إلى من أدرك رمضان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

 أخي: يا من أدركت رمضان: احمد الله - تعالى - بأن أفسح لك في أجلك ومد في عمرك حتى أدركت رمضان، واحمده بأن أدام عليك نعمة الصحة والعافية في بدنك حتى أدركت رمضان. فحق لك بأن يفرح القلب وتدمع العين بقدوم هذا الضيف الكريم.

 

أدعوك أخي بهذه المناسبة بأن تفتح صفحة جديدة بيضاء مشرقة مع ربك وإلهك، وبأن تسدل الستار على ماضٍ, نسيته أنت وأحصاه الله، وبأن تتوب إلى التواب الرحيم من وتقصير وخطيئة، وبأن لا تدع هذه الفرصة تفوتك كما فاتتك في السنوات الماضية، فهذا هو موسم خصب من مواسم العمل الصالح ثم إلى متى الغفلة والتسويف وطول الأمل واتباع الشيطان والهوى؟!!

 

ما أجمــل رمضان عندما يكون بداية للتوبة والإنابة وميداناً للمنافسة في الطاعات. ذلك الشهر الذي تحط فيه الخطايا وترفع فيه الدرجات وتعتق فيه الرقاب من النيران وتضاعف فيه الحسنات.

فكم من التائبين المنيبين إلى الله في رمضان!! وكم من المستغفرين من ذنوبهم النادمين في رمضان!! وكم من المشمرين للطاعة في رمضان!! وكمن المستيقظين من سبات نومهم لنور الهداية في رمضان! وكم من المقلعين عن الذنوب والمعاصي والمودعين لها في رمضان!!.

 

ولذلك أدعوك أخي لتضم إلى قوافل التائبين القاصدة باب من هو غني عن خلفه - سبحانه -، وباب من تضره معصية ولا تنفعه طاعة، وباب غافر الذنب وقابل التوب قبل أن يقفل هذا الباب بطلوع الشمس من مقربها أو بلوغ الروح الحلقوم وعندئذ لا ينفع الندم والتحسّر فطوبى لمن أجابه فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب.

 

أخي المسلم يا من أدركت رمضان: إن في اغتنام مواسم الخير بالجد في العمل الصالح والتوبة إلى الله - تعالى -مما سلف من القبائح ما يعوض الله به العاملين عما مضي في نقص العمل، ويصرف به عقوبة ما اقترف المرء من الزلل، ويتجدد به النشاط في الخير، ويزيل به مظهر السآمة والملل، فيتبار المتنافسون في مضمار السباق مقبلين على الله - تعالى -من شتى الآفاق ينشدون مغفرة الخطايا والزلات، ويطمعون في جنة عرضها الأرض والسماوات عسى أن يكونوا ممن (يُبشّرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجرٌ عظيم).

 

أخي إن من أعظم نعم الله عليك أن مدَّ في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر العظيم، فكم غيب الموت صاحب، ووارى الثرى من حبيب، فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزود من الطاعات والتقرب إلى الله - عز وجل - بالعمل الصالح.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply