حلقة 214: الشك في الرضاع - حكم القيام للقادم والتقبيل والمصافحة - الدعاء والتوسل بجاه الله - الذكر المشروع بعد الصلاة - الكلام في المسجد عن الدنيا - الصلاة للكبير المسن - حكم التوسل ة بمن يسمون بالأولياء - أثر لأصابع الرسول على حجر في مصر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 50 محاضرة

حلقة 214: الشك في الرضاع - حكم القيام للقادم والتقبيل والمصافحة - الدعاء والتوسل بجاه الله - الذكر المشروع بعد الصلاة - الكلام في المسجد عن الدنيا - الصلاة للكبير المسن - حكم التوسل ة بمن يسمون بالأولياء - أثر لأصابع الرسول على حجر في مصر

1- عقدت مهري على بنت خالتي، ولم أدخل بها، وحدثت مشاجرة بيني وبين جدتي أم والدتي، فقالت: إنك لا تستحق الحليب الذي رضعته مني، وعند ذلك انتبهت إلى كلامها، فسألتها عن عدد الرضعات، فقالت لي: لقد أرضعتك مع خالتك، ولم أعلم عدد الرضعات والآن أنا متحير في هذه المسألة، أرجو أن تفتوني مشكورين، مع العلم أني لم أدخل بها إلى الآن.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن الرضاعة التي يحصل بها التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات معلومات, فإذا كانت جدتك لم تعلم هذه الرضعات ولم تحفظها فإنه لا حرج عليك في زواج بنت خالتك؛ لأن الرضعات التي يحصل بها التحريم لا بد أن تكون خمس رضعات معلومات, فإذا كانت الجدة شاكة في ذلك وليس عندها علم عن عدد الرضعات لا خمس, ولا أقل, ولا أكثر فإن هذا الرضاع ليس عليه عمل ولا يعتمد, ولا حرج عليك في زواج ابنة خالتك وفق الله الجميع. بارك الله فيكم  
 
2- حصل مناقشة وكلام في وقت غضب بيني وبين زوجتي، فأردت أن أتهجم عليها، فكان الناس يمنعونني عن التهجم عليها فقلت لهم، إن عيشتها معي حرام ثلاث مرات، ولكن بدون أي حلفان يمين، وهي تعيش معي، فهل علي كفارة في هذا؟
عليك عن هذا كفارة يمين قولك إن عيشتها معك حرام عليك أن تكفر كفارة يمين عن هذا الأمر, ولا يضرك شيء بعد ذلك؛ لأن هذا حكمه حكم اليمين تكفر كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو عتق رقبة, وإطعامهم معنى يعطى كل واحد نصف صاع من تمر, أو أرز, أو غيره من قوت البلد, ونصف الصاع كيلوا ونصف تقريباً, ويكفي هذا والحمد لله, وعليك التوبة والاستغفار؛ لأن المسلم لا يحرم ما أحل الله له. بارك الله فيكم  
 
3- ورد في تفسير الجلالين في صفحة (324) روى أنس بن مالك قال: (قلنا يا رسول الله، أينحني بعضنا إلى بعض إذا التقينا؟ قال: لا. قلنا: أفيعتنق بعضنا بعض؟ قال: لا. قلنا أفيصافح بعضنا بعضاً؟ قال نعم) وقال- صلى الله عليه وسلم-: (من سره أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار، وكان صلى الله عليه وسلم: لا يُنحنى له، ولا تقبل يده مع السلام)، وورد في كتاب تربية الأولاد في الإسلام -تأليف عبد الله علوان- تحت عنوان: تقبيل يد الكبير: أخرج أحمد والبخاري في الأدب الصغير، وأبو داود، وابن الأعرابي عن زارع وكان في وفد عبد القيس قال: (لما قدمنا المدينة جعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله)، وروى البخاري في الأدب المفرد عن صهيب، قال: (رأيت علياً يقبل يد العباس ورجليه)، انتهى الكلام المنقول من المرجعين المذكورين، السؤال: أي الأقوال هو الصحيح، والواجب والسنة إتباعه في السلام جزاكم الله خيراً؟
أما الحديث الأول حديث أنس أنهم قال: (يا رسول الله! أيلقى أحدنا أخاه فينحني له؟ قال: لا. قالوا: فيلتزمه فيقبله؟ قال: لا ، قال: فيصافحه؟ قال: نعم) هذا الحديث ضعيف الإسناد عند أهل العلم ليس بصحيح ولكن معناه من جهة الانحناء صحيح لا يجوز الانحناء لأحد السلام لا يكون بالانحناء لا للكبير ولا للصغير, ولكن يسلم وهو منتصب بغير انحنى والسنة المصافحة, فإذا كان قدوم من سفر فالسنة المعانقة. قال أنس - رضي الله عنه - في الحديث الآخر رواه الطبراني بإسناد جيد: (كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا), وهكذا قال الشعبي عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, وهكذا جاء في أحاديث أخرى كان الصحابة يتلاقون ويتصافحون, وكانوا يصافحون النبي-عليه الصلاة والسلام- فالسنة المصافحة عند التلاقي, وإذا عانق أخاه عند طول الغيبة, أو عند قدومه من السفر فلا حرج في ذلك, وقد جاء في هذا أخبار كثيرة تدل على أنه لا بأس بالمعانقة, ولا بأس من تقبيل ما بين العنين والرأس عند اللقاء عند القدوم من السفر, ومثلها طول الغيبة لا حرج في ذلك, أما الانحناء فلا يجوز الانحناء, وأما تقبيل اليد, أو الرجل فالأفضل تركه وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قبله بعض أصحابه في بعض الأحيان قبل يده, وبعضهم قبل قدمه, وثبت أن بعض اليهود قبلوا يده وقبلوا قدمه لكن هذا قليل فإذا فعله المؤمن مع شيخه, أو مع الإمام الكبير, أو مع العالم, أو مع والده بعض الأحيان فلا بأس, أما اتخاذه طريقة متبعة فلا ينبغي بل يكره, وإنما ينبغي له أن يعتاد المصافحة, وإذا قبل يد العالم, أو يد أبيه بعض الأحيان من غير اتخاذه عادة فلا حرج في ذلك إن شاء الله, وأما الحديث الثاني وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار) فهذا حديث صحيح, ولا يجوز للمؤمن أن يحب هذا لنفسه أن الناس يقومون له وينتصبون له تعظيماً له لا يجوز له أن يحب ذلك؛ لكن إذا قام إليه أخوه وقابله وأخذ بيده وصافحه فلا بأس بذلك, وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للأنصار أو للصحابة جميعاً لما قدم سعد للحكم في بني قريضة قوموا إلى سيدكم يعني للسلام عليه والترحيب به, فالقيام إلى الشخص للترحيب به ومصافحته، وإنزاله من دابته, أو إنزاله في المجلس كل هذا لا بأس به, وثبت أيضاً في الصحيحين أن طلحة بن عبيد الله التيمي - رضي الله عنه - أحد العشرة المشهود لهم بالجنة لما جاء كعب يوم تاب الله عليه ودخل المسجد والناس حول النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إليه طلحة مهرول فصافحه وهنأه بتوبة الله عليه, ولم ينكر ذلك النبي-عليه الصلاة والسلام-وكان النبي يقوم إلى فاطمة إذا دخلت عليه فيصافحها, ويقبلها, ويجلسها في مكانه, وكانت تقوم إليه إذا دخل عليها - رضي الله عنها - وتقبله وتأخذ بيده كل هذا لا بأس به, أما أن يقوم الناس قياماً تعظيماً للشخص عند دخوله فقط فلا ينبغي هذا كان النبي يكره ذلك, وكان الصحابة لا يقومون لكراهته لهذا- عليه الصلاة والسلام- أما أن تقوم لمقابلته ومصافحته وإجلاسه في مكانك, أو في مكان آخر مناسب, أو تصافحه وتنزله من دابته, أو من سيارته وتساعده في ذلك, أو للترحيب به وتكريمه كل هذا لا بأس به. بارك الله فيكم 
 
4- سمعني أحد المؤمنين وأنا في دعاء أطلب من الله عز وجل بعد الصلاة، فقلت: اللهم بجاهك وبجاه محمد وبجاه الصحابة الكرام أطلب أن تغفر لي وترحمني، فأخبرني أن هذا الدعاء لا يجوز، أفيدوني عن صحة ذلك؟
التوسل بجاه الأنبياء أو بجاه الصحابة بدعة لا يجوز, أما بجاه الله معناه بعظمة الله لا يضر, لكن بجاه النبي, أو بجاه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, أو بجاه الأنبياء, أو بجاه الصالحين, أو بحق الأنبياء, أو بحق الصالحين هذا بدعة على الأصح عند جمهور أهل العلم, وأجازه بعض أهل العلم ولكنه قول ضعيف مرجوح والصواب أنه لا يجوز, إنما التوسل يكون بأمور أخرى التوسل يكون بأسماء الله وصفاته- سبحانه وتعالى- كما قال- عز وجل-: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ فتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تغفر لي أن ترحمني, أن تعتقني من النار, أن ترزقني الذرية الصالحة إلى غيرها, أو تقول: اللهم إني أسألك بأنك أن الرحمن الرحيم, بأنك الرءوف الرحيم, بأنك السميع العليم بأنك الجواد الكريم, أن ترحمني أن ترضى لي أن تهب لي كذا وكذا هذا لا بأس به, وهكذا التوسل بتوحيد الله, والإيمان به تقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت, اللهم إني أسألك بأني أؤمن بك, وأحبك, وأخافك وأرجوك, أن تغفر لي وترحمني, اللهم إني أسألك بتوحيدك وإيماني بك, وهكذا بأعمالك الصالحة الأخرى كأن تقول: اللهم إني أسألك بحبي لك ولنبيك, اللهم إني أسألك بابتعادي على ما حرمت علي بعفتي عن الزنا, بأداء الأمانة, ببري لوالدي, تسأل الله بأعمالك كما جاء في قصة أهل الغار الذين انطبق عليهم الغار, وهم ثلاثة وسدت الباب عليهم صخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها, فقالوا فيما بينهم إنه لا ينجيكم من هذا إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم فألهمهم الله هذا الخير فدعوا الله بصالح أعمالهم, فتوسل أحدهم بأنه بار بوالديه, وأنه كان لا يغدو قبلهم أهلاً ولا مالاً عندما يأتي في الحليب في الليل فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج معه, ثم توسل الثاني بأنه كان يحب ابنة عمه حباً كثيراً, وأنها ألمت بها سنة يعني حاجة فجاءت تطلبه المساعدة فأبى إلا أن تمكنه من نفسها فمكنته من نفسها على مائة وعشرون دينار من الذهب, فلما جلس بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحق, فخاف من الله وقام وترك الفاحشة, وترك لها الذهب خوفاً من الله عز وجل, فقال: اللهم إن كنت تعلم أن فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة شيئاً؛ لكن لا يستطيعون الخروج ، ثم توسل الثالث بأداء الأمانة وكان عنده أجراء فأعطاهم حقوقهم إلا واحداً بقي حقه عنده, فنماه له, وثمره له حتى صار منه إبل, وغنم, وبقر, ورقيق فلما جاء الرجل صاحب الأجر يطلبه حقه قال: كل هذا من حقك كل ما ترى من الإبل, والبقر, والغنم, والرقيق, كله من حقك, فقال: الرجل يا عبد الله اتق الله ولا تستهزئ بي قال: إني لا أستهزئ بك إن هذا كله من مالك ثمرته لك فاستاقها كلها استاق البقر, والإبل, والغنم, والرقيق, ثم قال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء واجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة وخرجوا. هذا توسل بأعمالهم الطيبة الصالحة هذه الوسائل الطيبة أما التوسل بجاه فلان, وبحق فلان, وبذات فلان, فهذا بدعة ومن وسائل الشرك من الوسائل, فالواجب ترك ذلك هذا هو الصواب من قولي العلماء في ذلك والله المستعان. بارك الله فيكم  
 
5- عند التسبيح بعد نهاية الصلاة لاحظت أن القائم المختص الذي يؤدي التسبيحات بصوت مرتفع بعد الصلاة -وهو المؤذن غالباً- يؤديها بطريقة مسرعة، بحيث يتعذر على المصلين أداءها بعده بصورة صحيح، فما حكم ذلك؟
المشروع للمؤمن يذكر الله بعد الصلاة بنفسه, ولا يتابع الإمام ولا غير الإمام إذا سلم من الصلاة يقول: "أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" هذا هو السنة, وإن كان إماماً يستقبل الناس بعد هذا إذا كان إمام بعدما يقول هذا يستقبل الناس ويعطيهم وجهه ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وإن شاء قال: "يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" ثم يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" "لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد" هذا مشروع للجميع الإمام والمأموم والمنفرد ثم يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر" [ثلاثاً وثلاثين مرة] الجميع تسعاً وتسعون ثم يقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قال هذا غفر له ما تقدم من ذنبه) (غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر), فهذا فضل عظيم ينبغي للإمام والمأموم والمفرد أن يأتوا بهذا الذكر سنة بعد الصلاة, ولا يشرع للمأموم أن يتابع الإمام أو غيره بل يسبح في نفسه, ويذكر الله في نفسه كل يدعوا الله في نفسه يدعوا بين نفسه وبين ربه, ويرفع صوته بعض الشيء لأن رفع الصوت في الذكر بعد الصلاة مشروع هذا هو الصواب, قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن عباس: (كنت أعلم إذا انصرفوا من الصلاة إذا سمعته), فالسنة رفع الصوت لكن رفعاً متوسطاً لا يشوش على أحد ولكنه يسمعه الناس, ويعلم الناس أن الصلاة انتهت حتى الذين عند أبواب المساجد يعلمون ذلك هذا هو السنة, ثم بعد هذا يشرع للمؤمن أن يقرأ آية الكرسي على الصحيح (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ), ثم يشرع بعد هذا أن يقرأ (قل هو الله أحد), والمعوذتين بعد كل صلاة (قل هو الله أحد), (قل أعوذ برب الفلق), (قل أعوذ برب الناس) مرة واحدة بعد الظهر, بعد العصر, بعد العشاء أما بعد المغرب وبعد الفجر فيكررها ثلاث مرات هذا هو الأفضل (قل هو الله أحد), (قل أعوذ برب الفلق), (قل أعوذ برب الناس), هذا هو المشروع بعد الصلوات كما جاء ذلك عن النبي- عليه الصلاة والسلام-. بارك الله فيكم  
 
6- نحن نعلم أن المساجد لله ولا يجوز التكلم فيها إلا بذكر الله تعالى أو بحديث ينفع الإسلام والمسلمين لكن مع الأسف أصبح كثير من الناس يتحدثون في مساجد الله بأمور تخرج عن ذلك فما الحكم في هذا أفيدونا أفادكم الله؟
الكلام في أمور الدنيا إذا كان قليلاً لا يضر كأن سأل أخاه عن حاله وعن حال أولاده, أو عن حاجة أخرى تتعلق بضيعته, أو تتعلق ببيته, أو تتعلق بأخٍ له غائب, أو في المستشفى, أو ما أشبه ذلك لا حرج في ذلك لكن اتخاذ ذلك عادة والإكثار من ذلك هذا هو المكروه, أما الشيء القليل فيعفى عنه والحمد لله. بارك الله فيكم  
 
7-   لي جدة تبلغ من العمر مائة سنة أو تزيد، وكانت تصلي وتقوم بحق الله على الوجه الأكمل من صيام وصلاة، ولكن لما بلغت الكبر تركت الصلاة بعذر كبر السن، علماً بأن وزنها ثقيل، وتطلب مني أن أسقط عنها الصلاة، فهل يجوز ذلك؟
لا بد من النظر في أمرها إن كان عقلها معها لم يتغير عقلها فلا بد من الصلاة ولا تسقط عنها الصلاة، وليس لك ولا لغيرك إسقاط الصلاة عنها هذا أمر لله ليس حقاً للناس, فعليها أن تصلي وإذا كانت عاجزة ثقيلة شبه المريضة يشق عليها العمل صلت الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً كسائر المرضى أما إذا كانت تستطيع أن تصلي في وقتها فإنه يلزمها كسائر المسلمين, وكبر السن لا يمنعها من ذلك إذا كانت في عافية فعليها أن تصلي الظهر في وقتها, والعصر في وقتها, والمغرب في وقتها, والعشاء في وقتها, والفجر في وقتها؛ لكن إذا اشتد بها الأمر لثقلها وكبر سنها وضعفها جاز لها أن تجمع بين الظهر والعصر, والمغرب والعشاء كالمرضى, أما ترك الصلاة فلا يجوز يجب عليها أن تصلي, وأن تستعين بالله, وأن تراقب الله وتخشاه, ولاسيما في هذا السن قد دنت من الأجل, فالواجب عليها أن تعد العدة الصالحة عند لقاء ربها, وليس لها أن تتساهل بالصلاة لا في الليل ولا في النهار ولكن تتقي الله ما استطاعت إن كانت تستطيع القيام صلت قائمة فإن كانت تعجز عن القيام صلت قاعدة فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمريض: (صلي قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب فإن لم تستطع فمستلقيا), فإذا كانت تعجز عن الصلاة قائمة صلت وهي جالسة, والله نسأل أن يعينها على الخير. بارك الله فيكم  
8- إن هناك من الناس من يعتقد في بعض الرجال أنهم أولياء الله الصالحين، فلذلك يدعوهم ويسألهم ويحلفون بهم، ويدّعون أنهم يعلمون الغيب، ويقصدونهم من دون الله في كل كبيرة وصغيرة، والشيء الذي يحدث أيضاً أنهم عندما يقابل الواحد شيخه يخلع عمامته ونعليه ويجلس ويضع ركبتيه على الأرض، ويقبل يد هذا الرجل ظناً منه أن هذا احترام لأولياء الله الصالحين المقربين، الذين يعلمون ما في نفس المريد المحب لهم ويقضون حوائجه، ثم يسرد أموراً منكرة مثل هذا، ويقول: إننا نجد بعض العلماء يقرونهم على هذه الأفعال، فيسأل عن وضع هؤلاء ووضع صلاتهم وصيامهم؟
هذه الأمور منكرة عظيمة خطيرة, ولا يجوز مثل هذا العمل أولياء الله هم أهل الإيمان ليسوا أولياء الله أناس خاصين أولياء الله هم المؤمنون هم المسلمون قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ, وقال- جل وعلا-: وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن آل بني فلان ليسوا بأولياء إنما أوليائه المؤمنون) فأولياء الله, وأولياء رسوله, وأولياء المؤمنون, هم المؤمنون, هم المتقون لله- عز وجل- من جميع الناس من العرب, والعجم, والذكور, والإناث من العلماء وغير العلماء هؤلاء هم أولياء الله, فاعتقاد أن المؤمنين أو بعض الذين يسمون بأولياء الله أنهم يعلمون الغيب, أو أنهم يدعون مع الله, ويستغاث بهم, وينذر لهم, ويذبح لهم, ويتقرب إليهم بالذبائح, هذا شرك أكبر, هذا شرك الجاهلية شرك المشركين الأولين سواءً كانوا أحياء أو أموات, فإذا اعتقد في هذا الشيخ أنه يعلم الغيب وأنه يشفي المرضى وأنه يتصرف في الكون هذا شرك أكبر نعوذ بالله, وهكذا لو قصد قبره إذا كان ميت يدعوه مع الله يستغيث به ينذر له يطلبه المدد كما يفعل مع البدوي, أو مع الحسين, أو مع ابن عربي, أو مع غيرهم من الناس هذا شرك أكبر, أو مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوه يستغيث به بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - كل هذا شرك أكبر, فيجب الانتباه لهذا الأمر, والحذر منه وتحذير الناس ومن أقرهم على هذا بما يسمى بالعلم هذا جاهل ليس بعالم هذا مثلهم جاهل مثلهم, أما العلماء العارفون بالله وبدينه لا يقرون هذا بل ينهون عن هذا ويعلمون أنه شرك أكبر, وهكذا كونه إذا قصده طرح العمامة, أو خلع النعلين كل هذا جهل لا أصل له وباطل كان المسلمون يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يطرحون عمامتهم ولا يخلعون نعالهم كل هذا جهل وضلال, فالواجب على أهل العلم البصيرين بالله وبدينه أن يوجهوا الناس, وأن يرشدوهم إلى الحق, وأن يعلموهم دين الله فالعبادة حق الله وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ, وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء, والصلاة عبادة, والسجود عبادة، الذبح عبادة، والنذر عبادة, الدعاء عبادة, والاستغاثة عبادة, فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الانتباه لهذا الأمر وأن يخصوا العبادة لله وحده, أما المؤمنون والعلماء يحبونهم في الله يطيعونهم في الخير إذا دعوهم إلى الخير, ينصحون لهم يحسنون إليهم إذا كانوا فقراء أما أن يعبدوهم من دون الله هذا منكر عظيم وكفر شنيع, فيجب الحذر من ذلك ويجب الانتباه من هذا الأمر, ويجب تحذير الناس منه, ويجب على العلماء أين ما كانوا أن يحذروا الناس من هذا الشرك, وأن يبينوا لهم أن هذا خلاف شرع الله, وأن الواجب على العلماء أن يكونوا قدوة في الخير لا قدوة في الشر نسأل الله السلامة. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً  
 
9- يوجد عندنا في مدينة مقبرة داخل مسجد، تسمى هذه المقبرة ضريح السيد البدوي، ويوجد في نفس المقبرة حجر منقوش عليه خمسة أصابع، والكل يعرف بأن هذه الأصابع أصابع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ويوجد في مدينة أخرى حجر منقوش عليه أصابع لقدم، فهل هذه حقيقة أم خرافات؟ علماً أنني كنت أقبل وأتمسح بهذا الحجر كما كان يفعل الناس عندنا ، والحمد لله تبت إلى الله من هذا ، وأرجوا الله أن يقبل توبتي ، لكن أريد أن اعرف هل هذا حقيقة أصابع يد الرسول أو قدمه ،
كل هذا لا أصل له ليست أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست أصابع قدمه كل هذا باطل, فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يأت إلى مصر ولم يزرها, ولم توجد أصابعه في أي حجر حتى نقلت إلى هناك كل هذا من الباطل والكذب, فلا يجوز التمسح بها, ولا التبرك بها بل تجب إزالتها, وهكذا المساجد لا تبنى على القبور, لا يجوز أن يبنى مسجد على القبر, ولا يجوز الطواف بالقبور, ولا دعاء أهلها من دون الله, ولا التمسح بقبورهم ولا الطواف بها, ولا النذر لأهلها كما يفعل عن البدوي, أو غيره كل هذا منكر عظيم, فبناء المساجد على القبور أنكره النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد), وقال-عليه الصلاة والسلام-: (ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك), ولما ذكر له بعض الصحابيات في الحبشة كنيسة رأينها في أرض الحبشة وفيها ما فيها من الصور قال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوره في تلك الصور ثم قال: أولئك شرار الخلق عند الله), فأخبر أن هؤلاء الذين يبنون المساجد على القبور, ويتخذون عليها الصور هم شرار الخلق؛ لأنهم دعاة للنار نعوذ بالله دعاة للشرك, فيجب الحذر من هذه البلايا وهذه البدع وهذه الشرور التي أحدثها الجهلة, فيجب أن تكون المساجد بعيدة عن القبور تكون مستقلة عن القبور, والقبور مستقلة عن المساجد أما يتخذ المسجد على القبر, أو يدفن في المسجد كل هذا منكر, لا يجوز الدفن في المساجد, والمقابر تكون مستقلة والمساجد مستقلة ولا يبنى المسجد على القبر ولو كان من قبور الأنبياء لا يبنى عليه مسجد أما قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي في المدينة فهذا دفن في بيته - صلى الله عليه وسلم - ما دفن في المسجد هو وصاحباه أبو بكرٍ وعمر كانا مدفونا في بيت عائشة رضي الله عنها ثم دفن معهم أبو بكر ثم دفن معهم عمر لكن لما وسع المسجد الوليد بن عبد الملك في آخر المائة الأولى أدخل الحجرة في المسجد باجتهادٍ منه، وقد غلط، لو تركها على حالها كان أسلم وأبعد عن الشبهة فإن الناس اغتروا بهذا وظنوا أن اتخاذ المسجد قبوراً أمر مطلوب وهذا غلط، فالرسول صلى الله عليه وسلم في بيته وليس في المسجد، دفن في بيته، بيت عائشة، وهكذا صاحباه دفنا معه في البيت، ثم أدخلت الحجرة برمتها في المسجد، فلا يجوز لعاقل أن يغتر بهذا، والرسول حذر من هذا عليه الصلاة والسلام وأبدى وأعاد في ذلك، فيجب الحذر مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يدفن إنسان في المسجد وأن لا يقام مسجد على قبر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك، فيجب الحذر ولأنه وسيلة للشرك. نعم. بارك الله فيكم.

414 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply