قال وقلت

3.5k
2 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قلت: لماذا تحضر إلى صلاة الجمعة متأخراً، فلا تدرك إلا الركعة الثانية..

قال: ولكنني أدركت الجمعة

قلت: لقد فاتك من الفضل والأجر الكثير..

قال: ادع الله لي أن يهديني..

قلت: يجب أن تسعى وتعمل...

قال: إن شاء الله...

وتأتي الجمعة الثانية والحال على ما هو عليه...

قلت: لم يتغير الوضع..

قال: لقد أدركت الركعة الأولى..

قلت: عظم الله أجرك فيما فرطت..

قال: أنا أحسن من غيري..

قلت: صدقت ولكنك لم تسمع عن أخف أهل النار عذاباً ماذا يقول؟

قال: أجعلتني من أهل النار

قلت لا. ولكنني أخشى عليك ياصديقي منها..

قال: إن الله غفور رحيم

قلت: وهو شديد العقاب..

قال: أنا أسف لا أستطيع أن أقف معك أكثر...

قلت: ولماذا؟.. يبدو أنك قد كرهت نصيحتي..

قال: باختصار اليوم المباراة النهائية وأريد أن أذهب إلى الملعب..

قلت متعجباً: من الآن ستذهب إلى الملعب والمباراة بعد العشاء..

قال: قبل الزحمة وقبل أن يغلق الملعب...

قلت: ادع الله أن لا يغلق الملعب

قال: تسخر بي...

قلت: لا ولكن هذا الجواب الذي تملكه كلما طلبت منك أن تسارع إلى الجنة...

تركني قبل أن أنتهي من كلامي

قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون...

*****

قلت: لماذا لا تصلي الفجر مع الجماعة

قال: نومي ثقيل ولا يوجد من يوقظني في البيت

قلت: استعن بأصدقائك

قال: إن شاء الله

قلت: لا تنس يا صديقي إن المنافقين هم الذين يفرطون في صلاة الفجر

قال: أنا أحسن ممن لا يصلون

ويبقى الحال على ما هو عليه

قلت: ما شاء الله. هل أنا في حلم؟

قال: لا بل الحقيقة

قلت: ومن ذا الذي أيقظك؟

قال: أنا

قلت: الحمد لله. الذي هداك

قال: شكراً لك

قلت: إذاً - تعالى - نجلس حتى شروق الشمس

تململ وبدا عليه الضيق

قلت: يبدو أنك لم تنم

قال: بل نمت.. ولكن ثم سكت

قلت: ولكن ماذا؟

وهنا رن جرس الهاتف الجوال، رفع السماعة وقال: سوف آتي حالاً...

قال: مع السلامة لدي رحلة والزملاء ينتظرونني

قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون...


مقالات ذات صلة


أضف تعليق