لنجعله عاما هجريا مميزا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ألا حمدا لك اللهم طابا ***فمن يحمدك لم يعدم ثوابا

ونضرع أن تجنبنا هوانا *** فمن هزم الهوى رشدا أنابا

 

لأولي الألباب...والبصائر

ما الهجرة إلا حدث تاريخي في حركة الحياة، ناتج من حركة هذا الكون، وتعاقب الليل والنهار، وأمسى هذا الحدث معلما وتأريخا لأمة الإسلام إلى يوم الدينº به تدون الأحداث، وتؤرخ، وتسرد في كل مرة أحداث الهجرة في ساعاتها الأولى.

أمست الهجرة كحادثة تاريخية مجرد سرد لتفاصيل حركة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، وسردا لقيام دولة الإسلام في المدينة المنورة، هذا عند غالب الناس اليوم، في ذهول أنها نتاج حركة الأيام، وتداول الحياة، وقصة بناء أمة.

وما القصص القرآني النوراني، أو النبوي المباركº إلا وسيلة من وسائل التربية لكل الأمة، ليس المقصود منها سرد القصص ومدى صحته ودقته - وهذا أمر لازم - بقدر ما تكون \" العبرة \" هي الخطوة الأولى التي يجب أن تكون في نفسية المتلقي لهذا القصص، حتى تكون نافعة له.

1- {لَقَد كَانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبَابِ} [يوسف: من الآية111]

2- {قَد كَانَ لَكُم آيَةٌ فِي فِئَتَينِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخرَى كَافِرَةٌ يَرَونَهُم مِثلَيهِم رَأيَ العَينِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرَةً لِأُولِي الأَبصَارِ} [آل عمران: 13]

3- {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرَةً لِأُولِي الأَبصَارِ} [النور: 44]

4- {هُوَ الَّذِي أَخرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ مِن دِيَارِهِم لِأَوَّلِ الحَشرِ مَا ظَنَنتُم أَن يَخرُجُوا وَظَنٌّوا أَنَّهُم مَانِعَتُهُم حُصُونُهُم مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرٌّعبَ يُخرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيدِيهِم وَأَيدِي المُؤمِنِينَ فَاعتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبصَارِ} [الحشر: 2]

5- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرَةً لِمَن يَخشَى} [النازعات: 26]

هذه خمس آيات وردت فيها \" عبرة \" من مجمل قليل غيرها.

قال العلامة الأصفهاني، في مادة \" عبر\": \" أصلُ العَبرِ: تجاوُزٌ مِن حَال إلى حال، أما العُبُور فيختص بتجاوز الماء... وعَبَرَ القومُ إذا ماتوا، كأنهم عبروا قنطرة الدنيا، والاعتبار والعِبرةُ: بالحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد.. \" مفردات ألفاظ القرآن.

ففي الآية الأولى في سورة يوسف - عليه السلام - جاءت العبرة بعد قصة يوسف الشيقة الجميلة، مع ربط العبرة بأصحاب الألباب \" أصحاب العقول \".

وفي آية آل عمران جاءت العبرة بعد ما حدث في غزوة بدر ـ على أحد قولي المفسرين ـ وما تمثله من صراع بين الحق والباطل، مع ربط العبرة بأصحاب البصيرةº قال ابن كثير - رحمه الله -: \" أي إن في ذلك لعبرة لمن له بصيرة وفهم ليهتدي به إلى حكم الله وأفعاله وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد \".

أما آية النور فوردت العبرة بعد آيات من قدرة الله - تعالى - سبحانه - والتدبر في ملكوته، ومن هذا الملكوت ظاهرة الليل والنهار، قال صاحب الظلال - رحمه الله -: \" والقرآن يجدد حسنا الخامد، ويوقظ حواسنا الملول. ويلمس قلبنا البارد. ويثير وجداننا الكليل ; لنرتاد هذا الكون دائما كما ارتدناه أول مرة. نقف أمام كل ظاهرة نتأملها، ونسألها عما وراءها من سر دفين، ومن سحر مكنون. ونرقب يد الله تفعل فعلها في كل شيء من حولنا، ونتدبر حكمته في صنعته، ونعتبر بآياته المبثوثة في تضاعيف الوجود \".

والعبرة في إخراج اليهود من حصونهم وما تحويه نفوسهم من أخلاقيات مريضة، والله - تعالى -تولى هذا الإخراج لمن أنكر النبوة وحاربها، قال الطبري - رحمه الله -: \" فاتعظوا يا معشر ذوي الأفهام بما أحل الله بهؤلاء اليهود الذين قذف الله في قلوبهم الرعب، وهم في حصونهم من نقمته، واعلموا أن الله ولي من والاه، وناصر رسوله على كل من ناوأه، ومحل من نقمته به نظير الذي أحل ببني النضير. وإنما عنى بالأبصار في هذا الموضع أبصار القلوب، وذلك أن الاعتبار بها يكون دون الإبصار بالعيون \".

وفي الآية الأخيرة ربط واضح بين خشية المرء وبين اعتباره، بمقدار الخشية يكون الاعتبار، مع أن السياق كان لقصة فرعون، لكنه معنى عام للعبرة والخشية، من خشي على نفسه ومستقبله وأمته وحياته حري به أن يعتبر، ومن أحب أن تكون عبرته عميقة راقية لها أفعال عملية بعدها عليه بخشية الله تزيد من عبرته.

هذا التطواف في ظلال القرآن كي نعي أن الهجرة للاعتبار لمن كان صاحب بصيرة، صاحب قلب وعقل، صاحب خشية ونظر، بذا تكون الهجرة دائما منبع تزود لكل معتبر، وانتقال به من حال إلى حال. فهل ستكون في حياتنا محطة تغيير!، هل ستكون مكانا للانتقال من حال إلى حال!

صدق الله العظيم: {وَكَأَيِّن مِن آيَةٍ, فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ يَمُرٌّونَ عَلَيهَا وَهُم عَنهَا مُعرِضُونَ} [يوسف: 105]

 

و بين رحمتين... نبدأ

ومن أمسى تضرعه المعاصي*** تجرع حسرة وأسى وخابا

وبات مضيعا من صد عطفا *** ومن يطرق لغير الله بابا

لن تكون البصيرة فاعلة، ولا العقل متفاعلا، لروح مرتكسة في سفول الخطايا والآثام، ومن ثم لن يكون الاعتبار موجودا و عاملا، أو أن يكون خاملا في حده الأدنىº إذ الخشية التي تزيد العبرة لمعانا ونورا محاطة بهذه الظلومات النفسية من أثر المعاصي والآثام.

ومن رحمة الله بناº أننا في بدء كل عام هجري جديد نبدأ وقد منّ الله علينا بمنة المغفرة لذنوبناº رحمة مقسمة على قسمينº قسم في آخر العام الهجري الماضي، وقسم في بدء العام الهجري الجديد، كي نبدأ في طهارة وطهر من أي عائق يمنع من الانطلاق في معارج القرب من اللهº بنفوس طاهرة، وعقول زكية، وأرواح ندية.

ففي يوم عرفة وهو التاسع من الشهر الأخير في العام الهجريº يغفر الله لكل حاج صادق في حجه، ملتزم بالهدي والهدى فيه، قال - عليه الصلاة والسلام -: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه. ولقوله - عليه الصلاة والسلام -: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)، رواه البخاري.

ومن لم يكتب الله له الحج فله مغفرةº جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) رواه مسلم.

فما بين حاج ملتزم صادق، وبين صائم لعرفة بصدق، يكون ختام العام الهجري الماضي، بمغفرة وجنة، وتكفير عامين.

ومع أيام العام الهجري الجديد تأتي الجائزة الأخرىº فعن أبى قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل عن صوم عاشوراء (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم. فيدخل المسلم للعام الهجري الجديد بروح طاهرة خالية من الذنوب إن هو صدق وهجر الكبائر، كما قال أهل العلم.

ولابد أن نقف هنا هنيئة في ختام العام بصيام، والبدء فيه بصيامº يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: \" وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها، أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} \" [زاد المعاد 29/2].

و لصيام وإن كان فيه حفظ لصحة البدن - كما شهد بذلك الأطباء المُختصون - ففيه أيضًا: إعلاء للجانب الروحي على الجانب المادي في الإنسان، فالإنسان - كما يصوره خلق آدم - ذو طبيعة مزدوجة، فيه عنصر الطين والحمأ المسنون، وفيه عنصر الروح الإلهي الذي نفخه الله فيه، عنصر يشده إلى أسفل، وآخر يجذبه إلى أعلى، فإذا تَغلَّب عنصر الطين هبط إلى حضيض الأنعام، أو كان أضل سبيلا، وإذا تغلب عنصر الروح ارتقى إلى أفق الملائكة، وفي الصوم انتصار للروح على المادة، وللعقل على الشهوة.

يؤكد هذا أن الصوم تربية للإرادة وجهاد للنفس، وتعويد على الصبر، والثورة على المألوف، وهل الإنسان إلا إرادة؟ وهل الخير إلا إرادة؟ وهل الدين إلا صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية؟ والصيام يتمثل فيه الصبران.

وجاء في الحديث: (صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحَر الصدر) [رواه البزار، كما في صحيح الجامع الصغير 3804. ومعنى \"وَحَر الصدر\": أي غِشَّه و وساوسه، وقيل: الحقد والغيظ وقيل غيره]. أ. هـ من كتاب فقه الصيام للقرضاوي.

إنها حكمة الله في تربية الأمة بختم هذا العام والبدء في التالي بهذه الروح الإرادية، وهذا العلو على جذبات الأرض النفسية، كي ندخل باب العام الجديد بروح جديد غير مرتكسة، ولا هي بضعيفة الإرادة، إنما بصبر وتربية على طاعة الله، وعلى تقلبات الأمور بثبات وعزيمة ومضاء، بل وعلى أمراض القلوب كما في حديث البزار.

غير أن الإرادة هي نقطة البدء للتحول، إن وجدت بدأت الرغبة في التغيير والتحول، وتبدأ تتنامى وتزيد، وإن همدت وبردت، أنّا للتغيير أن يطل على نفس لا إرادة فيها.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) رواه مسلم.

قال ابن المبارك: \" من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكراً، يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم، فإذا كان البداءة والختام ذكراً، فهو أولى أن يكون حكم الذكر شاملاً للجميع \" [فيض القدير 1/41].

وفي مسند الإمام أحمد: (.. و الصوم نصف الصبر). وفي شعب الإيمان للبيهقي قال - عليه الصلاة والسلام -: (الصبر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله).

فالبدء بهذه المعاني في أول العام، والانتهاء بها في العام السابق لتحقيق هذه المعاني الإيمانية التربوية في واقع الأمة وفي كل نفس تطمح للتحول.

 

نحن أولى.. نحن أولى

لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نحن أولى بموسى منكم ثم أمر بصومه) البخاري..

إن حالة الطغيان السياسي التي تمثلها قصة نبي الله موسى - عليه السلام - في مواجهة \" فرعون \"، قصة تتكرر اليوم بشكل كبير في واقع الأمة، ربما كل المعاني التي جاء كل رسول يعالجها في قومه تتوفر اليوم بنسب مختلفة، لكن التغول السياسي هو الأوضح للعيان، وهو الذي يخيم على الأمة اليوم، وما يتبعه من حالة الضعف لدى الغالبية، وبالتعبير القرآني حالة: \" الاستخفاف \" أو حالة الاستضعاف، طغيان يولد استضعافا، تلك هي المعادلة، وهل كانت بنو إسرائيل قبل موسى إلا في هذه الحالة! وتفطن لهذا المعنى الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - عندما أشار إلى الحكمة من تكرار قصة موسى على النحو في القرآن بصورة لم تتكرر بها قصة أي نبي مثلها، وقال - رحمه الله - بأن الله يعلم بأن هذه الأمة ستمر بمراحل كتلك التي مرت بها بنو إسرائيل، وصدق يرحمه ربنا.

وإذا كانت الهجرة لها أهداف واضحة جلية، تتمثل في ثلاثة محاور هامة هي:

* تخليص المؤمنين من حالة العوَز وقلة الأمن.. العوز الفكري والإيماني والعلمي والحركي، والأمن النفسي والمالي والاجتماعي وغيرها.

* والهجرة بمعناها الشامل حركة تجديد مستمرº لأنها ترتبط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القدوة، ومنه نقيس قربنا وبعدنا.

* والهجرة مطلب قوي لتماسك الجبهة الداخلية في الأمةº لما فيها من حالة المراجعات والمحاسبة والتدقيق.

إذا فهمنا هذا، وعملنا قصة الطغيان والاستضعاف، أدركنا حاجتنا أن يكون أهمية أن يكون لنا مع الهجرة وقفات طويلة، كلٌ لوحده، وكل مؤسسة بذاتها، حتى نصل إلى كل الأمة.

في صحيح مسلم أن المستورد القرشي قال عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تقوم الساعة والرّوم أكثر الناس. فقال له عمرو: أبصر ما تقول؟ قال: أقول ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعا:

* إنهم لأحلم الناس عند فتنة

* وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة

* وأوشكهم كرة بعد فرة

* وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف

* وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.

النبي - عليه الصلاة والسلام - صام عاشوراء لأن الله أنقذ فيه أمة من الطغيان، وأنقذ فيه أمة من الاستضعاف، وقال قولا واضحا لليهود في وقته: (أولى بموسى منكم)، لتمسي هذه العبارة جزء من منهجية المسلم في جمع كل خير متناثر في أمة من الأمم، مرددا خلف النبي المصطفى - عليه الصلاة والسلام - (أولى بذلك منكم)، ويزيد المسلم وعيه بفقه داهية العرب عمرو بن العاص، الذي تفطن للعناصر التي جعلت من الروم شأناº الحلم، الإيجابية، المسارعة، الرحمة الاجتماعية، والحسنة الجميلة (أمنعهم من ظلم الملوك). ألسنا أولى بذلك منهم؟ ونحن أمة المصطفى، وأمة الرسالة الخاتمة!!

يقف المسلم - الذي يريد الاعتبار بالهجرة - أمام هذه المعاني مع نفسه، ويرتب لها سُلماً للوصول إلى ما يريد، بصدق ويقين وإرادة صادقة قوية.

\" فدخل أبو بكر - رضي الله عنه - قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه \" الروض الأنف.

فتش فيما وقيت به هذه الدعوة! وهل كنت خلال العام الماضي ممن يفدون الدعوة بسلوكهم وعملهم وتضحيتهم، أم أن كتف الدعوة تألم منك، الصدّيق يدخل قبل النبي - عليه الصلاة والسلام - لفديه من سبع أو حية أو عقرب، فبم فديت أنت هذا الدين! فتش وشمّر فإنك في عام هجري جديد.

 

لنقرأ المقال من جديد!

أخي أختي:

* لابد أن نكون عمليين في الأحداث التاريخية التي تمر بنا، نعتبر منها ونستخلص الدروس، لنعمل وننطق، فتكون الهجرة مصدر دفع وعلو لنفوسنا وأرواحنا، إن أردنا أن نكون من أصحاب البصائر والعقول!

* ليكون المحور الأولي في اعتبارنا هذا هو (التغيير) الانتقال من حال إلى حال، مهما كنت عالية، انتقل من حال الحُسن إلى حال الأحسن، وانتقل من حالة الركود التي تفسد النفس، إلى حالة الجريان التي تنعش الحياة، وانتقل من دار الكسل والتواني، إلى موطن الهمة والتفاني.

* رحمة الله نشرها لك بين العامين، بتذكير بنصف الإيمان، بالتربية على صناعة الإرادة، فكن واعيا لهذا الدرس، وخذ في قلبك تكفير ثلاث سنوات، وانطلق في تربية إرادتك، فلن ينفع الأمة أصحاب الإرادات الهزيلة، فضلا عن سفول فيها، ولن يكون لك المقام في عليين إلا بمقام من الإرادة عالي.

* حال الأمة لن يتغير! º إلا إذا تغيرت أنت أولا، فكل مسلم مؤمن مكلف في ذاته، وما الأمة إلا أفرادها، لا تزال طائفة منها على الحق، فكن أنت منها، وكن عاملا فيها، وكن ساعيا لمجدها وعزتها، ولا تنتظر عصا موسى، فلديك كتاب أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -.

·إن أردت أن تتخلص الأمة من الطغيان والتغولº فتخلص منه في ذاتك أولا، وضم يدك في يد أخيك، وتمسك بها بقوة، وكن إيجابيا، محبا للخير، عاملا له، قامعا للجهل والقهر، بمنهجية وتروي، وصدق علمه لك الصدّيق رضوان الله عليه.

* أنت أولى بكل تميز وبكل خير، وبكل علم لدى الآخرين، فكن متفائلا طموحا، تجمع كل الخيرات في الأمم في قلبك وعقلك يا صاحب البصيرة والعقل المستنير، بحسن الإقتداء بخير خلق الله كلهم.

* الطريق أمامكº حدد مسارك في هجرتك اليوم، ارسم، خطط، تابع و أتقن، وكن عبد الله العالي.

فصلوا كلما ذرت شموسٌ ***  وشاع بنوره نجمٌ وغابا

على الهادي وعترته سلامٌ  *** فمن صلى عليه جنى الثوابا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply