من لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة ( 3 )

2.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

المُسبل إزاره خيلاء

عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة لا يكلمهم الله - عز وجل - يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المنان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) (1).

تعريف المُسبل: من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة.

الله - عز وجل - لا يحب المسبلين:

عن المغيرة بن شعبةº قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يا سفيان ابن سهل! لا تسبل. فإن الله لا يحب المسبلين) (2).

قال الإمام النووي:

المسبل إزاره: معناه: المرخي له الجار طرفه خيلاء.

و يدل على أن المراد بالوعيد مَن جره خيلاء.

كما جاء مفسراً في الحديث الآخر: \"لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء\".

والخيلاء: الكبر.

وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل إزاره.

وقد رخص النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك لأبي بكر الصديق - صلى الله عليه وسلم -، وقال: (لست منهم إذ كان جره لغير الخُيلاء) (3).

الإسبال في الإزار والقميص والعمامة:

عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهم - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئاً خُيلاء لم ينظر الله - تعالى - إليه يوم القيامة) (4).

عن ابن مسعود قال: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من أسبل إزاره في صلاته خُيلاء فليس من اللّه جلَّ ذكره في حلٍّ, ولا حرامٍ, ) (5).

عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة) فقال أبو بكر: إن أحد جانبي إزاري يسترخي، إني لأتعاهد ذلك منه، قال: (لست ممَّن يفعله خيلاء) (6). وهذا من المدح لأبي بكر.

وعن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الذي يجر ثوبه من الخُيلاء، لا ينظر الله إليه يوم القيامة) (7).

قال ابن حجر: \" جر الثوب لا يُذم إلا ممن قصد به الخُيلاء\".

وقال: الخُيلاء: التكبر.

وقال الراغب الخُيلاء: التكبر ينشأ عن فضيلة يترآها الإنسان من نفسه.

وقال أيضا: للرجل حالين: حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال الجواز هو إلى الكعبين [فتح الباري: 10/ 220].

--------- -----------------------------

1- سنن النسائي، الزكاة، المنان بما أعطى، (2517).

2- صحيح ابن حبان، باب موضع الإزار أين هو؟، (3574). في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.

3- صحيح مسلم بشرح النووي.

4- رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة بإسناد حسن.

5- سنن أبي داود، باب: الإسبال في الصلاة، (637).

6- سنن أبي داود، باب: ما جاء في إسبال الإزار، (4085).

7- سنن ابن ماجه، باب من جر ثوبه من الخيلاء، (3569).


مقالات ذات صلة


أضف تعليق