حرب طاحنة بين الدعاة إلى المحاكم الشرعية وبين أمراء الحرب الصوماليين الذين يريدون إجهاض تلك المحاكم


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تدور في العاصمة الصومالية (مقديشو) حرب طاحنة بين الدعاة إلى المحاكم الشرعية وبين أمراء الحرب الصوماليين الذين يريدون إجهاض تلك المحاكم بعد أن بدأت تأخذ دورها في تطبيق شرع الله – تعالى -  وتحقيق الأمن والعدل والسلام في ربوع ذلك البلد المحطم الذي تحول إلى غابة مخيفة منذ سقوط رئيسه السابق (سياد بري) وحتى اليوم.

 

لا توجد هنالك غرابة فيما يجري في الصومال بسبب أمراء الحرب الذين أصبح مصدر دخلهم الوحيد هو ابتزاز السكان وإذلال الشعب الصومالي الفقير، وتوزيع الصومال إلى مناطق نفوذ وحماية خاصة بهم وفرض الضرائب الباهظة على الصوماليين مقابل أن يأمن الناس على حياتهم ومعاشهم، والسيطرة على جميع مرافق الحياة من مطارات وموانئ وطرق وغيرها.

 نعم ليس ذلك هو الأمر الغريب ولكن الغريب هو أن تلك الحرب القذرة التي يشنها أمراء الحروب هي من تدبير القوات الأمريكية التي تهيمن على الصومال وتنتشر في البحر من حوله، وتتدخل في جميع شؤونه الداخلية والخارجية، فعندما عينت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الصومالي الجديد اعتقدت بأنه سيحقق مصالحها الاستعمارية في الصومال، ولكن ما إن بدأ الرئيس يتعاون مع الدعاة إلى الله - تعالى - ويسمح لهم بإقامة المحاكم الشرعية من أجل إقرار الأمن والاستقرار في ربوع الصومال، حتى جن جنون الولايات المتحدة وراحت تستعدي أولئك المجرمين على السلطة الشرعية حتى ولو كان على حساب البلد الذي تدعي زورا وبهتاناً الدفاع عنه وحمايته، فراحت تجند الجنود وتوزع الأسلحة وتعد الخطط من أجل إسقاط المحاكم الشرعية والسيطرة عليها مما أدخل البلد في حرب أهلية جديدة لا يعلم عاقبتها إلا الله - تعالى -، ولازالت الحرب سجالاً بين الطرفين.

إن تلك الدروس من أرض الصومال هي أدلة جديدة نضيفها إلى مئات الأدلة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد خيراً بالمسلمين ولا يهنأ لها بال حتى تجتث دعوة الإسلام من قلوب المسلمين ومن ديارهم وتنشر الكفر والعداوة والفوضى في بلدانهم.

 إن تجربة أفغانستان والعراق والصومال وكشمير وتيمور الشرقية وغيرها الكثير لهي شواهد حية على قوله - تعالى - :{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى}-.-{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}-.

فهل يعتبر المسلمون من كل ذلك ويرجعوا إلى شريعة ربهم وهديه ويحذروا من أعدائهم؟!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply