بسم الله الرحمن الرحيم
لم تصمد كثيراً روايات الدجل والكذب الملفقة التي ساقها الإعلام العراقي الرسمي المضلل المتمثل بقناة العراقية، ومن على شاكلتها كقناة الفرات التابعة للحكيم, وتصريحات المسئولين العراقيين الطائفيين في التغطية على حقيقة ما جرى من مجزرة جماعية بشعة بحق بعض مواكب العزاء الحسينية التي انطلقت من مناطق الفرات الأوسط لتأدية طقوس الزيارة الحسينية في كربلاء والنجف.
واتهم البيان الحكومي الإرهابيين والصداميين، والتكفيريين والبعثيين, مع حرصه على تجنب ذكر أن المجاميع المعنية هي شيعية لتضليل الرأي العام، والحقيقة ظهرت في نهاية المطاف، إذ بعد وقوع المجزرة البشعة تبين أن هذه المواكب ينتمي أفرادها إلى عشيرة الحواتمة والخزاعلة وهما من عشائر الجنوب العربية \"الشيعية\", هذه المواكب التي سيرتها هذه العشيرتين كانت تردد شعارات مناهضة للاحتلال والنفوذ الإيراني وعملائه في العراق, الأمر الذي أثار حفيظة وكلاء إيران من السيستاني والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم \"الطباطبائي\"، ومن على شاكلتهم من الأحزاب الشيعية الأخرى من ذوي الأصول والولاء الإيراني.
لهذا السبب سارعت حكومة النجف بمحافظها الذي ينتمي إلى المجلس الأعلى باستخدام القوة العسكرية، وطلب الدعم الحكومي والأمريكي لمواجهة هذه المواكب المعارضة بعد أن قامت بعملية تضليل مكشوفة من أن هذه المجاميع لها ارتباط وثيق بتنظيم القاعدةº للإيحاء أنهم ينتمون إلى السنة \"الإرهابيين\"، الأمر الذي نتج عنه استخدام القوة المفرط من قبل القوات الحكومية تدعمها القوات الأمريكية بالطائرات, لتتحول بعدها مسيرة هذه المواكب الحسينية إلى ركام من أشلاء ممزقة للرجال والنساء والأطفال تملاً الطرقات والبيوت والمزارع.
وقد عرضت رويتر صور لجانب من المجزرة يوضح مدى الوحشية التي استخدمت في إبادة هذه الجموع البشرية على أيدي الصفويين وأسيادهم الأمريكان، وتتحدث الإحصائيات عن مقتل أكثر من 50 شخصاً ومئات الجرحى, بالإضافة إلى اعتقال ما يقرب 1000 شخص، ممن يشتبه بهم بالتورط في المشاركة في مواجهة الحكومة الصفوية.
ومن المؤشرات التي تدل على تورط الصفويين من أتباع السيستاني والحكيم ومن على شاكلتهم في هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات من عشائر الحواتمة والخزاعلة هو انسحاب نواب الائتلاف الشيعي بعد مشادات كلامية مع رئيس مجلس النواب الدكتور محمود المشهداني على خلفية قراءته رسالة على أعضاء الجمعية الوطنية وصلته من شيوخ عشائر الزركة في النجف، وما رافقها من مطالبة رئيس النواب المشهداني نفسه بضرورة إجراء تحقيق حول المجزرة، الأمر الذي رفضه أعضاء الائتلاف الشيعي, والذي كما يبدو أثار حفيظة الجناة القتلة بينهم، مما اضطرهم إلى الانسحاب من الجلسة.
ومن ناحية أخرى تعد مجزرة الزركة شاهداً على تورط الحكومة الطائفية وأجهزتها المدعومة بفرق الموت والمليشيات الصفوية، وأنها هي التي تقف وراء مسلسل القتل والخطف والتهجير الذي يستهدف العراقيين سنة وشيعة عرباً في عموم العراق، سيما في مناطق الجنوب الذي تقطنه غالبية شيعية لتنفيذ مخطط إيراني بغيض.
والسؤال المطروح: أين سيتم تصنيف هذه المجزرة، وهل ستعتبر من إنجازات المقابر الجماعية لحكومات العراق الطائفية في ظل الاحتلال الأمريكي, أم سيتم تجاهلها مع المقابر الأخرى!؟ ومن سيحاكم الجناة عليها, وهل سيحتفظ الموسوي المدعي العام \"الشيعي\" بأسماء ووثائق لمجزرة الزركة ليقاضي بها الجناة من الشيعة مثلما فعل مع ضحايا الشيعة في منطقة الدجيل!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد