ولد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين بلا خلاف، والأكثرون على أنه لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. والمجمع عليه أنه - عليه الصلاة والسلام - ولد عام الفيل وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم.
قال أحمد شوقي - رحمه الله - في مولد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:
ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء
الروح، والملأ، الملائك حوله *** للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو، والحظيرة تزدهي *** والمنتهى والسدرة العصماء
بك بشر الله السماء فزينت *** وتضوعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه على الزمان صباحه *** ومساؤه بمحمد وضاء
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت *** وعلت على تيجانهم أصداء
والنار خاوية الجوانب حولهم *** جمعت ذوائبها وغاض الماء
والآي تترى، والخوارق جمة *** جبريل رَّواح بها غدَّاء
وقد قال الشاعر الأديب الليبي الأستاذ محمد بشير المغيربي في ذكرى مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عام 1947م في جريدة الوطن الصادرة في بنغازي:
بلغ الزمان من الحياة عتيا *** لكن يومًا لا يزال فتيا
يمشي على الأحقاب مشية فاتح *** في موكب جعل السنين مطيا
تخدت له الأعوام في أيامها *** عرشًا فأصبح تاجها الأبديا
ومضت به الأجيال خطوات من *** بلغ الرشاد وكان قبل صبيا
أعظم بيوم جاء يحمل (رحمة *** للعالمين) وعزة ورقيا
ولدت به للكائنات حقيقة *** أضحى بها سر الحياة جليا
وأنار في الأولى الطريق إلى الورى *** ليسير للأخرى الأنام تقيا
كادت به الدنيا تقول لشمسها *** عني فقد رجع الضياء إليا