كاتب بالوكالة أم باحث في الجهالة؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نستمر في حوارنا مع الأستاذ أحمد الكاتب وهذه آخر حلقة من الحوار الذي بدأنا به قبل أكثر من شهر دون أن نسمع جوابا منه إن كان لديه ما يقول في هذا الصدد

فهويتسائل: وإذا سمحت الحكومة في المستقبل ببناء مسجد لأهل السنة في طهران فهل ستطالب في المقابل ببناء مساجد للشيعة في العواصم السنية وهل تقبل تلك العواصم بذلك؟

 

أولا أهل السنة لا يطالبون ببناء مسجد واحد بل ببناء مساجد لهم لأنهم مواطنون، ومعنى تساؤلك أنهم ورقة لعب بيد النظام ليحقق الشيعة مكاسب لهم من الدول التي هم فيها مواطنون ولكن هذه السياسة فشلت في أفغانستان وتسببت في إحراج النظام بشدة، ولربما تقصد بالعواصم السعودية مرة أخرى- لأن بقية الدول والعواصم لا يمنع فيها بناء مساجد للشيعة، ألا ترى إلى دمشق وهي لب عواصم السنة كيف يبني فيها الشيعة مساجدهم بل وتجمعاتهم السكنية الخاصة بهم!!! فلماذا لا تعكس السؤال لو كنت تريد الحق والإنصاف، ثم ألا تعلم إن الشيعة أقل اهتماما بالمساجد من السنة لعدم وجوب الجمعة لديهم؟ بما أنه يوجد مساجد في جميع العواصم السنية إلا الرياض فعلى النظام الإيراني أن يسمح للسنة ببناء مساجد لهم في المدن الكبرى والعاصمة فهذا هو الإنصاف.

ولكن لماذا هذا التلبيس والمغالطة، هل نحن إيرانيون أم عرب أم باكستانيون أم أفغان؟ ولماذا ندفع إذاً الضرائب لإيران ونؤدي الخدمة العسكرية في الجيش الإيراني وندفن في إيران، هل لندفع ثمن ما يفعله غيرنا ونكون ورقة لعب مع الاخرين؟ هذا هو الخلط بعينه

 

ثم يتباكى الكاتب على الوحدة المزعومة شأن طائفته التي لا تؤمن بها أصلا، يعد مجرد طرح هذه الأسئلة المحرجة للنظام الإيراني المخادع يعدها مثيرة للفتن، هل يعتبر منح الحق لنا في بناء المساجد- لم نقل الوزارات والمسئوليات كما طلب إيران لغير مواطنيها من شيعة أفغانستان يوما ما قبل أن ينزل بهم ما نزل بسبب هذه السياسة العدائية الرعناء - لعبادة ربنا كما نقوم بذلك في مناطقنا هل يعتبر ذلك بؤرة فتن حقا مما لم يجر في مناطقنا خلافا لما يدعيه الكاتب.

 

يقول لماذا لا نقتدي بالصحابة والتابعين أيام الخلاف في عهد الإمام علي بن أبي طالب؟؟؟!

نقول إن الخلاف في ذلك الزمن لم يكن خلافا مذهبيا طائفيا عقديا، إنما كان الخلاف سياسيا فقط، كما هو بين منتظري وخامنئي مثلا -بلا تشبيه- وأين الثرى من الثريا، ولكن اليوم الخلاف بين الفريقين أكبر من هذا بكثير وأضرب لك مثلا: لم يختلف علي ومعاوية، هل صلاة الجمعة فرض عين أم إنها لغياب المهدي ليست فرض عين أو هل الإمامة منصوص عليها أو غير منصوص عليها؟ هل الإمامة أصل الدين أم فرع له..كل هذه الترهات لم تكن موجودة عندهما أصلا: أي ما هو موجود لدى السنة والشيعة من الخلافات لم تكن موجودة أصلا بين المسلمين فهذا القياس فاسد.

 

ثانيا: تفضلوا أنتم وصلوا معنا، لماذا لكم مساجدكم هنا في لندن، هل للشيعة مساجد خاصة بها في لندن أم لا، لا تغالط وتقول إننا لا نمنع أحدا من الصلاة فيها لأن هذا جواب مخادع، والسؤال شئ آخر، إذا كنتم تريدون الوحدة والاختلاف فدعوا السب والشتم - يا معشر الشيعة - واتركوا البدع وارجعوا إلى جماعة الأم واتركوا ما ورثتموه من الآباء والأجداد من الأحقاد والبدع سواء في العقيدة أو في السلوك، ثم إذا بقي خلافات في فروع الشريعة وليس في أصولها كما هو الحال الآن فلا بأس فإن الشرع يسعنا جميعا، ولكنكم أنتم الذين فرقتم، وأنتم مصرون على التفرقة لكن تظهرون خلاف ذلك وحتى العراق الذي تدعي فيه إن السنة والشيعة يقدمون نموذجا رائعا فليس كما تتصورها أنت فهناك مساجد للسنة ومساجد للشيعة خاصة بها.

 

وما جعلنا نقف في البداية مع هذه الثورة الشيعية هو وعودها بهدم الحواجز الطائفية -كما تريد أنت أن تظهر- وبناء الوحدة وهذا ما جعلنا نتحمل السجن والنفي في بلاد عربية وحتى في إيران ولكن خاب أملنا لما أصر قادة الثورة كلهم وليس البعض كما تدعي ومسودة الدستور وجلساتها موجودة إلى الآن- ومنهم الخميني نفسه، باشتراط المذهبية والطائفية ولذا ذهب مندوب أهل السنة من بلوشستان مولانا عبد العزيز إلى الخميني وكنت حاضرا وقال للخميني: لا تكرسوا الطائفية في الدستور واعملوا في كل مكان لمذهب أغلبية السكان ولكن لا تكرسوا ذلك في الدستور... فلم يقبل ولذا انسحب من مجلس كتابة الدستور، ولكن الغريب من الأستاذ أحمد الكاتب أن يجعل وزر ذلك على الحجتية المتسللة إلى الأجهزة الإيرانية المختلفة كما يقول انخداعا بكلام رئيس الحرس الثوري لما ألقى مسؤولية بعض التفجيرات على هذه الفئة ونشرنا في وقته في إيقاظ، أقول لو قرأ كتب خميني سيرى الطائفية مكشرة عن أنيابها بأبشع صورها، لماذا تخادع نفسك والآخرين يا أستاذ؟! وأما هذا كلامك ولا مرية فيه فإن المشكلة في إيران والعالم الإسلامي هي جزء من مشكلة الدكتاتورية العامة، وإن حلها لا يمكن باستيلاء هذه الطائفة أو تلك.... وهذا يؤيد كلامنا، ولكن نحن لم نطلب الحكم والحق والحرية والمساواة وإن كانت هذه كلها حقوقنا الطبيعية كأي بشر، بل نطالب بأبسط حقوق دينية وهذا مما أثارك فكيف إذا طالبنا بكل هذا فلا شك تقول إننا من عملاء إسرائيل لأننا نطالب بحقوقنا في هذا الوقت الحرج؟!

ولكن عاد الكاتب مرة أخرى وخلط الحابل بالنابل ليقول: لا أريد الدفاع عن نظام الحكم في إيران- أليس كل هذا دفاعا عنه مع المنطق بل حتى الكلمات له- إذا كانت ثمة مشكلة طائفية فإن حلها لا يكون بتعزيز الطائفية وإنشاء مسجد للسنة هنا وهناك، مثلما إن حل مشاكل الشيعة لا يمكن بإنشاء مساجد لهم هنا وهناك، لأن هذا الطريق سيؤدي بنا إلى أفغانستان - يا له منطق- وحكومة طالبان، وعندها لن يكون الحال أفضل مما هو عليه في إيران حاليا، وهذا ما يفسر صدق الدعوة إلى إقامة مسجد لأهل السنة في طهران من جماعات مقربة أو شبيهة بحركة طالبان، تركت المشاركة في المعركة الرئيسية التي يخوضها الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية لتشغل نفسها بمعارك جانبية وطائفية.

والغريب من منطق الرجل قوله أنه لا يريد الدفاع عن النظام الإيراني، إذا ماذا! هل تعمل بالوكالة أم أجير بلا أجر على حد قول الخميني، فبرأي الأستاذ لا يكون حل المشكلة الطائفية بتعزيز الطائفية وفتح مسجد للسنة هنا وهناك فكيف ترى الحل إذاً هل في سحق السنة تماما كما يفعل النظام في إيران اليوم أم ماذا؟ صرح ما تريد، أنا أسألك بالله، أنت تتهمنا بما لم يتهمنا به النظام إذ لم يتهمنا غيرك به، وهو قولك جماعات مقربة من طالبان أو شبيهة بها، هذا الذي يجعلنا نعتقد أنك تعمل بالوكالة أو أجير بدون أجر، لو كنا قريبون من طالبان لتركنا دار الكفر وعشنا في كابل، وإن كنا لسنا ضدها لكننا لا نوافق بعض طروحاتها ومفاهيمها ولم يصدر من النظام الإيراني إلى اليوم هذا الاتهام لنا، وإنما المحلل الكبير والمطلع يجعل من صدور الدعوة إلى إقامة مسجد لأهل السنة في طهران سببا لقربنا من طالبان تكريسا للطائفية، لست أدري اضحك عليك أم ابكي لفهمك السقيم، إن طلب المسجد هذا عمره عمر الثورة وبل قبل الثورة.

 

إن ناسا من المواطنين يسكنون في طهران وغيرها من المدن الإيرانية ويريدون أن يصلوا طبقا لمذهبهم ومعتقدهم السني فيطلبون مسجدا لهم، طلبوا في عهد الشاه ولم يوافق خوفا من مشايخ طائفته وطلبوا من الخميني فوافق في البداية ثم نكص في النهاية وعمر طالبان لم يتجاوز سنوات معدودة، فطلبنا هذا موجود قبل ولادة طالبان بستة عشر سنة، فهل هذا هو تفسير طلبنا أيها العاقل-، وأما اتهامه لنا بأننا تركنا المشاركة الشعبية في المعركة الرئيسية إلى آخر الترهات، فيكفي أن نقول له إن خاتمي حصل على أكثر نسبة للآراء على الإطلاق في المناطق السنية كما هو الآن، ولم ينجح غير الإصلاحيين في هذه المناطق أحد.

فنحن لن نترك المعركة الرئيسية، وهناك ميداننا، ولكن لولا وجودنا هنا لما كنت تسمع بما تقول وتطرح من مشاكل السنة ولا شك أنت لم تسمع بالكثير من غيرها، لأنها لا تهمك كمنصف ومحايد، زد على ذلك إن ضغطنا ونشراتنا وإعلامنا بحمد الله قد ترك أثره في الداخل والخارج وجعل رئيس تشخيص مصلحة النظام يصدر بعض القرارات والقوانين بصدد ذلك.

فإن كان بناء دور العبادة بالنسبة للأجانب مسموحا أيها الشيعي فإنه بالنسبة لنا معركة مصيرية. وأما إشادتك بمرشد الثورة فلا يعدو أن تريد أكثر من تملق ورسالة خفية لأنه لم يهدم مساجد إلا هو ولم يقتل علمائنا إلا هو ففي عهده المشئوم حدثت الاغتيالات وهدم المساجد لنا أكثر بكثير من قبل. هذا وهناك مسألة أخرى، أننا كتبنا ردا على الأستاذ احمد الكاتب في عدد 123 من إيقاظ فإنه لم يستطع أن يناقش تلك القضايا فعمد إلى هذه التساؤلات الرخيصة الملفقة بالتحليل والتباكي على الوحدة، ومن تلك القضايا إن قناة ANN- التي يملكها النصيريون - كلما كنت حاولت التدخل في برامجها المباشرة الحوارية أثناء بث برنامج الحوار المفتوح قبل توقفه، كانوا مباشرة يأتون بأحمد الكاتب ليرد عليَ بعد أن أغلق خط الهاتف فرددت عليه في إيقاظ، فإن كان صادقا فليجب علىَ ما طرحته ويناقشني فيه دون لف ودوران، ولما لم يستطع ذلك عمد إلى هذه التساؤلات المضللة، كما إني أطالبه وأطالب مندوب خامنئي وغيره من المسئولين الإيرانيين هنا في لندن وكل شيعي بالمناقشة والحوار الصريح في إحدى الندوات الفضائية حتى ANN التي يملكها ويديرها النصيريون والشيعة، عن أوضاع السنة في إيران ليحق الحق ويبطل الباطل وإني على يقين أنهم لن يجرؤا على ذلك لأن الخائن خائف .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply