طعن الرافضي رضا نصر الله في الصحابي ابن عباس ليس بالمستغرب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

  

الحمدُ للهِ وبعدº

أمركم عجيبٌ يا أهلَ السنةِ!

وما وجهُ الغرابةِ في طعنِ الرافضي الخبيث في ابنِ عباسٍ, - رضي الله عنه -؟

مشكلةُ أهلِ السنةِ أنهم لا يعرفون كتبَ القومِ، هؤلاءِ يزعمون محبةَ آل بيتِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن كتبهم تكذبُ هذا الزعم، تعالوا معي في جولةٍ, تبين كذبَ دعوتهم من خلالِ كتبهم.

وقبل البدءِ أعلمُ أن ما سأنقلهُ سيسببُ جنونَ البقر لبعضِهم، ولكن من أرادَ أن يتكلمَ فليقارعِ الحجةَ بالحجةِ، وليس بالعويلِ والنحيبِ، لأن العويلَ والنحيبَ كلٌ يتقنهُ، وهو على درجاتٍ, ودركاتٍ, نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ.

 

إن من أساسياتِ المذهبِ الرافضي - زعموا - محبةَ أل بيتِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فما مدى حقيقة هذه الدعوى العريضةِ؟

كما تعلمون أن الرافضةَ يكفرون جميعَ الصحابةِ، وهذا الأمرُ لا ينكرهُ إلا جاهلٌ بكتبهم ومؤلفاتهم، بل وُجد على \" الشبكةِ العنكبوتيةِ \" عددٌ من الملفاتِ الصوتيةِ والمرئيةِ عن الرافضةِ من صرح منهم بذلك، وفي قناةِ المستقلةِ سمعنا من أحدهم من صرح بذلك أمام الملأ، والرافضةُ يستثنون بعضَ الصحابةِ من تكفيرهم، وهو عددٌ قليلٌ جداً، ولكن دعونا نبحثُ المسألةَ بحثاً علمياً من خلالِ كتبِ القومِ، لأننا سنجدُ من يرفعُ عقيرتهُ ويردُ كلامنا إذا لم يكن موثقاً، وسيأتي أيضاً من يردُ الكلامَ حتى بعد التوثيق وسترون بأنفسكم.

 

يقول الدكتورُ ناصرُ القفاري في \" أصول مذهب الإمامية الاثنى عشرية. عرضٌ ونقدٌ \": تقول كتب الاثني عشرية: إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي، ليصبح المجموع سبعة، ولا يزيدون على ذلك.

 

ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه \"الأسطورة\" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس [انظر: كتاب سليم بن قيس: ص74-75]، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي [الكليني / الكافي: 2/244] أوثق كتبهم الأربعة، ورجال الكشي [رجال الكشي: ص6، 7، 8، 9، 11] عمدتهم في كتب الرجال، وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي [تفسير العياشي: 1/199]، والبرهان [هاشم البحران/ البرهان: 1/319]، والصافي [محسن الكاشاني / الصافي: 1/389]، وتفسير نور الثقلين [الحويزيني / نور الثقلين: 1/396]، والاختصاص [المفيد / الاختصاص: ص4-5]، والسرائر [ابن إدريس / السرائر: ص468]، وبحار الأنوار [بحار الأنوار: 22/345، 351، 352، 440]

 

وليست هذه مجرد آراء لبعض شيوخهم، ولكنها روايات عن معصوميهم تحمل صفة \"العصمة\" والقدسية عندهم. ا. هـ.

 

ويقولُ أيضاً: ولم تكشف رواية الكافي أسماء الثلاثة الذين سلموا من الردة، حيث قالوا بمذهب الرافضة، لكن مذهب الرفض لم يظهر أصله إلا بعد مقتل عثمان، فهؤلاء ليسوا بصحابة، ولا يبعد أن يكون هؤلاء من السبئيين الذين بدأ النشاط الرافضي على أكتافهم، ولا يستبعد أن هؤلاء السبئيين يتخذون أسماء \" مستعارة \" وقد تكون أسماء صحابة لهم مكانتهم.

 

وهذا ما جاء في رجال الكشي \"..عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهًا فبايع \" [رجال الكشي: ص6، الكافي، كتاب الروضة: 12/321-322 (مع شرح جامع للمازندراني)].

 

فهذا النص بالإضافة إلى تكفيره لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد يشير إلى الخلية الأولى لمذهب الرفض وأنها تتقنع بهذه الأسماء المستعارة.وحتى هؤلاء الثلاثة الذين تستثنيهم أخبار الشيعة، لم يسلموا من شك في \" معرفة \" الإمام التي هي أصل الإيمان باستثناء واحد منهم، ولذلك حينما قال أبو جعفر: ارتد الناس إلا ثلاثة، أردف قائلاً: « إن أردت الذي لم يشك، ولم يدخله شيء فالمقداد. فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين - عليه السلام - اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض، وهو هكذا، فلبب [لببه: جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم جره (رجال الكشي الهامش- ص11)] ووجئت [وجأ يوجأ: ضربه باليد والسكين (رجال الكشي الهامش- ص11)] عنقه حتى تركت كالسلقة [في نسخة أخرى \" كالسلعة \". والسلعة: خراج كهيئة الغدة. (المصباح: ص337)]، فمر به أمير المؤمنين - عليه السلام - فقال له: يا أبا عبد الله، هذا من ذاك، بايع، فبايع.

 

وأما أبو ذر فأمر أمير المؤمنين - عليه السلام - بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به \" [رجال الكشي: ص11، بحار الأنوار: 22/440] كذا -.

 

وهؤلاء الثلاثة الذين نجوا من الردة، لم يسلموا أيضًا من قدح الشيعة وعيبهم، فتذكر أخبارهم بأن العلاقة بين هؤلاء الثلاثة طيبة في الظاهر، ولكن لو علم كل واحد منهم بما في قلب الآخر لقتله، أو ترحم على قاتلهº لأن كلاً منهم أجنبي في باطنه واعتقاده عن صاحبه، ففي رجال الكشي \" قال أمير المؤمنين: يا أبا ذر، إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان\" [رجال الكشي: ص15].

 

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا سلمان، لو عرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر [رجال الكشي: ص11]... وتقول نصوص الشيعة: إن هؤلاء الثلاثة قد لحق بهم أربعة آخرون، ليصل عدد المؤمنين (أو قل: الروافض) في عصر الصحابة إلى سبعة، ولكنهم لم يتجاوزوا هذا العدد.

 

وهذا ما تتحدث عنه أخبارهم حيث تقول: \" عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله - رضي الله عنه - فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس إذًا [أي: بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومبايعة الناس لأبي بكر (في منظور الروافض)]؟ فقال: إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون، قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟ قال: فقال: إنها فتحت على الضلال إي والله هلكوا إلا ثلاثة. ثم لحق أبو ساسان [قال شيخهم الأردبيلي: أبو ساسان اسمه الحصين بن المنذر، وقد يقال: أبو سنان، ثم ساق الرواية المذكورة عن الكشي (جامع الرواة: 2/387). وقد ذكر ابن حجر بأنه يسمى \"حضين\" - بالضاد المعجمة مصغرًا ابن المنذر بن الحارث الرقاشي، وقال: كان من أمراء علي بصفين، وهو ثقة، مات على رأس المائة (تقريب التهذيب: 1/185)]، وعمار [يعني: عمار بن ياسر]، وشتيرة [قال الأردبيلي: \"شتيرة\" من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام -، ثم ساق رواية الكشي مرة أخرى. (جامع الرواة: 1/398)]، وأبو عمرة [قال الأردبيلي: أبو عمرة الأنصاري اسمه ثعلبة بن عمرو، من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين (جامع الرواة: 2/408). قال ابن عبد البر: أبو عمرة الأنصاري اختلف في اسمهº فقيل: عمرو بن محصن، وقيل: ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقيل: بشير بن عمرو بن محصن بن عتيك. قال ابن عبد البر: وهو الصواب إن شاء الله، قتل بصفين وهو يقاتل مع علي - رضي الله عنهما -. (الاستيعاب: 4/133-134، وانظر: الإصابة: 4/441، أسد الغابة: 5/263)] وصاروا سبعة \" [رجال الكشي: ص7].

 

وتؤكد جملة من نصوصهم على أن العدد لم يزد على ذلك. قال أبو جعفر: \" وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين - عليه السلام - إلا هؤلاء السبعة \" [رجال الكشي: ص11-12].

 

وكان أبو عبد الله يقسم على ذلك فيقول: \" فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر \" [المفيد/ الاختصاص: ص63، الحميري/ قرب الإسناد: ص38، بحار الأنوار: 22/322]. ا. هـ.

 

ثم يضيفُ بعد ذلك: هذه الرّوايات التي تحكم بالرّدة على ذلك المجتمع المثالي الفريد، ولا تستثني منهم جميعًا إلا سبعة في أكثر تقديراتها، لا تذكر من ضمن هؤلاء السّبعة أحدًا من أهل بيت رسول الله باستثناء بعض روايات عندهم جاء فيها استثناء علي فقط، وهي رواية الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر. فقلت: فعمار؟ فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة [تفسير العياشي: 1/199، البرهان: 1/319، تفسير الصافي: 1/389].

 

فالحكم بالرّدّة في هذه النّصوص شامل للصّحابة وأهل البيت النّبويّ من زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرابته. ا. هـ

 

فماذا عن آلِ بيتِ النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ هل سلموا من تكفيرِ الرافضةِ لهم؟

 

لنواصل ما يقرره وينقله الدكتورُ القفاري في رسالته العلمية الدكتوراة، قال الدكتور - حفظه الله -: بل إن الشيعة خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعم النبي العباس، حتى قالوا بأنه نزل فيه قوله - سبحانه -: \" وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمَى وَأَضَلٌّ سَبِيلاً \" [رجال الكشي: ص53، والآية (72) من سورة الإسراء]. ا. هـ.

 

وماذا عن ابنِ عباسٍ, الذي طعن فيه الرافضي رضا، يقولُ الدكتور: وكابنه عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، فقد جاء في الكافي ما يتضمن تكفيره، وأنه جاهل سخيف العقل [أصول الكافي: 1/247].

 

وفي رجال الكشي: \" اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما، كما عميت قلوبهما.. واجعل عمى أبصارهم دليلاً على عمى قلوبهما \" [رجال الكشي: ص53].

 

وعلق على هذا شيخهم حسن المصطفوي فقال: \" هما عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس \" [رجال الكشي: ص53 (الهامش)]. ا. هـ.

 

فما رأيكم في هذا النصِ الواضح عن الصحابي الجليلِ ابنِ عباسٍ, - رضي الله عنه - من كتبهم؟

 

حتى بناتٍ, النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسلمن من الطعنِ على الرغمِ أنهن من آلِ بيتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الدكتور: وبنات النبي - صلى الله عليه وسلم - يشملهن سخط الشيعة وحنقهم، فلا يذكرن فيمن استثنى من التكفير، بل ونفى بعضهم أن يكن بنات للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما عدا فاطمة [انظر: جعفر النجفي / كشف الغطاء: ص5، حسن الأمين/ دائرة المعارف الإسلامية، الشيعة: 1/27]. ا. هـ.

 

هذا ما عندي، وأتركُ التعليقَ للعقلاءِ فقط، أما أصاحبُ التشنجِ والصراخِ فلا يشغلونا بذلك.

وإليكم الوثيقة التي تثبت ذلك من كتاب \" رجال الكشي \" .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply