نظرات في الإدارة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما نرى - في هذه الأيام - العديد من المؤسسات التي تبدأ قوية ونشيطة ومميزة، وما هي إلا برهة بسيطة من عمر الزمن حتى تنقلب الأمور، وهذا للأسف ملاحظ في كثير من الشركات والمؤسسات، وحتى في المدارس الأهلية.

تساءلت كثيراً: لماذا هذا الفشل المسيطر رغم إمكانية وجود الموظفين الأكفاء من الجامعيين وغيرهم، ومن أصحاب المواهب المختلفة، الذين لو أمكن أن يوظفوا ويطوروا كما ينبغي لكانوا نواة ناجحة جداً في مجتمع يخيم عليه الفشل كثيراً، وإن كان ذلك ليس عاماً.

إن نجاح مؤسسة مشروط بقدرتها على توظيف مدير ذو قدرة قيادية ناجحة، فالمدير - من وجهة نظري - هو من أهم أسباب النجاح أو الفشل في المؤسسات والشركات، فشركة ناجحة تعني وجود مدير ناجح، إنها معادلة صائبة!

والمدير الناجح يتم تقييمه على أساس إنجازاته، وتداخله مع الموظفين، ودأبه على تشجيع الأداء المتميز فيهم، كما أن له نظرة شمولية وبعيدة، فهو المسئول عن عمليات التخطيط والتطلع للمستقبل، واستشراف الأهداف الجديدة، والتغيرات الجذرية المتطلبة، وغير ذلك من الأمور القيادية المهمة.

والمدير الناجح كالأب الحنون على أسرته يعرف قدراتهم وحاجاتهم، ويعرف أحزانهم وأفراحهم، ويستطيع وضع كل واحد منهم في المكان المناسب له، مع وجود الهيبة له من موظفيه، والاحترام الكبير، والحب الصادق، ولي مثل هنا:

إحدى المؤسسات - المعاصرة والموجودة في بلادنا، ولا داعي لذكر اسمها - والتي استطاع مديرها أن يكون قيادياً ناجحاً، فحصد من النجاح ما يحسد عليه، عرفت ذلك من موظفيها المحبين له، والمتفانين في خدمة المؤسسة ومديرها حتى أصغر موظف.

إن الدور الأساسي للمدير هو أن يضمن تحقيق الأهداف المنشودة ولا يكون ذلك دون السيطرة على سير العمل، وتوجيه موظفيه الاتجاه الصحيح الذي يحقق الأهداف.

فإن كان المدير ضعيفاً وغير قيادي فإن الفشل حليفه، أما إذا كان المدير مؤهلاً وقادراً فواجه بعض الفشل فإن بإمكانه أن يسيطر عليه، ويعود بالنشاط والعمل إلى الأحسن، وكما قال روبرت إف. كنيدي: (فقط أولئك الذين يواجهون الفشل بعظمة يستطيعون الإنجاز بعظمة).

ولكي يكون المدير ناجحاً لا بد أن أشير هنا إلى بعض النقاط المهمة كما وضعها الخبراء وهي باختصار:

أولاً: أن يمتلك المدير قدرة على تحديد الأولويات، ووضع الخطط، ويمتلك قدرة على تنفيذ تلك الخطط المناطة به.

ثانياً: أن يكون على وعي تام بالمسئولية المناطة إليه.

ثالثاً: أن يكون على علم بإجراءات العمل، وله مقدرة على تطويرها، والمضي بها إلى الأمام.

رابعاً: أن يكون عنده اهتمام بتطوير نفسه، وتطوير موظفيه، ويكون التطوير ملحوظاً.

خامساً: استطاعته على تحليل المشاكل التي تواجهه في عمله، ومن ثم إنفاذ القرارات الصائبة.

سادساً: أن يكون جريئاً، ويقبل بالمخاطر، ويقوم بالأعمال التي تصعب على الآخرين القيام بها، ويصمد أمام المخاطر والصعوبات مهما كانت إذا كان ذلك في صالح العمل.

سابعاً: أن يكون له قدرة على التواصل مع الآخرين، وذلك بعلاقات شخصية واجتماعية قوية.

ثامناً: قدرته على ضبط نفسه عند ضغط العمل، فبعض الناس سرعان ما ينهار عند حدوث أي مشكلات وضغوط.

تاسعاً: أن يمتلك مهارة شحذ همم الآخرين كموظفيه والمحيطين به.

وأخيراً: فالمدير إنسان له حاجاته الخاصة: مالية وغيرهاº فيجب على أصحاب العمل الاهتمام بتلك الحاجات، فيتوخى الحرص في الأنظمة الخاصة بالحوافز والمكافئات للمدير، والتأكد من أنه يحصل عليها كاملة.

يجب أن يبني أي أصحاب عمل في المدراء ما يتوقعوا أن يبنوه هم في موظفيهم، وذلك بإعطائهم ما يستحقون من تلك المكافآت والعلاوات، فينتج عنهم ما يتمناه أصحاب الأعمال من تطور أعمالهم، ويجب عليهم أن يركزوا في مدى التقدم الذي أحرزه هذا المدير، وفي تطور أداء الموظفين، ومتابعة ذلك بكل الوسائل الممكنة، وعدم إهمال المتابعة المستمرة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply