رواه الترمذي ( 3127 ) من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - ، وإسناده ضعيف ، فيه عطية بن سعيد العوفي ضعَّفه أحمد وأبو زرعة ، وفيه مصعب بن سلاَّم ضعَّفه علي بن المديني ، ولابن معين فيه قولان ، وقال ابن حبان : كثير الغلط لا يحتج به ، وقال ابن عدي : ولمصعب أحاديث غير ما ذكرت غرائب وأرجو أنه لا بأس به وأما ما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمد .
والظاهر أن حديثه هذا مما غلط فيه ، وانقلب عليه ، فقد روى الحديثَ سفيانُ عن عمرو بن قيس – الراوي عنه مصعب هذا الحديث – قال : كان يقال \" اتقوا فراسة المؤمن \" ، وهو الذي صوَّبه العقيلي في \" الضعفاء \" ( 4 / 129 ) ، والخطيب البغدادي في \" تاريخ بغداد \" ( 3 / 191 ، 192 ) .
ورواه الطبراني في \" الكبير \" من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه - ، وإسناده ضعيف ، فيه : عبد الله بن صالح وهو كاتب الليث بن سعد ، ضعَّفه أحمد وابن المديني والنسائي وصالح جزرة وابن حبان.
ورواه ابن جرير الطبري في \" التفسير \" ( 14 / 46 ) ، وأبو نعيم في \" حلية الأولياء \" ( 4 / 94 ) من حديث ابن عمر – رضي الله عنه - ، وإسناده ضعيف جدّاً ، فيه فرات بن السائب ، قال البخاري : منكر الحديث ، تركوه ، وقال الدارقطني : متروك .
ورواه ابن جرير – أيضاً – ( 14 / 46 ) من حديث ثوبان – رضي الله عنه - ، وإسناده ضعيف جدّاً ، فيه مؤمل بن سعيد وسليمان بن سلمة ، وكلاهما منكر الحديث كما قال أبو حاتم الرازي ، وقال ابن حبان عن مؤمل بن سعيد : منكر الحديث جدّاً ، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري ، فلا أدري البلية منه أو من سليمان .
والحديث : حكم عليه الحافظ ابن الجوزي بالوضع ، والشيخ الألباني بالضعف – كما في \" السلسلة الضعيفة \" ( 1821 ) - ، والصواب : التوسط وأنه ضعيف جدّاً .
ويغني عن هذا الحديث : حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :\" إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم \" ، رواه الطبراني في \" الأوسط \" ( 3 / 207 ) ، وابن جرير الطبري في \" التفسير \" ( 14 / 46 ) .
قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن .
\" مجمع الزوائد \" ( 10 / 268 ) .
وحسَّنه الشيخ الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" ( 1693 ) .
والله أعلم .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد