الأذان لم يرفع في مسجد الفرهادية منذ عام 1993م


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ أدهم تشامجيتش مفتي بنيالوكا الذي تولى مهمة الإفتاء بعد الشيخ إبراهيم خليلوفيتش - يرحمه الله - قبل 5 سنوات، وضع همه الأساس تجديد المساجد وإعمار المراكز الإسلامية التي هدمتها الحرب في البوسنة، للحفاظ على الهوية الإسلامية وبناء مدارس ثانوية تعلم أبناء المسلمين قواعد دينهم، خلال مشاركته في اجتماع مفتيي الأقاليم الذي عقد بمدينة سراييفو مؤخرا التقته المجتمع، ودار معه الحوار التالي:

نود التعرف على جهود إعادة اعمار مساجد بنيالوكا، وخاصة مسجد الفرهادية بعد 13 عام من العدوان الصربي؟

مثل مسجد "الفرهادية" الذي أقيم في القرن الخامس عشر رمزاً إسلامياً عامراً بالعلم والعبادة قرابة 500 عام، حتى السابع من مايو 1993م، حيث دمره الصرب لمحو الآثار الثقافية للمسلمين في بنيالوكا والبوسنة، وإنهاء الوجود الإسلامي ديموجرافياً وثقافياً من خلال سياسة وحشية قل نظيرها. ولم يكن جامع الفرهادية المعلم الوحيد الذي تم حرقه بالديناميت فحسب، بل هناك 106 مساجد أخرى تعرضت للهدم في بنيالوكا، من بين أكثر من 1400 مسجد تم هدمها في البوسنة من قبل الفاشيين الصرب أثناء العدوان..والآن ننتظر من إخواننا المسلمين مد يد العون إلينا لنستعيد استقرارنا من جديد ونقوي شوكتنا وشوكة الإسلام في البلقان، ونزيل آثار العدوان على المعالم الإسلامية التي استهدف الصرب طمسها..

وقد نجحنا في ترميم عدد من المساجد في بنيالوكا، وبدأنا في رمضان الماضي لإعادة بناء جامع الفرهادية، الذي ظل لؤلؤة البلقان منذ 1579م، وكان يضم مدرسة وعدداً من مباني الأوقاف.

وفي هذا العام سنفتتح بعون الله مكتبة "فرحات باشا" في بنيالوكا، التي لا ينقصها غير أمهات الكتبº لأنه بدون ثقافة إسلامية لا يمكن المحافظة على الوجود الإسلامي في أي مكان وفي أي وقت. كما نتوقع افتتاح مقر المشيخة الإسلامية الجديد في بنيالوكا هذا العام، وكنا قد رممنا وأعدنا بناء 14 مسجداً.

الكويت وأبو ظبي والشارقة وقطر التي قدمت لنا 200 ألف دولار، كما تلقينا وعوداً من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وهذه الوعود مرت عليها عدة سنوات ولم يتحقق على أرض الواقع منها شيء.

 وماذا عن الواقع الجديد الذي يحياه المسلمون بعد عودتهم لبنيالوكا ؟

عاد أكثر من 20 ألف نسمة للمدينة، بعد تحسن الأوضاع السياسية، ولكن تبقى المشكلة في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، ورغم ذلك فإنهم ينتظرون موعد إعادة افتتاح مسجد "الفرهادية" بلهفة شديدة، والبعض من شدة حرقته يلومونني على ذلك، ويومياً أسمع السؤال: متى ستبنون جامع الفرهادية؟ وقد أصبح سؤالاً تقليدياً بعد السلام عليكم مباشرة.

أما العودة للوظائف فهي قليلة رغم صدور قرار دولي بهذا الخصوص، ونحن نعمل على تنفيذ حق العودة للعمل بالنسبة للمسلمين الذين فصلوا من وظائفهم بسبب دينهم.

 هل حققت مشروعات تطوير التعليم التي تقوم بها المشيخة الإسلامية أهدافها المرجوة؟

انطلاقاً من أهمية التعليم للطلبة هل المسلمين في غرس قيم الانتماء للإقليم وللدين الإسلامي نخطط لافتتاح مدرسة إسلامية ثانوية في بنيالوكا العام القادم، سيكون مقرها على "نهر السافا" على بعد 45 كيلومتراً من مدينة بنيالوكا على طريق زغرب، حيث لا توجد مدارس إسلامية حالياً في بنيالوكا بعد هدم مسجد "الفرهادية" والمدرسة التي كانت ملحقة به، ويكتفي الطلبة في المدارس الحكومية بتلقي دروس دينية بمعدل ساعة في الأسبوع، بما يعوق تأهيلهم لدعوة غيرهم للإسلام أو حتى تحقيق الإشباع الذاتي .

وأدعو المسلمين في بقاع الأرض للتعاون معنا للحفاظ على أجيالنا المسلمة من المخاطر التي تتهددها من تنصير وغيره، وكما فعل الكروات وهم أقلية ضئيلة بمدينة بنيالوكا حيث أقاموا مدرسة كاثوليكية كبيرة بمساعدات من جهات دولية مسيحية.

 وهل من جديد في أوضاع المسلمين بعد زيارة المبعوث الدولي للبوسنة منطقة "بنيالوكا" مؤخراً؟

لقد كانت فرصة لعرض مشكلات المسلمين العائدين، وقد أكدت خلال لقائي معه في المشيخة الإسلامية على أمرين: الأول إعادة بناء المساجد لتسريع عودة المهجرين، والثاني إعادة الموظفين المسلمين إلى مقار أعمالهم كما كانوا قبل العدوان. ووعد بتحقيق ذلك وننتظر التطبيق.

وكنا قد أرسلنا برسالة إلى محافظ بنيالوكا "دراجومير دافيدوفيتش" بخصوص وضع العمال والموظفين قبل العدوان، ولم نتلق رداً حتى الآن، ونحاول رفع الظلم الواقع على المسلمين، فعلى سبيل المثال عند الوفاة بالمستشفى تجبر عائلة المتوفى على دفع 100 يورو، وهو مبلغ كبير جداً نظراًً لحالة المسلمين الذين لا يسمح لهم بالعمل ويعيشون على المساعدات، علماً بأن المبلغ لا يطلب من غير المسلمين!

تساعدكم دول العالم الإسلامي في حركة إعمار المساجد؟

تلقينا وعوداً من عدد من الجهات في .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply