بسم الله الرحمن الرحيم
الخليل بن أحمد \"شيخ النحاة في البصرة\"، وإمام اللغة والأدب فيها. تعلم على يد اثنين من كبار أئمة اللغة، هما: \"عيسى بن عمر\"، و\"أبو عمرو بن العلاء\"، لكنه تفوق عليهما في العلم والذكاء والشهرة. وكان \"الخليل بن أحمد\" إذا مشى في السوق، ومر بين دروبه وطرقاته لا يعبأ كثيرًا بضجيج السوق ولا بطرقات العمال الذين يصنعون الأواني والأدوات النحاسية، فعقله مشغول بما هو أهم من الالتفات إلى مثل هذه الأشياء، إنه يسرع الخطى لكي يصل إلى حلقته بالمسجد، وليس هناك ما يمكن أن يشغله عنها..إن حياته محصورة بين العبادة والعمل.
ولم يكن له هم سوى وضع حلول لكثير من قضايا اللغة العربية، التي وهب حياته من أجلها، فابتكر وسائل تساعد القارئ على النطق السليم، فوضع رموزًا للفتحة والضمة والكسرة، كما وضع رمزًا للهمزة ورمزًا للشدة على الهيئة التي نعرفها اليوم.
وانشغل \"الخليل بن أحمد\" كثيرًا بتأليف معجم يحصر فيه جميع الكلمات التي نطقت بها العرب، والتي لم تنطق بها، فنجح في ذلك، فوضع أول معجم عربي في التاريخ، ورتبه على أساس مخارج الحروف ومواقع نطقها في الجهاز الصوتي، وبدأ بحرف العين، ولذلك أطلق عليه اسم \"معجم العين\".
وضع الأوزان الشعرية التي ينظم عليها الشعراء أشعارهم، وهى التي يطلقون عليها بحور الشعر. وظل \"الخليل بن أحمد\" مثار إعجاب من عاصروه، وهو على تقشفه وورعه، لا يهمه شيء سوى المزيد من العلم والمعرفة حتى وافته المنية وهو يفكر في مسألة علمية شغلته، فاصطدم بأحد أعمدة المسجد، فسقط على ظهره، وكانت في هذه السقطة نهايته عن سبعين عامًا قضاها في خدمة العلم وقد ظلت ذكراه حية خالدة لم تسقط بمرور الأيام وتعاقب الأزمان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد