هَضْم النفس


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعتُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطًا فسمعتُه يقول وبيني وبينه جدار: (عمر! أمير المؤمنين! بخٍ بخٍ، واللهِ بُنَيّ الخطاب لتتقينّ الله أو ليعذبنّك).

الموطأ (2/992).

وتأمل في دعاء يوسف –عليه الصلاة والسلام-:{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.

قال الشربيني –رحمه الله-: "إنما قال عليه السلام ذلك هضمًا لنفسه، وإظهارًا للحاجة والفاقة إلى فضل الله في كل المطالب، وفي ذلك دليل على أنّ عصمة الأنبياء بتوفيق الله تعالى وحفظه إياهم "

السراج المنير (2/ 184).

فالمؤمن الصادق أرفع ما يكون عند الله أوضع ما يكون عند نفسه وأوضع ما يكون عند الله أرفع ما يكون عند نفسه.

ويؤكد الإمام الشافعي -رحمه الله- على هذا المعنى فيقول: " رفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply