مواقف العرب غير مشرفة مع المعلمين !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

* لا بد من جمعيات لخريجي الكليات التربوية.

* أتمنى تطبيق فكرة «معلم الصف».

* نحن بحاجة إلى «لجنة توظيف» للمعلمين المتخرجين الجالسين عند أمهاتهم!

* المؤتمرات التي تعقد حول المعلم، يجب أن يحضرها المعلمون طرحًا وحوارًا وإقرارًا للنتائج.

* المعلم محمي بلقب «أستاذ» وهو في الوقت نفسه «أعزل».

* نقوم بإعداد المربين والمربيات في المعاهد والكليات ثم نستقدم من يربي أبناءنا في بيوتنا.

* «هم يُعدّونك لمصيبة فافطن لها *** واربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل» (بيت شعر محرّف كتبه أحدهم على باب كلية معلمين).

أستغفر الله!! التعليم، مهنة الأنبياء والرسل - عليهم السلام - جميعًا، رعاية للهمل ؟! لا بد أن نعلق على أبواب الكليات التربوية حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «إنما بعثت معلمًا»- الحديث.

* التعليم العام وأكاديميات إعداد المعلمين في جدلية عقيمة وحلقة مفرغة: أعطونا مدخلات جيدة وخذوا مخرجات أفضل... كل منهما يقولها للآخر.

المعلم مخرج من مخرجات الكليات التربوية، وفي الوقت نفسه هو مدخل من مدخلات العملية التعليمية ميدانيًا، ويتوقف على هذا العنصر المهم (المعلم) 60% من نجاح العملية التعليمية... بعيدًا عن الجدال العقيم، دعني أسأل: أين المعلمين أنفسهم من هذه الجدلية؟!!

* « من الخطأ أن يتصدر للتدريس من لم تكتمل أهليته لهذا الفن» (بدر الدين بن جماعة: فقيه مسلم توفي عام 733هـ، في كتابه: «تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم»).

أدرك هذا العالم المسلم مبكرًا أن المعلم مطبوع ومصنوع في آن واحد، وهو ما نعبر عنه حديثًا بعبارات من قبيل: إعداد المعلم وفق استعداداته وميوله، ومعايير اختيار المعلم... إلخ، في تراثنا التربوي الإسلامي كنوز مكنوزة.

* «حسن المطلع نصف الفوز» (أ. د. عبدالكريم بكار، عن اختيار المعلم).

كأني بالدكتور بكار يحث معلمينا على حسن المظهر مع حسن المخبر... وإن كان المعنى الأقرب للذهن، عند قراءة هذه العبارة، يتعلق باختيار المعلمين وانتقائهم من بين آلاف المتقدمين للكليات التربوية.

* أخطر الناس على التعليم هم أولئك الذين يحملون مؤهلات تربوية ويُسمّون مدرسين أو معلمين.. التعليم يجب أن يكون من أصحاب الخبرات مباشرة دون المرور على المدرسين (ملخص فكرة لإيفان إيلتش صاحب كتاب «مجتمع بلا مدارس»).

كل واحد من الناس يصلح أن يكون معلمًا في موقعه أو تخصصه بالمعنى البسيط للمعلم، لا بالمعنى المهني المتخصص، والمسألة فيها نظرº وعلى العموم فأفكار إيلتش ومن دار في فلكه هي أفكار اتضح للكل أنها أفكار متطرفة إلى حد بعيد.

* الكفاءة العلمية في حقل علمي معين، شرط واحد فقط من عدة شروط مفترضة في المعلم الكفء.

رأي سديد!! صدقني أن بعض من بلغوا درجة الأستاذية ماتوا وعلمهم في رؤوسهم، وبعض ممن يملكون قدرًا محدودًا من المعرفة، نفعوا بها نفعًا عظيمًا بما لديهم من مهارات التعليم وفنونه.

* وثيقة التخرج من كلية المعلمين ليست سوى (ورقة طلاق) بين المعلم والكلية في نظر الكثيرين.

إذًا، فلا بد من جمعيات لخريجي الكليات التربوية، تتوفر فيها الإمكانات والتجهيزات والأنشطة... وتكون رابطًا بين المعلم في الميدان وما يستجد في عالم التربية والتعليم.

* «السعودية بحاجة إلى 30 ألف معلم عام 1430هـ» (دراسة تعدّها وزارة التربية والتعليم، وكلياتنا تصطاد المعلمين بالسنّارة وتخرّجهم بالقطّارة).

هذه مسألة كمية وفي عبارتك أعلاه ما يكفي لدق ناقوس الخطر، لكني من الناحية الكيفية فالسنارة تلتقط الغث والسمين، والقطارة تقطر قطرات صغيرة متماثلة. في موضوع مثل اختيار وإعداد المعلم لابد من أدوات علمية لانتقاء المعلمين، ومعايير مشابهة لتخريجهم وتدريبهم وفق ميولهم ورغباتهم.

* كليات معلمين وكليات تربية بلا أقسام ترجمة... أكاديميات ناقصة.

كل لغة ننفتح عليها تمثل نافذة نطل منها على عالم مختلف.. وبقدر ما ندرس من اللغات الأخرى ونترجم عنها، بقدر ما يكون الجو العلمي في كلياتنا التربوية وغير التربوية نقيًا منعشًا مفيدًا صحيًا.

* كليات المعلمين وكليات التربية، بحاجة إلى (أشخاص ذوي فراسة غير عادية) لاختيار معلمي الغدº بدلاً من معايير معدل الثانوية ونتائج اختبار القياس والمقابلات الشخصية... إلخ.

هل أنت جاد؟! كم عدد الأشخاص ذوي الفراسة غير العادية في المجتمع ككل، ناهيك عن الكليات التربوية؟! ثم إن زمن الاعتماد على الفراسة والتكهن والحدس ومثيلاتها من الأساليب البدائية قد ولّى وانتهى حتى في أفقر دول العالم... لا بد من الأساليب العلمية في اختيار المعلم.

* المعلم أخطر رجل في المجتمع.

الشخص الخطر هو شخص مؤثر، والتأثير قد يكون تأثيرًا سلبيًا أو تأثيرًا إيجابيًا. في رأيي وبتعبير أكثر دقة: أن المعلم أو المعلمة أفراد مهمونº وأهميتهم تكمن في تأثيرهم الإيجابي المفترض، فلابد من الاهتمام باختيارهم وإعدادهم وتقويمهم وإعادة تدريبهم بشكل دوري.

* «لو قدر لي أن أكون وزيرًا للتربية والتعليم، لاستحدثت قسمًا خاصًا في كليات المعلمين لتخصص الصفوف الأولية من أول أسبوع» (معلّم).

هناك أربعة مفاهيم للمعلم: معلم الصف ومعلم المادة والمعلم الشامل ومعلم الصفوف الأولية. كليات المعلمين بالمملكة تقوم على فكرة إعداد المعلم الشامل، وهي فكرة جيدة خصوصًا للمرحلة الابتدائية. أما فكرة معلم الصف طبقت في مملكة البحرين، وحققت نجاحًا مشهودًا في الأوساط التربوية العربية، وأنا من مؤيدي هذه الفكرة.

* كل من لفظته الجامعات قال (أبي أصير مدرس!!) (كاريكاتير تربوي).

لو أدركنا أهمية المعلم تمام الإدراك لجمعنا أوائل الثانوية العامة والنابهين والموهوبين وأدخلناهم كليات التربية، ثم وفرنا لهم ما لم يتوفر لغيرهم من الطلاب، ثم قدمنا لهم من الحوافز والتسهيلات ما لم تقدم لغيرهم من المهنيين... أتراني أحلم!

* لكي تستأصل الأفكار الضالة لا تبدأ من المدرسة، ولكن ابدأ من أكاديمية إعداد المعلم.

هذا هو النصف المحسوب من الحقيقة، أما النصف المكتوب فغير ذلك (هذا لغز تربوي حاولوا حلّه).

* في جامعة كوريا الوطنية للتعليم، توجد دورات هدفها تأهيل المعلمين للحصول على الترقيات فقط!!.

هذا شأن كوري داخلي، وأنا ممن ينتهجون منهج عدم التدخل في شؤون الغير الداخلية!! ولكن هل يترقى المعلمون لدينا؟ الذي أعرفه أن هناك 24 حصة تنتظر المعلم الشيخ والمعلم الشاب على حد سواء.

* وزارة التربية اليابانية تنتقي معلميها من جامعات القمة في اليابان، ثم تخضعهم للتدريب لمدة عام في أكاديميات خاصة (وزير التعليم الياباني كازو إيشيراكا).

كأنك تريد القدح في الأسلوب التكاملي لإعداد المعلم لصالح الأسلوب التتابعيº النظام التكاملي لإعداد المعلمين لا يعني بحال من الأحوال إهمال المواد التخصصية. الطالب في الكلية التربوية التي تعده إعدادًا تكامليًا يأخذ كل مفردة من مفردات التخصص من منظور تربوي ومنذ أول يوم له في الكلية.. أعتذر لغير المتخصصين الذين لم يفهموا كلامي!.

* «لجنة التوظيف العادل».. هيئة أيرلندية حكومية تضمن تكافؤ الفرص في الاختيار للوظائف التعليمية بغض النظر عن المذهب أو العرق أو الاتجاه السياسي.

هذا بالضبط هو العدل الذي يأمرنا به ديننا الحنيف، وبالتالي لسنا بحاجة إلى مثل هذه الهيئة، نحن بحاجة إلى هيئة من قبيل «لجنة التوظيف» للمعلمين المتخرجين والجالسين عند أمهاتهم.

* في بلجيكا الذي يدرب المعلم المستجد ليس أستاذًا من كلية التربية، بل المعلم الأساسي في المدرسة الذي يطلق عليه لقب «الناصح المخلص».

ليتنا نجمع في نظامنا التربوي الاثنين: الأكاديمي الخبير مع الناصح المخلص، لتدريب المعلم المستجد، فجمعهما ليس بمستحيل. لكن دعني أتوقف عند العبارة أعلاه، فما دام معلم التعليم العام ناصحًا مخلصًا، فهل هذا يعني أن الآخر تشوب إخلاصه شائبة؟!

* في فرنسا نسبة نجاح معلمي الابتدائية في اختبار الكفايات 20 % فقط.

كم هي النسبة عندنا؟ هذا سؤال. والسؤال الثاني والأهم: ما مدى معيارية اختبار الكفايات الأساسية للمعلمين الذي بُدئ بتطبيقه في وزارة التربية التعليم مؤخرًا، وهل يخضع هذا المقياس للمراجعة والتطوير المستمرين؟

* اختبار الكفايات الأساسية للمعلمين... الحل النهائي والجذري لمحاولات حث المعلم على تطوير مهاراته ومعارفه.

أعيد وأكرر.. ليس المهم وجود اختبار للكفايات الأساسية. المهم معيارية هذا المقياس وعلميته ودلالاته، وإخضاعه دومًا للنقد والمراجعة والتطوير، ثم الجدية في تطبيقه وتقويم المعلم على أساس نتائجه ودلالاته.

* بالأمس كانت ضالتنا عند المعلم، اليوم نجد ضالتنا على شبكة الإنترنت.

لا تزال ضالتنا عند المعلمº اللهم إلا إذا كانت ضالتنا هي المعلومة المجردة الجامدة، بدون أن نتوق إلى تحويلها إلى سلوكيات وقيم يتمثلها النشء الجديد.

* المعلم السعودي حصل على حقوقه كاملة، لكن واجباته لا تطاق!!

من ناحية: لا تتصور أن حقوق المعلم هي الحقوق المادية فقط. ومن ناحية أخرى: هل يؤدي المعلم واجباته وأقلها العمل لثماني ساعات في كل يوم دراسي؟! أتألم عندما أسمع أن بعض المعلمين يمارسون هواية «التزويغ» في أثناء اليوم الدراسي.

* «المعلم في عصر متجدد»: عنوان مؤتمر وطني عقد حول قضايا المعلم، لكن بعض أوراق عمله كانت من عصر متجمّد (كاتب صحفي).

كان الأجدى بالمؤتمر أن يتوسع إلى المهن والتخصصات الأخرى، فما أكثر مظاهر حياتنا التي تظهر لنا شكليًا بأنها من عصر متجدد، ولكننا فعليًا، في ممارساتنا اليومية، نبدو وكأننا نعيش في عصر متحجّر!

* التعليم الفعال يرتبط بخصائص المعلم النفسية أكثر من ارتباطه بخصائصه المعرفية والفنية (إحدى نتائج دراسة علمية).

نعود إلى القضية التي ستبقى قائمة في ظني، هل المعلم مطبوع أم مصنوع؟ أو بتعبير آخر البيئة أم الوراثة... هذه قضية بشرية كبرى لم تحسمها عشرات الدراسات، وعليه أنا ممن يرون عدم إهمال عامل البيئة أو عامل الوراثة لصالح الآخر، في إعداد المعلم أو أي مهني آخر.

* المعلمون ومستقبل الأمة: معلم غيور ينقصه الإدراك، ومعلم مدرك تنقصه الغيرة، وثالث حار بين هذا وذاك فاختلط عنده الصواب بالخطأ(د. طارق الحبيب).

مستقبل الأمة يتوقف على التوازن بين العقل والعاطفة، إشكالية الصواب والخطأ هي إشكالية عقل وعاطفة، بشكل أو بآخر.

* نصف المعلمين يرغبون في تغيير مهنتهم (تحقيق صحفي).

إذًا يمكنني أن أحكم أن نصف المعلمين لا يعرفون قيمة التعليم ودور المعلم... بالمناسبة أشك، ومن حقي أن أشك، في واقعية مثل هذا التحقيق الصحفي.

* لامية أحمد شوقي في المعلم لا تقل شهرة عن لامية الشنفرى لكثرة من يحفظها.

أدعو الله أن تتجاوز هذه اللامية (الأصلية) الحناجر إلى القلوب مباشرة.

* (يا من يريد الانتحار وجدته... إن المعلم لا يعيش طويلاً) طوقان يعارض شوقي في لامية المعلم.

أتمنى ألا تتجاوز هذه اللامية (المقلّدة) الحناجر، وتظل تراوح ما بين الفم والحنجرة.

* «الذين في الفنادق ليس لهم أجر أهل الخنادق» (معلم يتحدث عن المؤتمرات الوطنية المتعلقة بالمعلم).

ومن يتمطى على فراش وثير ليس كمن يتقلب على حصير... يجب أن تكون المؤتمرات المعقودة حول المعلم مكونة من المعلمين أنفسهم طرحًا وحوارًا وإقرارًا للنتائج، وإلا ستبقى الفنادق فنادق والخنادق خنادق.

* المعلم مثل الشعير... مأكول مذموم (كاريكاتير تربوي).

هناك نشرة تصدرها كلية المعلمين بالمدينة المنورة اسمها «الكاريكاتير التربوي»، والدافع لإصدارها عبقرية هذا الفن الصحفي وقدرته على التكثيف اللغوي والشكلي والتعبير المختصر، خصوصًا عندما يتناول القضايا التربوية على يد فنان مقتدر. بالمناسبة لماذا اختفى الكاريكاتير من صفحات المعرفة؟!

* يوجد أكثر من 50 مليون معلم حول العالم (تقرير لليونسكو).. لقد فاقوا العسكر عددًا.

العسكر وغيرهم يتخرجون من تحت أيدي المعلمين... ثم إن بنا ء العقول سوف يؤدي حتمًا إلى حماية الثغور.

* «يا ولدي لا تحرص على هذه المهنة (التعليم)º اتركها إن استطعت، فهي محنة لا مهنة، هي ممات بطيء» (الشيخ علي الطنطاوي عن أحد معلميه).

رحم الله الشيخ علي الطنطاوي وأستاذه، الذي لم يقصد من هذه النصيحة سوى إظهار أهمية المعلمº صدقوني أن معلم الطنطاوي اشتق كلمة محنة من الامتحان الصعب الذي لا يتجاوزه إلا الأشداء من الرجال، كما أنه يبشّر المعلمين بطول العمر إذ لا يكون موتهم سريعًا..

* «بعض الناس يبدو وكأنه نذر نفسه لمهنة احتقار المعلم من المهد إلى اللحد» (كاتب صحفي).

في ثقافات الشعوب الأخرى وتراثهم إعلاء لقدر المعلمº أما نحن العرب فقديمًا وحديثًا مواقفنا غير مشرفة مع المعلمين في الغالبº بدءًا مما خطه الجاحظ عن معلم الصبيان وحتى صحفيي اليوم.. !

* الوزير يحمي نفسه بالمعالي، والوكيل بالسعادة، والشيخ بالفضيلة أو السماحة، والأستاذ الجامعي بالدال.... المعلم أعزل.

في لغتنا المحكية اليومية يسمّي الناس المعلم أستاذًاº والأستاذية أرقى الدرجات العلمية، وعليه فالمعلم يحمي نفسه بحرف الألف أول حرف من كلمة أستاذ.. لكن الألف أيضًا هو أول حرف في كلمة «أعزل»!

* كلّما دلف جديد من عالم التقنية إلى عالم التعليم، وكلما غازلت مفرزات التقنية عواطف المتعلمين، وضع المعلّمون أيديهم على قلوبهم، وتوجّسوا شرًا من هذا الوافد الثقيل، وازدادت مخاوفهم، وعاودهم حلم مزعج وكابوس مرعب بتسريح المعلم إلى الشارع، جائع البطن خاوي الجيب عاري الجسد... عاطلاً!!

الخطر يكمن في أمر آخر... نحن، ومع شديد الأسف، أمة اتكاليةº فكما أننا نقلنا التقنية استقدمنا من يشغلها لنا، وكما نقوم بإعداد المربين والمربيات في معاهد وكليات التربية نستقدم من يربي أبناءنا في بيوتنا...

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply