يا بشير لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة ؟؟ !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وبعد،،،

فقد روى الحاكم في المستدرك (2421) من حديث بشير بن الخصاصية - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبايعة على الإسلام فاشترط علي:

((تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد اً عبده ورسوله وتصلي الخمس، وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله)).

قال: قلت: يا رسول الله، أما اثنتان فلا أطيقهما !!.

أما الزكاة فما لي إلا عشر \" ذود \" - أي: عشر رؤوس من الإبل – هن ِرسلُ أهلي وحمولتهم !!

وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى - أي هرب من المعركة - فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي..

قال: فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ثم حركها . ثم قال: ((لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟

قال :بشير ثم قلت يا رسول الله، أبايعك فبايعني عليهن كلهن)).

قال الحاكم حديث صحيح ووافقه الذهبي.

 

قلت: هذا الحديث العظيم يؤكد المعنى الحقيقي للانضمام إلى جماعة المسلمين المعبر عنها بالمبايعة والتي تقتضي التجرد التام من أوساخ الدنيا وحطامها. وبذل النفس والنفيس في مرضاة الخالق العظيم!!

بذل النفس في ساحات القتال، وميادين البطولة، وإنفاق المال في سبيل الخير كآفة دون منٍ, أو أذى!

 

إن بشيراً- رضي الله عنه- كان بحاجة إلى وقفة تربوية ومراجعة نبوية تبين له حقيقة المبايعة على الإسلام، وأن الإسلام لا يقبل من المسلم إلا أغلى ما يملك لينال شرف الانضمام إلى أهله، ويفوز بلقب الانتماء إلى شريعته!

 

فحين اشترط بشير، أن يُبقي على نفسه وماله، باذلاً ما سواها بكل رحابة صدرº قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده الشريفة، واعتذر عن المبايعةºلأنً سلعة الله غالية الثمن، باهضة التكاليف!

ومن لم يبذل نفسه وماله في سبيل الله فبم يدخل الجنة؟!

 

نقابل في المجتمع الدعوي والوسط العلمي نماذج من (الدعاة!! ) (والعلماء!!) يأخذون من الدين ما لا يتصادم مع آمالهم العريضة في بناء إمبراطوريات المال والثروة، أو طموحاتهم العريقة في التصدر والوجاهة!!

وينتقون من المفاهيم الشرعية مالا يتعارض مع السياسات الدولية أو الأطروحات الفكرية المشبوهه والدخيلة!!

فالجهاد في سبيل الله غير سائغ أبدأًº لأنه يعرض المجاهد للموت!!

والإنفاق في سبيل الله لا يليق بتاتاً لإطالته أمد القتال!!

بل حتى الاحتساب في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ضربٌ من الفضول غير العصري الذي يُحرجنا مع أصحاب الطرح المستنير أو العلماني!!

ولا يسمح بعضهم بنشر مقالات جهادية، أو احتسابية لأغراض غير سائغة شرعاً، أو لائقة عقلاً فلنا أن نقول:

يا هؤلاء لا جهاد ولا احتساب، ولا صدقة ولا إنفاق فبم تدخلون الجنة؟!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply