حلقة 33: إزالة المرأة للشعر من سيقانها - صلة الأقارب الذين لا يصلون - هل يكفي الإيمان بالقلب من دون عمل - يشترط الإسلام لقبول الأعمال - عمل المرأة خارج البيت - حكم الانتحار - حكم من ترك رمي الجمار في اليوم الثاني من أيام التشريق

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

33 / 50 محاضرة

حلقة 33: إزالة المرأة للشعر من سيقانها - صلة الأقارب الذين لا يصلون - هل يكفي الإيمان بالقلب من دون عمل - يشترط الإسلام لقبول الأعمال - عمل المرأة خارج البيت - حكم الانتحار - حكم من ترك رمي الجمار في اليوم الثاني من أيام التشريق

1-هل يجوز في الشرع أن تزيل المرأة الغير المتزوجة الشعر الموجود في ساقيها، وفوق الشفاة، ونحن نعلم أن مكان هذا الشعر هو تشبه بالرجل، هل يمكن إزالة الشعر الظاهر في هذه المناطق أم لا يجوز؟

أما في السيقان فلا أعلم فيه شيئاً، لا أعلم فيه حرجاً، وأما الذي على الشفتين فكذلك يزال، لأنه شارب، والشارب للرجل، ففي بقائه نوع من مشابهة الرجل، فإذا خرج شعر على محل الشفة، في محل الشارب فالأولى إزالته حتى لا تكون مشابهة للرجل.       
 
2- إن الله عز وجل أمرنا بصلة الرحم ولكن أقاربي غير متدينين ولا يصلون وغير متحجبين، كذلك أمي وأخواتي وإخواني ووالدتي، وإنني والحمد لله مسلمة ومتحجبة ولا أتصل بأي أجنبي ولا أخرج من البيت، وأعمل دائماً على حل مشاكل البيت وتبيين فوائد الإسلام والسنة النبوية لأهلي، ولكن دون فائدة، فهل أحرجهم أو ابتعد عنهم؟
أيها الأخت في الله، أنت مشكورة على هذا العمل الطيب، وعلى هذه المناصحة ، وعلى التزام حكم الإسلام بالحجاب وغيره فجزاك الله خيراً وبارك فيك وثبتنا وإياك على الحق، ونوصيك بتقوى الله والصبر، والمصابرة على دين الله ونوصيك أيضاً بالعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والعناية بالسنة المطهرة، وتدبر معانيها، مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، كتاب جيد، عمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي، كتاب جيد في الحديث، كتاب جيد، منتقى الأخبار لابن تيمية، كتاب جيد، رياض الصالحين للنووي رحمه الله كتاب جيد، نوصيك بمطالعة هذه الكتب المفيدة، كذلك كتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب، وفتح المجيد لحفيده، الشيخ عبد الرحمن بن حسن، كتاب جيد، هذه الكتب وما أشبهها مفيدة ونافعة، وهكذا كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية، كتاب مفيد، اقتضاء الصراط المستقيم له أيضاً، مفيد، والعقيدة الواسطية له أيضاً، مفيدة، ونوصيك بالصبر على نصيحة الوالدة والأخوات والأقارب، تنصحينهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، لأن الله يقول جل وعلا : وتعاونوا على البر والتقوى، وهذا من ذلك، ولو جرى بعض الشيء من الأذى أو الاستهزاء، لا يهمك، اصبري وصابري، قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم)، وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. فأنت أيها الأخت في الله اصبري وصابري، وللوالدة وللأقارب حق عليك وأعظم الحق النصيحة، انصحيهم دائماً بالأسلوب الحسن وفي الأوقات المناسبة من جهة العناية بالصلاة والمحافظة عليها، من جهة الحجاب، من جهة عدم الخلوة بالأجنبي، المرأة وحدها، وما أشبه ذلك، من جهة الوصية بتقوى الله في جميع الأمور، من جهة تعلم القرآن الكريم والعناية به إلى غير ذلك. أنت على خير، إن قبلوا منك فهذا هو المطلوب، وإن لم يقبلوا فقد أديتِ ما عليك ولا تيأسي أبدا، نسأل الله لنا ولكِ التوفيق والهداية، ونسأل الله لأقاربك ِ التوفيق والهداية ، وصلاح الحال.  
 
3- هل الإيمان بالقلب كفاية أن يكون الإنسان مسلماً بعيداً عن الصلاة والصوم والزكاة؟
لا يكفي الإيمان بالقلب لا يكفي عن الصلاة وغيرها، يجب أن يؤمن بقلبه، وأن الله واحد لا شريك له وأنه ربه وخالقه، يجب أن يخصه بالعبادة سبحانه وتعالى، ويؤمن بالرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الناس، كل هذا لا بد منه هذا أصل الدين وأساسه، لكن لا بد مع ذلك من الصلاة وبقية أمور الدين، فإذا صلى فقد أدى ما عليه، وإن لم يصلي كفر، لأن ترك الصلاة كفر، أما الزكاة والصيام والحج وبقية الأمور إذا اعتقدها وأنها واجبة ولكن تساهل، ما يكفر بذلك، يكون عاصي، يكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً، لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد الإيمان بالطاعات والأعمال الصالحات، وينقص بالمعاصي، أما الصلاة وحدها خاصة فإن تركها كفر عند جمعٍ من أهل العلم، وهو أصح قولي العلماء بخلاف بقية الأمور، العبادات، الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فإن تركها ليس بكفر على الصحيح، كفر أكبر، ولكن نقص في الإيمان ، وضعف في الإيمان، وكبيرة عظيمة، ترك الزكاة كبيرة عظيمة، ترك الصيام كبيرة عظيمة، ترك الحج مع الاستطاعة كبيرة عظيمة، ولكن لا يكون كفراً أكبر إذا كان مؤمناً بأن الزكاة حق، وأن الصيام حق، وأن الحج مع الاستطاعة حق، ما كذب بذلك، ولا أنكر وجوب ذلك، ولكنه تساهل بالفعل، فلا يكون كافراً بذلك على الصحيح، أما الصلاة فإنه إذا تركها يكفر في أصح قولي العلماء، كفراً أكبر نعوذ بالله، تركها بالكلية، وأما الشهادتين، إذا شهد أن الله رب الجميع، وإله الجميع وأنه لا إله سواه، يعني لا معبود بحقٍ سواه، والشهادة بأن محمد رسول الله، هاتان الشهادتان هما أصل الدين، هما أساس الملة، فذهب جمع من أهل العلم وهو قول الأكثر من الفقهاء أنه يكون مسلماً بذلك، ولو لم يصلي، إذا كان يعتقد وجوب الصلاة والصوم والحج إلى غير ذلك، لكن لا يفعل، يتساهل، فإن الأكثر من الفقهاء لا يكون كافراً كفرا ً أكبر إذا ترك ذلك يبقى مسلماً عاصياً على خطر من دخول النار ولا يكفر بذلك، وذهب جمع من أهل العلم إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر وهو الأرجح كما تقدم وهو الأصح، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولقوله عليه الصلاة والسلام : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)،كما تقدم في جواب السؤال السابق فينبغي الانتباه لهذا، أما بقية أمور الدين الواجبة من الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، إذا كان المؤمن بالله ورسوله يعتقد وجوبها ولا ينكر وجوبها ولكنه قد يتساهل في فعلها فهذا لا يكون كفراً أكبر، ولكن يكون نقصاً في الإيمان ويكون ضعفاً في الإيمان، ويكون عاصياً مستحقاً لدخول النار وغضب الله إلا أن يعفو الله عنه - سبحانه وتعالى - لقوله عز وجل:إن الله يغفر لا يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فجعل ما دون الشرك تحت مشيئة الله، فعلم بذلك أن المعاصي تحت مشيئة الله ولا يكون بها كافراً كفراً أكبر، بل يكون عاصياً ويكون ضعيف الإيمان.  
 
4- هذا السؤال فيه شيء يتردد بين أوساط الناس يقولون مثلاً: الصلاة يشترط لها الإسلام، وكذلك الحج يشترط له الإسلام، فالإنسان قد يكون مسلماً ولو لم يأت ببقية أركان الإسلام، وأنتم أجبتم على هذا لكن نريد تجلية هذا الموضوع؟
هو مسلم بالشهادتين، متى أقر بالشهادتين ووحد الله عز وجل وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم دخل في الإسلام ثم يضبط فإن صلى تم إسلامه، وإن لم يصلي صار مرتداً، وهكذا لو أنكر الصلاة بعد ذلك صار مرتداً، أو أنكر الصيام قال ما هو واجب الصيام، صيام رمضان صار مرتداً أو قال الزكاة ليست واجبة صار مرتداً، أو قال الحج مع الاستطاعة غير واجبة صار مرتداً، أو استهزئ بالدين أو سب الرسول صار مرتداً، فهذا ينبغي أن يكون واضحاً، فإذا دخل في الإسلام بالشهادتين حكم له بالإسلام ثم ينظر بعد ذلك في بقية الأمور فإن استقام على الحق تم إسلامه، وإن وجد منه ما ينقض الإسلام من سب الدين، من تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم-، من جحدٍ لما أوجب الله من صلاةٍ أو صوم، من جحدٍ لما حرم الله، كما لو قال : الزنا حلال، يرتد عن الإسلام بهذا ولو صلى وصام، ولو قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، لو قال إن الزنا حلال وهو يعلم الأدلة وقد أقيمت عليه الحجة، يكون كافراً بالله كفراً أكبر والعياذ بالله، أو قال الخمر حلال وقد بين له الأدلة ووضحت له الأدلة ثم أصر أن يقول الخمر حلال يكون كفر، كفراً أكبر، ردة عن الإسلام نعوذ بالله، أو قال مثلاً أن العقوق أن يعق والديه حلال هو ردة عن الإسلام - نعوذ بالله - أو قال شهادة الزور حلال، يكون ردة عن الإسلام بعد أن يبيّن له الأدلة الشرعية، كذلك إذا قال الصلاة ما هي واجبة، الزكاة ما هي واجبة، رمضان، صيام رمضان ما هو واجب، الحج مع الاستطاعة ما هو واجب كل هذه نواقض من نواقض الإسلام يكون كافراً ، إنما الخلاف إذا قال الصلاة واجبة ، ولكن لا أصلي، هذا محل خلاف، هل يكفر أو ما يكفر، وهو يقول : الصلاة واجبة، ولكن أنا أتساهل ما أصلي فهنا الفقهاء يقولون: لا يكفر ويكون عاصياً، يستتاب فإن تاب وإلا قتل حداً، وذهب آخرون من أهل العلم وهو المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم أنه يكفر بذلك كفراً أكبر، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً. لقول الله جل وعلا: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، فدل على أن الذي لا يقيم الصلاة لا يخلى سبيله ، بل يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وقال : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين، فدل على أن الذي لا يقيم الصلاة، لا يصلي، ليس بأخي في الدين.  
 
5-  هل على المرأة أن تعمل كما أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعمل، أقصد العمل خارج الدار؟
لها أن تعمل، بل يجب عليها أن تعمل ما يعيشها ويحفظ عليها حياتها، إذا كان ما عندها مال، ولا عندها من ينفق عليها، يلزمها أن تعمل خياطةً أو غير ذلك من الأعمال، أو صنعةً تحسنها - نساجة - غير ذلك، الشيء الذي تستطيعه على وجهٍ لا تختلط به مع الرجال، لا تخلو به مع الرجال، في بيتها، في محل مصون، ليس فيه ريبة، تعمل الشيء الذي تستطيع، من نساجة، من خرازة، من حدادة، من غير ذلك من الأشياء التي تستطيعها حتى تعيش نفسها، ومن تحت يدها من ذرية، أما إذا كان عندها من يقوم بحالها من أبٍ أو زوجٍ فليس عليها أن تعمل، بل تكتفي بهذا وتعمل في بيتها في طاعة زوجها.  
 
6- قرأت في كتاب النصيحة في الأدعية الصحيحة، عن ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحييني ما دامت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم، والسؤال: هل يعني هذا الدعاء عدولاً عن الانتحار؟، وفي أي وقت من الصلاة يمكن أن يستجاب مثل هذا الدعاء؟
نعم، ليس عليها الانتحار، ولا لغيرها الانتحار لضرٍ أصابها، ليس لمسلم أن ينتحر ولا لمسلمة أن تنتحر لضرٍ أصابهم من مرض أو من جراحات أو مضايقات أو فقر أو ما أشبه ذلك، بل الواجب الصبر ولا بأس بهذا الدعاء، أن يقول الإنسان في صلاته أو غيرها: (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وهذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ثبت من وراية النسائي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الدعوات: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وذكر دعوات أخرى. فالمقصود أن من دعوات النبي:(اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وحديث أنس بن مالك هذا الذي ذكرته السائلة رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، حديث عظيم وهو يدل على أنه لا حرج بالسؤال هذا: (اللهم أحيني ما دامت الحياة خيراً لي، وتوفي إذا كانت الوفاة خيراً لي)، وإذا دعاء بهذا الدعاء في السجود أو في آخر الصلاة قبل السلام فهو حسن؛ لأن السجود يستجاب فيه الدعاء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، وهكذا الدعاء في آخر الصلاة، دعاء في محله والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر به لما علَّم أصحابه التحيات قال لهم بعد ما علمهم الشهادة ثم ليتخير من الدعاء ما يجمعه فيدعو، بعد ما علمهم التشهد قال : (ثم ليتخير من الدعاء أعجبهم إليه فيدعو)، فالمؤمن يدعو في آخر الصلاة مما يسر الله له من الدعوات الطيبة وهكذا في السجود.  
 
7- قمت بأداء فريضة الحج في عامنا هذا المنصرم مع زملاء لي حجوا أكثر من مرة، والذي حصل أننا قمنا برمي الجمرات في يومين فقط، أي لم نبق في مكة بعد اليوم الأول من أيام العيد إلا يوم واحد، وفي اليوم الثاني بعد الظهر خرجنا من مكة على أساس أننا تعجلنا في يومين، على اعتبار اليومين اليوم الأول الذي هو يوم العيد، واليوم الثاني من أيام العيد، أرجو التكرم بإفتائنا في ذلك، ولكم الشكر؟ وما يجب علي من القيام بعمل، بالرغم أنني بعيد عن مكة كثيراً؟
الذي خرج لمكة في حجه في العام الماضي أو غيره ولم يرم الجمار إلا في يوم العيد واليوم الذي يليه، عليه دم، ذبيحة كالضحية إما جذعة ضأن أو ثني معز أو سبع بدنة أو سبع بقرة، في مكة، تذبح في مكة وتوزع بين الفقراء، فقراء مكة، هذا هو الذي عليه، لأن الواجب أن يرم يوم العيد واليومين الذي بعده، والأيام التي فيها التعجل، في أيام التشريق ثلاثة، التي قال الله فيها :فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه، هذه أيام التشريق، أولها الحادي عشر، وآخرها الثالث عشر، أما يوم العيد فليس منها، فالواجب على الحجاج أن يرموا يوم العيد، جمرة العقبة والأفضل في الضحى، ومن رماها في آخر الليل، في ليلة العيد، أو في الظهر من يوم العيد، أو في العصر أجزأ، كله رمي، في النصف الأخير من ليلة العيد، ولا سيما الضعفاء، ويوم العيد كله رمي، أما يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر فهذه ترمى فيها الجمار بعد الزوال، يعني بعد دخول وقت الظهر ولا يجوز أن يرموها قبل الزوال، قبل الظهر إنما الرمي يكون بعد الزوال كما رماها النبي - عليه الصلاة والسلام-، وإذا أحب التعجل في اليوم الثاني عشر، بعد الرمي، يرمي بعد الزوال ثم يتعجل ويذهب إلى مكة يطوف طواف الوداع، هذا لا بأس، وليس يوم العيد منها، فأولها الحادي عشر، وآخرها الثالث عشر، فإذا رمى الحادي عشر والثاني عشر فلا بأس أن يتعجل، فيذهب إلى مكة ويطوف طواف الوداع، أو طواف الحج إن كان ما طاف طواف الحج، ويجزيه عن طواف الوداع، إذا طاف طواف الحج بعد رمي الجمار، وخرج إلى بلاده سافر في الحال أجزأه عن طواف الوداع، وإن طاف طواف الحج يوم العيد أو بعده ثم طاف طواف الوداع عند خروجه فهذا أكمل وأفضل، والذي خرج في اليوم الثاني عشر أو في آخر اليوم الحادي عشر ولم يرم إلا يوم العيد واليوم الذي بعده فقط، يظن أن يوم العيد هو أحد الأيام الثلاثة فقط غلط، وعليه دم كما تقدم لأنه ترك بعض الواجب وهو الرمي في اليوم الثاني عشر. لكن ألا يدخل في هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -:(رفع عن أمتي الخطأ والنسيان)؟ ترك الواجبات ماهو بداخل عند العلماء، ترك الواجبات ما يدخل في هذا، هذاك في المحظورات أما هذا ما يدخل فيه، وإذا كان ما بات ليلة اثنا عشر في منى وهو قادر فعليه أيضا عن هذا دم أو صدقة إذا كان ليلة اثنا عشر ما بات في منى بات في مكة وهو قادر عند المسجد في منى يستطيع هذا ينبغي أن يتصدق بشيء أو يفدي عن ذلك لأن المبيت بمنى واجب مع القدرة. أيها السادة نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا فيه...  

430 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply