الطائفية ومشجب الصهيونية


 

بسم الله الرحمن الرحيم



فجأة ودون سابق إنذار تصاعدت التصريحات حول مسؤولية الصهيونية عن إشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، ومصدر هذه التصريحات القيادات الشيعية من مختلف البلاد (إيران، العراق، الكويت، السعودية، لبنان) وكأن هناك اتفاقاً على هذا السيناريو!

لا شك أن هناك مخططات صهيونية لإشعال الفتنة لكن هل هذه كل الحقيقة؟ هل كل ما يجري هو بمخطط صهيوني؟

صحيح أن هناك قيادات شيعية ترفض هذا بالكلام مع قدرتها على الفعل، لكن لم نجد للآن مواقف على الأرض من القيادات الفاعلة!

لقد استنكرت كل القيادات الرسمية والشعبية السنية جرائم القاعدة في العراقº بعكس قيادات شيعية كبرى لا تزال تبرر الجرائم بحق أهل السنة بمكافحة الإرهاب، والغريب أن تلك الجرائم ينتقمون فيها من العلماء والدعاة، والأطفال والنساءº دون الإرهابيين المفترضين!، فأغلب القيادات الشيعية ترمي القاعدة بالإرهاب لأنها تقوم بالقتل العشوائي وهي تقاوم المحتل، لكنها لا ترمي الميلشيات والقوات الشيعية بالإرهاب وهي تقتل المواطنين قصداً دفاعاً عن المحتل!، ولا زلنا نذكر صمت المراجع الشيعية عن مأساة الفلوجة، وسجن أبو غريب، وفرق الموت، والتهجير، والاختطاف وغيرها من الجرائم التي يندى لها الجبين.

محاربة الطائفية ليست بالشعارات فقط! ففي مؤتمر الحوار والتقريب الأخير بقطر برر التسخيري زعيم التقريب تعظيم وتمجيد \"قبر أبو لؤلؤة المجوسي\" قاتل الخلفية العادل عمر بأن هذا قناعة لدى بعض المواطنين الإيرانيين، وهنا نتساءل فأين العقلاء والمسؤولين؟ وهل يجب على السنة فقط لجم المتطرفين أما القيادات الشيعية فلديها مطلق الحرية في صنع ما يريدون؟

لماذا لا تقوم إيران بمبادرة حقيقية لوأد الفتنة بمنح السنة الإيرانيين حقوقهم المغيبة والذين تبلغ نسبتهم 25% من سكان إيران، أو مساواتهم بالأقلية اليهودية على أقل تقديرº ليكون ذلك نموذجاً يحتذى من الدول العربية، بخاصة أن إيران تحمل راية التقريب، لماذا لا تصدر مرجعيات الشيعة الدينية والسياسية وثيقة رسمية ملزمة يعاقب من يخالفها من الشيعة تلتزم فيها بالثوابت والمشتركات الأساسية بين المسلمين وهي:

1- الإقرار بسلامة القرآن الكريم من أي نقص أو زيادة أو تحريف، وكفر كل من يخالف ذلك في القديم أو الحديث من أي طرف كان، وتجريم طباعة وترويج الكتب والأشرطة التي تروج للطعن بالقرآن الكريم.

2- الاتفاق على منزلة الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين، وعدم التساهل مع من يسبهم أو يكفرهم، ومنع ذلك في كافة الوسائل الإعلامية، والقيام بمسؤولية توعية الشارع الشيعي حول ذلك من خلال المناهج المدرسية ووسائل الإعلام الرسمية.

3- إعلان عدم كفر المسلمين الذين يعظمون آل البيت - رضوان الله عليهم - ولكنهم لا يعتقدون أن الإمامة لا بد أن تكون لآل البيت فقط، ولا يؤمنون بالغلو في آل البيت، وإعطائهم صفات الربوبية والألوهية.

4- عدم تكرار إعانة أعداء الأمة من الصهيونية وأميركا كما حدث في أفغانستان والعراق.

5- التزام المواطنين الشيعة بمصلحة بلادهم، وعدم الارتباط السياسي بالمصالح الإيرانية فقط.

لماذا ترفض القيادات الشيعية المرتبطة بإيران عملياً هذه الثوابت، وهذا ما نجده في ممارسات الميلشيات الطائفية في العراق، وصمت الحكومة على ذلك، كما أن إيران هي الداعم والمعين لهذه الميلشيات، أو حزب الله في لبنان، كما أن العديد من المواقع الإلكترونية والفضائيات المحسوبة على قوى شيعية تروج لفكر الغلو والتكفير الطائفي، فتجد فيها الطعن بالقرآن، وتكفير الصحابة، وأمهات المؤمنين.

هناك مشروع صهيوني لزرع الفتنة فلماذا تقوم قيادات شيعية بمساعدته؟ نريد أفعالاً جادة ومسؤولة ومستمرة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply