تحريف الإسلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيقن أعداء الأمة الإسلامية أنه لا يمكن القضاء على مصادر عزها ومقاومتها وممانعتها للظلم والجبروت والتسلط إلا بإفساد دينها ذاتهº وتعاليمه وأسسه التي انبنى عليها منذ مئات السنين.

 

فعملوا على تشجيع الحركات الهدامة داخل جسد العالم الإسلامي مثل القاديانية والبهائية والحركات الباطنية الأخرى، والمذاهب المنحرفة كالشيعة الاثني عشرية والصوفية، رغبة منهم في التضييق على الإسلام السني الوسطي الذي يمثل حقيقة الدين ولبه.

 

ثم هم يدعمون في الفترة الأخيرة فترة ما بعد الاستعمار- الجماعات والجمعيات المشبوهة ومراكز البحوث والدراسات بغية تحريف الإسلامº وتقديم الصورة المشوهة المنحرفة عنهº ليختلط الحابل بالنابل، وتضيع معالم الدين.

ومن هذا الجانب سمعنا أشياء غريبة، وفتاوى عجيبة، تنطلق كلها من تلك المنطلقات وتسعى إلى تلك الغايات.

 

ولنستعرض شيئا قليلا من تلك الدعوات الجديدة المشبوهة والتي إن أخذ بها تشوه الدين تماما وتغير: -

1- قيام المدعوة (أمينة ودود) بعمل بدعة جديدة بإمامتها مجموعة من الناس في صلاة الجمعة، وصلى الرجال والنساء خلفها في صفوف متشابكة الرجال عن اليمين والنساء عن الشمال- وأذنت للصلاة وأقامتها فتاة حاسرة الرأس، وصلت كذلك بلا حجاب شعر، وبالبنطال، وبجوار الرجال، وبعد كل هذا فقد أقيمت الصلاة في كنيسة من كنائس نيويورك الإمريكية، بعد رفض عدة مساجد لتلك الصلاة الباطلة أن تقام فيها.

 

2- وفي أحد المراكز المشبوهة التي تدعمه وزارة الخارجية الأمريكية وهو (مركز دراسات الإسلام الديموقراطي) في أمريكا، والذي يديره شخص اسمه (رضوان المصمودي)، تجرى دراسات وأبحاث ومؤتمرات تنتقص من كتب التفسير والفقه والتراث الإسلامي، وتدعو إلى تفكيك بنية القرآن الكريم بحذف كل الآيات التي تدعو إلى تطبيق الحدود، بدعوى أن هذه الآيات تغذي الفكر المتطرف.

 

3- وكذلك مفتي مصر (علي جمعة) الذي أيد فكرة تجميد العمل بالحدود الشرعية بسبب عدم توفر الظروف الملائمة لتطبيقها، وأن العصر غير ملائم لها. (انظر جريدة الوطن السعودية 25/2/1426هـ).

 

4- ومن نفس المنطلق دعا (طارق رمضان) من سويسرا إلى تجميد الحدود الشرعية التي أمر الله - تعالى- بها، مبرراً أن تطبيق تلك الإجراءات القمعية والعقوبات لن يجعل المجتمع أكثر أيمانا بالتعاليم الإسلامية، وهذا الكلام السيء من التقول على الله بغير علم، والتقديم بين يديه الذي نهى عنه في سورة الحجرات، والغريب أن طارقا هذا حفيد الإمام حسن البنا. (انظر جريدة العالم الإسلامي 16/3/1426هـ).

 

والواجب على جميع المسلمين الوقوف ضد هذه الحملات التخريبية والتصدي لها، وخاصة من العلماء والمثقفين والسياسيين، فإن الحفاظ على الإسلام النقي والتدين الصحيح واجب يختبر الله - تعالى-  به عباده، وإلا فإن الله قادر على نصرة دينه {ولو يشاء لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}، ووعد الله - تعالى-  من نصر دينه بالنصرة والتمكين {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.

 

وستبوء كل محاولات أمريكا وأنصارها بالخسران بإذن الله - تعالى -، فكم من محاول أن يفسد الدين لم يفلح، وكم من منافق حاول التخريب ففشل، ولكنها سنة الحياة صراع دائم بين الخير والشر.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply