بسم الله الرحمن الرحيم
إن السر في تأخر المسلمين يكمن هنا في هجرانهم الآخرة كمنهج عملي للدخول في \" الإسلام هو الحل \"، ثم في هجرانهم لها كمنهج لبناء الحضارة الإسلامية
ويرجع انحرافهم في ذلك إلى أمرين على التفصيل يربطهما أمر جامع:
أما الأمر الأول: فهو انحراف في المنهج المعرفي، جعلنا نشتغل بقضايا العلم الذي لا عمل من ورائه ونشتغل بالعمل الذي لا علم فيه \" علم لا ينفع \".
إن قضية الآخرة قضية جوهرية في مسألة المعرفة أساسا، وفي مسألة القيم سلوكا، وفي مسألة البناء الحضاري هدفا.
وهي إذ تسيطر على هذه المواقف كمنهج إسلامي فإنها تحول مواقفنا جميعا إلى مواقف عملية.
وتنقلنا في ممارساتنا لقضايا المعرفة والقيم والبناء الحضاري إلى المنهج العملي.
حتى في قضية الإيمان الأساس ومبدأ الدخول في الإسلام..وضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الآخرة كمنهج عملي بابا للدخول في الإسلام.
ففي صحيح البخاري باب {إِن هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لّكُم بَينَ يَدَي عَذَابٍ, شَدِيدٍ,} (سبأ: 46) روى بسنده عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «صَعِدَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الصّفا ذاتَ يومٍ, فقال: يا صباحاه.فاجتمعَت إليه قريش، قالوا: ما لك؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم أما كنتم تصدّقونني؟ قالوا: بلى قال: فإِني نَذيرٌ لكم بينَ يَدَي عذابٍ, شديد.
وفي صحيح مسلم: روى بسنده عَن مُوسَى بنِ طَلحَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: لَمّا أُنزِلَت هَذِهِ الاَيَةُ: {وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ} (الشعراء الاَية: 214) دَعَا رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُرَيشاً. فَاجتَمَعُوا. فَعَمّ وَخَصّ. فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعبِ بنِ لُؤَيَ أَنقِذُوا أَنفُسَكُم مِنَ النّارِ. يَا بَنِي مُرّةَ بنِ كَعبٍ, أَنقِذُوا أَنفُسَكُم مِنَ النّا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد