاهر ستَجِدُ الجاحظَ، وهو ليس عربيًّا، وشُيوخُ البيان العربي الذين خَرَّجَهم ليسوا عَربًا، وكذلك مِن أكرمِ شُعرائنا بشَّار؛ لم يكن عربيًّا، وكان يقول إن قومه هم قُريش العَجَم!!
• هناك لَفتةٌ جليلةٌ جدًّا مِن عبد القاهر؛ هي أنه قال إن غريبَ القرآن ليس غريبَ ألفاظ، وإنَّما هو غريبٌ في مجازات الألفاظ.
• يا سيِّدنا، لا تتكلَّم في البلاغة إلَّا إذا سَمعْتَ كلامًا، ودَلَّتْ ذائقتُك البيانيةُ على أنَّ فيه شيئًا جيِّدًا، قبل الكلام في البلاغة هناك ذائقةٌ بيانيةٌ تشير إلى أن هذا اللَّفظ جيِّد؛ ذائقةٌ بيانيةٌ هي الخطوةُ الأولى التي تكتشف الطريق، هي الطَّليعةُ الأولى، فإذا أشارت الذائقةُ البيانيةُ إلى أن هذا اللفظ جيِّد تَقدَّمت البلاغةُ لتبحثَ عن سِرِّ جودتِها.
• كان الرَّافعيُّ - رحمه الله - حين تُعجِبه كلمةٌ مثلُ قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}، كان يقول: لو جُمِعتْ ألسنةُ النَّاس جميعًا في فَمٍ واحدٍ ما قالوا: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد