هل نرضى الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نشرت صحيفة دانماركية تسمى يلاندز بوسطن رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - جميعها تحمل ملامح شريرة ومنها صورة تمثل رجلاً عمامته على شكل (قنبلة)!! وجميع الكاريكاتيرات بأوضاع معينة لتربط رسول العالمين وسيد الأنبياء وخاتمهم - صلى الله عليه وسلم - بالإرهاب!!..كان ذلك في يوم الجمعة 26/ شعبان 1426ه الموافق 30/ سبتمبر/ 2005م ومنذ ذلك الحين وردود أفعالنا ضعيفة هنا في صحفنا اليومية اللهم إلا من مقالة للأستاذ خالد السليمان في عكاظ يوم الثلاثاء 3/12/1426ه - حسب علمي - وفي الأوساط الإسلامية في الدانمارك كانت ردود الأفعال قوية وتقدمت الجالية الإسلامية هناك برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة، الدانماركية بتهمة انتهاك مشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم ولكن المدعي العام رفض محاكمة الصحيفة الدانماركية التي نشرت هذه الكاريكاتيرات، وقال: إن القانون الذي يستخدم لتوجيه تهم بسبب انتهاك حرمة الأديان لا يمكن استخدامه ضد الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم.

 

وكما نشر أن رئيس الوزراء الدانماركي رفض لقاء سفراء الدول الإسلامية لبحث هذه القضية وكان تبريره بأنه إن شعر المسلمون بالإهانة فبإمكانهم التوجه للمحاكم ورفع دعوى قضائية ضد الصحيفة!!

وكانت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اتفقتا على ضرورة القيام بخطة تحرك تجاه الحملة التي تشهدها الدانمارك تجاه الإسلام ورسول الله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الجامعة منذ أيام بين الأمين العام للجامعة والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي.

 

ولكن ولعدم حرص الدانمارك على القيام بأي موقف يتجاوب مع الجاليات الإسلامية ومع العالم الإسلامي الذي يساء إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - (هكذا)!! دونما رادع رسمي أو شعبي على مستوى الشعوب والمؤسسات الخاصة فإن مجلة نرويجية حذت حذو الصحيفة الدانماركية وأعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية بذريعة (حرية التعبير)!!.

 

وكما نشر في «الرياض» يوم الأربعاء 11/12/1426ه أن المجلة النرويجية (ماغازينت) أعادت نشر الرسوم يوم الثلاثاء 10/12/1426ه الموافق 10/1/2006م اقتداء بالصحيفة الدانماركية التي نشرت الرسوم سابقاً.. وذكر الخبر أن رئيس تحرير هذه المجلة النرويجية فيبيورن سيليك قال: (لقد ضقت ذرعاً شأني شأن يلاندز بوسطن من تآكل حرية التعبير الذي يحدث خفية).. وواصل سيليك تصريحاته العنصرية ضد الإسلام.. وبقوله: (ومع جريمة قتل ثيوفان غوخ (المخرج الهولندي الذي قتله هولندي من أصل مغربي عام 2004م) يقول: رأينا أن الأمر لا يتعلق بتهديدات فارغة، نعرف أن حرية التعبير في منطقتنا مهددة من دين ليس غريباً عليه اللجوء إلى العنف)!!.

 

ومن يتمعن في هذه العبارات يجد أن هذا الرجل يصف التصرف الفردي لبعض الأفراد بأنه هذا الدين وهذه هي (التهمة) التي يصف بها أعداء هذا الدين جوهره ونبيه - صلى الله عليه وسلم -.

فرئيس الوزراء الدانماركي يرفض مقابلة السفراء وينصحهم برفع دعوى قضائية، وعندما ترفع الجالية الإسلامية الدعوى يرفضها المدعي العام ويدعي أن القانون الذي يستخدم لتوجيه تهم بسبب انتهاك حرمة الأديان لا يمكن استخدامه ضد الصحيفة!!

 

وتخيلوا لو كان الأمر يخص أي انتقاد لما يدعون أنه السامية!! ما الذي كان سيحدث؟؟ أما أن تتم السخرية برسولنا - صلى الله عليه وسلم - وقبل ذلك انتقاد قرآننا الكريم، فذلك لا يدخل في ظل أي قانون للمحاسبة أو للعقوبات!!

 

ومن يستعد الضغوط التي مورست على وزيرة المالية والاقتصاد النرويجية كريستين هالفورسين لتعتذر لدولة العدو الصهيوني عن تصريحاتها التي أيدت فيها مقاطعة السلع الصهيونية تضامناً مع الشعب الفلسطيني.. ورغم تقليل بعض النرويجيين يومها - المؤيدين للقضية الفلسطينية - من شأن الاعتذار لأنه ليس عن الأفكار والرؤى التي يعتنقها حزب اليسار الاشتراكي وإنما بهدف عدم تصدع الحكومة بعدم الحديث عن سياسة لا تدعمها الأغلبية في الحكومة.. فإن هذا الاعتذار لفت النظر إلى القوة التي يتمتع بها اللوبي الداعم لإسرائيل في البلاد.. وكما ذكر أن الوزيرة النرويجية، عاشت فترة من الحرب النفسية والإعلامية عقب تصريحاتها لمقاطعة البضائع القادمة من دولة العدو الصهيوني، وكما ذكرت ناشطة فلسطينية بأوسلو أن اللوم يقع على الموقف المتخاذل للعرب والمسلمين في النرويج الذي اكتفى بالمتابعة ودور المشاهد دون أي نصرة لمبادرة الوزيرة كونها تصب في المصلحة الوطنية لهم..

تحرك اللوبي اليهودي لمجرد طلب الوزيرة النرويجية مقاطعة بضائع إسرائيل!! واعتذرت الوزيرة!! ونحن هنا يتحرك السفراء العرب ولا يستجيب لهم رئيس الوزراء.. ولا يقبل المدعي العام الدعوى القضائية ضد الصحيفة التي أساءت إلى سيد البشرية - صلى الله عليه وسلم -..

قرأت يوم الخميس 12 الحالي بيان الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي واستياءها الشديد والمسلمين والمؤسسات والمراكز الإسلامية في العالم للإساءة التي وجهتها المجلة المذكورة أعلاه وعن اعادة الصحيفة النرويجية نشر الكاريكاتيرات المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - . وذكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتورعبدالله التركي أن هذا سيؤثر على التواصل بين الشعوب كما أنه يثير الكراهية والبغضاء بين البشر، وطالب معاليه المؤسسات الثقافية والاجتماعية في أوروبا بالنظر في التأثير السلبي لهذه الحملات الإعلامية المعادية للإسلام والمسلمين على الحوارالحضاري وعلى التعاون بين الشعوب وعلى الأمن والسلام في العالم.. ودعا المسلمين في كل من النرويج والدانمارك وأوروبا إلى الانضباط وعدم الاستجابة لردود الأفعال التي قد تؤدي إلى سلبيات ونتائج غير محمودة!!.

ورغم احترامي لهذا النداء خصوصاً في سطوره الأخيرة إلا أنني أتساءل هل حكم علينا أن نصمت تجاه ما يحدث من إساءات متكررة للدين وللرسول (- صلى الله عليه وسلم -)؟؟

ألا يمكن للأمانة رفع دعوى قضائية أخرى والإلحاح في (اعتذار هذه الصحيفة والأخرى) بل وتغريمهما (مالياً) على هذه الإساءات؟؟

ثم يبقى الدور الاقتصادي الذي يمكن للأفراد والشركات القيام به للضغط على كل من يسيء إلى ديننا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply