إلى معلمي حلقات تحفيظ القرآن الكريم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن كنت تطمح للنجاح في مهنتك....وتسعى لأن تكون الصورة المؤثرة في تلاميذك وترغب منهم السماع لك والانجذاب نحوك فعليك أن تعلم أولاً متطلبات ذلك.... وتضعها نصب عينيك وتحاول بقدر استطاعتك تطبيقها شيئاً فشيئاً إلى إن تصل لهدفك المنشود وغايتك النبيلة التي تتمثل في تربية جيل مسلم له مبادئه السليمة الصحيحة.

 

وهنا أود طرح هذا الموضوع باجتهاد فقط مني وأرجو منك المعذرة إن واجهك خلل في ركن من أركانه أو إن اعتراه أي قصور.

 

إن انجذاب التلاميذ لك هو أول الطريق في نجاح عملك ومهنتك فبه تصل كلمتك وتنجح رسالتك وتكن محبوباً لدى تلاميذك ومن هنا تستطيع التأثير إيجابياً عليهم، فيكون لك الأثر البالغ في تربيتهم والوصول معهم إلى المرحلة التي ننشدها في جميع تلاميذنا......

ولكن كيف يتحقق كل ذلك؟

 

حتى يتحقق هذا بعون من الله - تعالى -أضع بعضاً من السبل التي توصل لهذا الهدف على شكل نقاط...

 

أولاً: يحاول المعلّم أن يكون تعليمه للقرآن متنوعاً بقدر استطاعته.... لأن لكل تلميذ من تلاميذه له مستواه الخاص وقدرته الخاصة في الحفظ.

ثانياً: محاولة إعطاء الطالب الفرص للحفظ مرة وأخرى وعدم التضجر أو تجريح التلميذ عند ضعف حفظه و فهمه، لأن في ذلك تحطيماً لنفسيته وهزاً لثقته بنفسه وهذا يتناقض مع دور المعلم الحقيقي والمتمثل في البناء وليس الهدم.

ثالثاً: يجب إن يتبع المربي أسلوباً غير مباشر لإيصال فكرته لعقول تلاميذه، لأن الأسلوب الغير مباشر يأثر في الطالب من حيث لا يشعر، بعكس التعليم المباشر الذي يتمثل في النصائح أو الأوامر والتي ينفر منها من هم في هذه السن.

رابعا: يجب إن يكون المعلم محباً لتلاميذه وعليه إظهار هذا الحب والود لهم والتقرب لهم بالسؤال عن الغائب حتى يكون هذا دافعاً لهم بالاجتهاد، فإن التلميذ إن أحب المربي فسيحب مادته التعليمية.

خامساً: يجب على المربي أن يكون حسن الخلق حتى يستطيع التأثير في تلاميذه، صبوراً لطيف المعشر ومتفهماً لهم، فلا يرهقهم بواجبات تفوق مقدرتهم عليها أو تسبب لهم ضغطاً يومياً كبيراً، و مساعدة من يجد أنه يمر بظروف تحتاج للتدخل منه.

 

سادساً: عليه بين الحين والآخر أن يخرج من الرسمية التي تقيد التلاميذ وتطوقهم بحدود الجدية والخوف منه وذلك بمحاولة إضفاء جو من المرح بين الحين والآخر فهذا يذيب الحواجز النفسية القاسية بين المدرس وتلاميذه.

 

سابعاً: على المربي أن يعتني بمظهره دون إسراف لأن المظهر الحسن يحبب ويقرّب طلابه إليه ويعكس لهم صورة المربي المسلم المستقيم.

 

ثامناً: تجنب ما يمكنه أن يحرج الطالب ويؤدي إلى نفوره والتعامل الخاص مع التلاميذ الذين يعانون من الانطوائية وعدم إرهاقهم نفسياً والتركيز عليهم بصورة تأثر عليهم سلبياً، بل عليه أن يتعامل مع هذه الفئة بشيء من الرفق والرحمة ومساعدتهم للتخلص مما هم فيه بطريقة لا تسبب لهم إحراجا أو جرحاً لمشاعرهم.

تاسعاً: اتباع أسلوب التشجيع للتلاميذ والرفع من معنوياتهم فإن التشجيع يدفع الطالب لبذل مجهود أكبر برغبة ذاتية منه.

وأخيراً على المربي أن يتقي الله في هذه الأمانة التي بين يديه، فعليه أن يستخدم هذه المهنة فيما يرضاه الله - تعالى - لا فيما يدعو لسخطه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply