بسم الله الرحمن الرحيم
والمتصفح لسيرة وحياة الداعية زينب الغزالي - رحمها الله - يجد أن الله - تعالى -حباها من الصفات والأخلاق ما جعلها نموذجا للداعية الناجحة، حتى وصلت إلى درجة يمكن القول معها: إنه لم يكن لها مثيل من النساء في الدعوة إلى الله منذ ظهرت إلى أن لقيت ربها، فما زالت الدعوة النسائية من أقل أنواع الدعوة تنشيطا وتفعيلا، وقد يكون من المهم معرفة تلك الصفات التي تحلت بها زينب الغزالي، لتكون زادا للدعاة في طريقهم، وخاصة النساء.
حسن الصلة بالله:
وأولى هذه الصفات حسن الصلة بالله، إذ تجد صاحبها على أرض صلبة لا يتزحزح مهما قابله من عواصف تريد أن تجره بعيدا عن الطريق.
وقد كان لأشعة حسن العلاقة مع الله - تعالى - الأثر الأكبر في أن تنهل زينب الغزالي من نور الإيمان زادا لها على طريق الله - تعالى -، فقد أدت فريضة الحج 39 مرة، واعتمرت 100 مرة.
كما كان للقرآن الكريم الأثر البالغ في تكوين شخصيتها، وعلى قدر علاقة الداعية بالقرآن يكون نجاحه في دعوته، إذ القرآن لب الدعوة وجوهرها، وما أحسن ما عبر عنه ابن مسعود - رضي الله عنه - حين قال: \"ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس فرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخلطون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا\" رواه الإمام أحمد.
نظرات في كتاب الله:
وقد عاشت زينب الغزالي للقرآن ومعه، بل إنها أنشأت مع القرآن علاقة صداقة خاصة، حتى وهبها الله - تعالى -تجليات من معانيه، ظهر هذا في كتابها \"نظرات في كتاب الله\"، وتعبر عنه قائلة: \"أنا أحببت القرآن حتى عشته، فلما عشته أحببت أن أدندن به لمَن أحب، فدندنت بعض دندنة المفسرين، ولا أقول إني مفسرة، ولكني أقول: إنني محبة للقرآن، عاشقة له، والعاشق يدندن لمن يحب، والعاشق يحكي لمن يحب، ويجالس من يحب، ويعانق من يحب، فعانقت القرآن، وتحدثت به وله في جميع الملايين من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وعشت أدندن به في المساجد لأكثر من ستين عاما، أي عمر الدعوة التي أسستها في المساجد منذ 1937\".
وقد عرف عنها أنها ما كانت تنسى الاستشهاد الصحيح من القرآن والسنة، وإن كانت تنسى بعض الأسماء عندما كبرت سنها، غير أن آيات القرآن، وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بقيت محفورة في قلبها قبل عقلها، فتستدعيها وقتما تشاء، وهذه من بركات القرآن عليها.
وكانت زينب الغزالي عفيفة اللسان، ضاربة المثل للدعاة اليوم -الذين لا هم لهم إلا أن يأكلوا لحوم إخوانهم العلماء والدعاة، لمجرد أنهم خالفوهم في بعض الأفكار- أن يحفظوا للناس حقوقهم، مهما كانوا مخالفين لهم في الرأي، أو يذكروا المحاسن كما يذكروا المساوئ بأدب واحترام، فحين انتقدت الأستاذة صافيناز كاظم هدى شعراوي أمامها، رفضت زينب الغزالي وأثنت على بعض ما كانت تفعله هدى شعراوي من خير، وقالت: أنا لا أتهمها في دينها، فقد كانت حسنة النية، وإن كنت أخالفها في ثقافتها الغربية، بل من العجيب أن هدى شعراوي طلبت زينب الغزالي وهي على فراش الموت، وحضرت زينب الغزالي جنازتها.
وكان من أهم ما تحلت به زينب الغزالي إخلاصها لفكرتها، فقد بقيت وفية لفكرة الاتحاد النسائي الذي أنشأته هدى شعراوي وكانت هي أحد أعضائه، فكافحت عن هدى شعراوي كفاحا مريرا، حتى ناظرها عشرة من علماء الأزهر على عشرة أسابيع، فلم يستطيعوا أن يثنوها عن فكرتها التي آمنت بها، وأخلصت لها، وإن تخلت عنها بعد ذلك بعد اقتناعها.
وحين انضمت إلى الإخوان المسلمين أخلصت لدعوتها، ودافعت عنها، وتحملت في سبيل ذلك عذاب سنين، وتحت أيدي جلاديها ما هانت وما ضعفت، متمثلة قول الله - تعالى -: \"وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ, قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيٌّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا استَكَانُوا وَاللهُ يُحِبٌّ الصَّابِرِينَ\"، فصبرت سنين من العذاب وتحملت ما لا يتحمله كثير من شداد الرجال، وهذا شأن المؤمنين الصادقين، فإن جلاديهم ما يملكون إلا تعذيب أبدانهم، أما قلوبهم وأرواحهم فهي لله وحده، ما يستطيع أن ينال منها أي جبار عنيد.
ومن ملامح إخلاصها لدعوتها البذل المطلق للدعوة، والتعالي على الجسد مهما كان عليلا، فتسمو الروح دائما للبذل والعطاء لتلك الدعوة، فربما كانت زينب الغزالي متعبة أو مريضة، غير أن هذا لا يمنعها من القيام بواجبها الدعوي، فتلقي المحاضرات في ثبات لا يلحظ عليها التعب إلا من اختصته بقرب يعرف ذلك منها، بل إنها قد تنتقل من مكان لآخر وهي متعبة، غير أن تعبها يذوب حين تذوق حلاوة الدعوة إلى الله - تعالى -.
الإخلاص في الدعوة:
وكانت روح المبادرة تسري في كيان زينب، مما أهلها لأن تكون قدوة النساء في الدعوة، فحين تركت زينب الاتحاد النسائي، وكشف الله - تعالى -لها طريقا آخر أفضل من الذي كانت عليه، لم تقف زينب مكتوفة الأيدي، فما كان لها أن يحركها أحد لدعوة الله، بل كانت تبادر بروح الطامح الطامع في ثواب الله - تعالى -، فأنشأت وهي في الثامنة عشرة جمعية السيدات المسلمات سنة 1936م، فأقامت الكثير من المساجد الأهلية، وأصدرت مجلة تبرز فيها صورا من الدعوة إلى الله، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وخاصة فيما يتعلق بوضع المرأة المسلمة.
وقد أدركت زينب الغزالي منذ وقت مبكر دور المرأة كداعية في المجتمع، فلم تكتف بقيامها هي بالدعوة، بل قامت بتدريب عدد كبير من الأخوات من خلال معهد تابع لجمعيتها، كان يخرج المرأة داعية إلى الله بعد ستة أشهر، حتى أصبحن داعيات على درجة عالية من الدعوة، وظل بيتها مفتوحا للدعاة من الرجال والنساء حتى أواخر أيامها.
وامتد نشاط الجمعية في محافظات عدة من مصر، وشملت الرعاية الاجتماعية من رعاية الأيتام، وحل المشكلات الزوجية والصلح بين المتخاصمين، ومشغل للفتيات، ورعاية المرضى، بل كان لها أثر في تعبئة الرأي العام ضد الفساد المنتشر في مصر آنذاك، حتى إنها كانت مصدر قلق كبير للحكومات، حاولوا معها استمالتها بأن تكون ضمن نظام الحكم، غير أنها لم ترض أن تبيع دينها لأجل دنيا فانية مع حفنة طاغية.
ولم يقف نشاطها الاجتماعي بعد الانضمام للإخوان، لإيمانها أن العمل الاجتماعي من أهم أعمال الدعوة، بل زاد أكثر، فحين اعتقل جمال عبد الناصر آلاف الإخوان، قامت زينب الغزالي في فريق نسائي من قسم الأخوات المسلمات لمساعدة أسر المعتقلين، فقد كانت تجمع التبرعات من الإخوان الذين لم يعتقلوا، وتشتري بها بعض الحاجات الأساسية للأسر، وترشد السيدات معها إلى بيوت المعتقلين، لينتفعوا بالمعونات المادية، بالإضافة إلى محاولة تثبيتهن من جراء الظلم الواقع على الأزواج بلا ذنب مقترف، فتجمع بين الدعم المادي والدعم المعنوي لهن، وقد كانت تقوم بهذا وقت عصيب من دعوة الإخوان، غير أنها، وهي التي ذاقت مرارة التعذيب ما كانت تخاف إلا الله.
وقد عرف عنها أنها كانت رجاعة للحق، لا تمادي في الباطل مهما كان، على شرط أن تقتنع، فإن رأت أن سيرها في طريقها خطأ، كانت أسرع الناس رجوعا عنه، تصحيحا لمسارها، وتبديلا للخطأ صوابا، فحين فشل عشرة من علماء الأزهر في إقناعها بالعدول عن الاتحاد النسائي، دعاها الشيخ محمد النجار وحادثها، ورأت منه الإخلاص في الدعاء إلى الله أن يتوب عليها، تأثر قلبها، وإن بقيت على موقفها، لكنه هز موقفها، وحين مرضت سألت الله - تعالى -إن كان ابتلاها بهذا لسلوكها طريق هدى شعراوي، فإنها تعاهد الله - تعالى -إن شفاها أن تقوم بتأسيس جمعية للأخوات المسلمات للدعوة إلى الله - تعالى -على الطريق الصحيح، وحين شفاها الله - تعالى -بدا لها ما كان خافيا عنها من اعوجاج طريقها مع هدى شعراوي، فكانت أسرع الناس إلى الوفاء بالوعد، وهي من أهم ما يجب أن يتحلى به الداعية.
وحين أرادت السفر إلى فرنسا مع بعثة الاتحاد النسائي، رأت والدها في المنام يطلب منها ألا تسافر، وأن الخير في بقائها في مصر، فقدمت اعتذارا، مع أنها كانت تبذل جهدا كبيرا حتى تسافر، فتركت أمل الفتاة التي تتشوف للسفر إلى أوربا وبهرجتها، والتزمت ما رأته خيرا، وإن كان عجيبا أن تترك الفتاة زينب الغزالي السفر إلى أوربا، وهو حلم يراود ملايين الفتيات، فإن الأعجب أن هذا حدث لها، وهي ما زالت مع الاتحاد النسائي صاحب الحركة التحررية، وهذا يعني أنها كانت صاحبة عقل وخير، فهي لا تستسلم لانتمائها استسلاما مطلقا، بل تقبل وترفض، وهذه الصفة أحسبها من أهم ما يحتاج إليه دعاة اليوم.
سلاح العلم
ومثَّل الحرص على التعلم أهم ملامح شخصية زينب الغزالي الداعية، فالعلم هو من أهم مفاتيح الداعية، وقد أصرت منذ صغرها على الالتحاق بالتعليم بعد أن رفض أخوها الأكبر أن تتعلم، لما يعلم من جرأتهاº خوفا عليها، بل حينما انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة في حي \"السيدة زينب\" بعد حي \"شبرا\" ذهبت إلى مدرسة خاصة بالبنات، وطلبت مقابلة مدير المدرسة وكانت تلقب نفسها بالسيدة زينب الغزالي - وهي ما زالت حديثة السن-، فلما قابلت مدير المدرسة قصت عليه حكايتها، فأعجب بشخصيتها وشجاعتها، وكان أن التحقت بالمدرسة.
وبجوار تعلمها في المدرسة تلقت علوم الدين على عدد من شيوخ الأزهر، مثل: الشيخ عبد المجيد اللبان والشيخ محمد سليمان النجار رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر، والشيخ علي محفوظ من هيئة كبار العلماء بالأزهر.. فكان للجمع بين التعليم المدرسي، والتعليم الأزهري أثر في تكوين الداعية زينب الغزالي بصورة مختلفة عن مثيلاتها، فلم يكن سيرها في الدعوة تقليديا، بل يمكن أن نقول: إنها جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وكان لهذا الامتزاج في التعليم أثر في جرأة زينب الغزالي أن تمارس الدعوة كامرأة، في مجتمع غير مقبول فيه أن تقوم المرأة بهذا النشاط الدعوي آنذاك في الغالب، بل سعت أن تجعل المرأة ركنا أساسيا في الدعوة إلى الله - تعالى -، وتسوق في ذلك البراهين الشرعية من الكتاب والسنة وأخبار السلف، وتسعى للقضاء على بعض التقاليد التي تمنع المرأة حقها وجهادها في الدعوة إلى الله.
وقد كانت زينب الغزالي شغوفة بالعلم، فكانت تكتب وتقرأ ما يقرب من عشر إلى اثنتي عشرة ساعة يوميا، مما أتاح لها أن تكون على دراية بقضايا العالم الإسلامي تسعى للمشاركة في بذل جهد قدر استطاعتها.
وكان لهذا التعليم الشرعي مع ممارسة الدعوة أثر في أن تكون زينب الغزالي من النساء القلائل اللاتي منَّ الله - تعالى - عليهن بتفسير القرآن الكريم، فما يعرف في تاريخ الإسلام إلا نزر يسير من النساء ممن فسرن القرآن، كالسيدة عائشة، والسيدة أم سلمة زوجتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل لم ينقل عنهما أنهما فسرتا القرآن كله، وقد من الله - تعالى -على زينب الغزالي بتفسير كتاب الله - تعالى -، وهي تدرك معنى التفسير، فأعظمت أن تسميه تفسيرا، أو أن تحشر نفسها في زمرة المفسرين، واكتفت أن تكون نظرات في كتاب الله، وهي فيوضات وهبها الله - تعالى - فهما للقرآن الكريم، وكان كثير منها أوقات المحنة التي ابتليت بها زمن عبد الناصر، وهي تتشبه بالأستاذ الشهيد سيد قطب - رحمه الله -، فمع كونه فسر القرآن الكريم، غير أنه أكبره أن يسميه تفسيرا، وسماه \"في ظلال القرآن\".
مع الإخوان:
ولإيمان زينب الغزالي بأهمية التعاون في مجال الدعوة إلى الله - تعالى -، وافقت على انضمام جمعيتها إلى جماعة \"الإخوان المسلمين\"، بعد طرح فكرة التعاون من الإمام الشهيد \"حسن البنا\" - رحمه الله -، وإن ترددت في بداية الأمر، لكنها وافقت بعد إعادة تفكير، حتى لا تتشتت الجهود، فقد رأت في \"الإخوان المسلمين\" بغيتها الدعوية، فالداعية لا يقصد من وراء دعوته أن يكون زعيما أو رئيسا يشار إليه بالبنان، إنما كل همه أن تصل الدعوة إلى قلوب الناس، وأن يرزقهم الله - تعالى -الهداية، لا يهمه بعد ذلك أن يكون رئيسا أم مرؤوسا، فكانت زينب هي المسئولة عن قسم \"الأخوات المسلمات\" في جماعة الإخوان المسلمين، مما أتاح لها القيام بالدعوة إلى الله - تعالى - في مجال أرحب، مع توافق الفكر المستنير لجماعة الإخوان المسلمين، مقابل بعض الأفكار الأخرى التي لم تكن زينب الغزالي تراها أحسن الآراء.
ولم تكن زينب الغزالي تفهم الدعوة على أنها محصورة في المساجد، بل دخلت المعترك السياسي، لتضرب القدوة في الدعوة النسائية ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، وإن جر عليها ذلك أن تبقى ردحا من الزمان في المعتقل، ولا يفرج عنها إلا بوساطة الملك فيصل - رحمه الله -، ولم يفرج عنها إلا في (جمادى الآخرة 1391هـ= أغسطس 1971م)، وقد سطرت تلك المحنة في كتابها \"أيام من حياتي\" الذي ما إن يمسكه المرء إلا ويجد نفسه مجبورا على أن يكمله حتى النهاية، لما يحوي من صفحات مشرقة لحياة داعية مجاهدة تحملت ألوانا من العذاب على أيدي زبانية عصرهم.
ولم يقف نشاط زينب الغزالي الدعوي في حدود مصر، ولكنها زارت العديد من الدول العربية والإسلامية، داعية إلى الله - تعالى -، كما كان لها إسهام في المشاركة في بعض المؤتمرات، خاصة فيما يتعلق بالمرأة المسلمة.
وكان لزينب الغزالي علاقة حميمة مع بعض الحكام، فمع كون عبد الناصر كان من أظلم الناس لها، لكنها كانت على صلة حسنة بالأسرة الحاكمة بالسعودية، وباكستان وغيرهما من الدول، ومما يحكى أنها اشتركت في مؤتمر السيرة والسنة بباكستان، وكان قد حضره الرئيس ضياء الحق، فلما جاءت الكلمة لها، توجهت إلى ضياء الحق تطلب منه أن يحكم بشريعة الله - تعالى -، وأن يترك القوانين التي تخالف حكم الله، فما كان من ضياء الحق إلا أن بكى، ووعدها خيرا، وطلب من الحضور أن يدعو له بالثبات، وأن يعينه على الحكم بما أنزل الله - تعالى -، وقد حسنت سيرته، وكان لكلمات زينب الغزالي التي خرجت من قلبها إلى نفس ضياء الحق أثر بالغ في تغيير مساره.
أنشطة متعددة:
وقد جمعت الداعية زينب الغزالي وسائل عديدة للدعوة، فقد كانت تعطي الدروس في المساجد، والمحاضرات في المراكز والهيئات والجمعيات، كما كان لها بعض الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، وتكتب في الصحف والجرائد والمجلات، كما كان لها بعض المؤلفات، أهمها: \"أيام من حياتي\"، \"نحو بعث جديد\"، \"نظرات في كتاب الله\"، \"مشكلات الشباب والفتيات\"، \"إلى ابنتي\"، وتحت الطبع \"أسماء الله الحسنى\" وغيرها.
وقد زارت زينب عديدا من البلاد العربية والأوربية، كما كان هاتفها لا ينقطع عن الاتصال ردا على سؤال، أو أخذا للنصيحة، أو حلا لمشكلة، ضاربا المثل في بذل الجهد والوقت في سبيل الله.
لقد كانت زينب الغزالي مثلا للداعية، فلم تحصر الدعوة في شكلها التقليدي، بل قدمت الدعوة بمجالاتها المتعددة، الدعوة الخاصة، والدعوة العامة، الدعوة في المجال الاجتماعي، والدعوة في المجال السياسي، والدعوة في المجال العلمي والثقافي، الدعوة في الرخاء والشدة، دعوة الرجال والنساء، الدعوة تصحيحا وتجديدا، لتكون زينب الغزالي مضرب المثل للداعية التي عاشت لدعوتها بروح عصرها، في واقع الناس، فكانت داعية الفكر والعمل.
وقد بقيت زينب الغزالي شامخة طوال عمرها الممدود بالطاعة والدعوة، حفظت جوارحها في الصغر، فحفظها الله تعالى في الكبر، وأراد الطغاة لها الموت، ولكن الله - تعالى - أماتهم ووهبها الحياة بعدهم، فبقيت زينب الغزالي حتى توفيت مساء الأربعاء 3/8/2005م
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد