جريمتنا أم جريمة الغرب في قضية الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية 2-3


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ضربني وبكى، سبقني واشتكى:

هذا مثل شعبي نهديه إلى مقامه " الجليل " نابع من أعماق الثقافة العربية التي ننتمي نحن إليها والتي لا يريد السيد رئيس وزراء الدانمرك أن يقبلها أو يفهمها كما هي نزولا على أقل تقدير عند مقتضى شعار "التضليل "الذي يرفعه وأذنابه عن " قبول الآخر "، وإنما يصر هو وإياهم على أن يفترضوا فينا الغباء والنسيان، وهو يشكو في تصريحاته الأخيرة 6-7-8\2\2006 مما يسميه تصعيد المتطرفين منا لجريمة قومه في اعتدائهم على مقام سيد المرسلين، مستقويا بزعيم الحرب الصليبية المعاصرة جورج بوش إذ زعم أنه اتصل به معربا عن تضامنه معه

 

من المسئول عن التصعيد؟

يقول أحدهم: أما السؤال المحير الذي لا أجد إجابة له..فهو لماذا صمتت معظم الأطراف الغاضبة ثلاثة شهور كاملة بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية، ثم انتفضت فجأة منذ بضعة أيام؟ لماذا؟ وهو تجاهل مغرض للأحداث التي بدأت وتطورت على النحو التالي:

1-بدأت الجريمة بضوء أخضر حينما "دعت ملكة الدنمارك الملكة مارجاريت الثانية في أبريل 2005شعبها إلى إظهار معارضتهم لدين الإسلام، بغض النظر عما سيسببه هذا من مشاكل خارج البلاد. تقول الملكة: "إن دين الإسلام عقبة في طريقنا هذه السنين، محلياً وعالمياً. لقد تركنا الموضوع يتفاقم لأننا متسامحون و كسولون!!. مهما قال عنا الناس، فيجب علينا مقاومة دين الإسلام لأن هناك أشياءً يجب عدم التسامح معها (أي الإسلام). " [المصدر: موقع جريد تيليجراف البريطانية]..

 

ثم تصاعدت الوقائع بعد ذلك كما ذكرناها في مقال سابق ونلخصها مما ذكره الكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في خطوات متتالية لنرى من أين جاء التصعيد:

 

2-استجابة لهذه الإشارة الملكية الصريحة - مع ملاحظة أن المناخ الأوربي مشبع أصلاً بالكراهية حدث في الثلاثين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي 2005 أن نشرت صحيفة «يولاندز بوسطن»، وهي من أوسع الصحف اليومية انتشاراً في الدنمارك خلافا لأكذوبة كبير المراسلين الأوربيين في القاهرة في حديثه في حلقة العاشرة مساء بتليفزيون دريم 2 بالقاهرة من أنها صحيفة نكرة مجهولة نشرت الصحيفة اثنتي عشر رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد - عليه الصلاة والسلام -، أقل ما توصف بها أنها بذيئة ومنحطة إلى أبعد الحدود..

 

3- كان لنشر الصور الكاريكاتورية وقع الصاعقة على المسلمين الذين يعيشون في الدنمارك 180 ألف نسمة، كما كان له نفس الصدى في أوساط ممثلي الدول الإسلامية في كوبنهاجن.

 

وهذا ليس تصعيدا منهم لما هو ذائع معروف عن منزلة نبيهم عندهم، بل هو متوقع سلفا عند أوغاد أوربا الذين استقر في أساطيرهم الباطلة أن المسلمين يعبدون " ماهوماد "..

 

4-عقد 11 دبلوماسياً منهم اجتماعاً بحثوا فيه الأمر، وقرروا مطالبة الصحيفة بالاعتذار للمسلمين عن إهانة نبيهم وعند هذا الحد لم يكن هناك تصعيد ولكن تصرف حضاري محترم تقره الأعراف الدولية.

 

5- ولكن رئيس تحريرها رفض الاعتذار، وهنا نلمس التصعيد المتعجرف الصادر من مرتكب الجريمة.

 

6- طلب الدبلوماسيون المسلمون والعرب مقابلة رئيس الوزراء الدنماركي لإبلاغه باحتجاجهم على نشر الصور، فرفض مقابلتهم بدوره، وها هي خطوة تصعيد ارتكبها الشاكي الذي ضرب وبكى وسبق واشتكي إنه فخامة رئيس الوزراء.

 

7-وأبلغ طالبي المقابلة من مكتبه بأن الأمر يتعلق بحرية التعبير التي لا تتدخل فيها الحكومة وهو تصرف مشبع بالاستخفاف واللامبالاة والاستفزاز ويمثل بالتأكيد خطوة تصعيد شديدة العجرفة من فخامة الرئيس الغبي.

 

8- وقيل لهم وهم طالبو المقابلة: إن بوسعهم اللجوء إلى القضاء إذا أرادوا.

 

9-حين علم بالأمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، فإنه وجه خطابات إلى رئيس وزراء الدنمارك والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي دعاهم فيها إلى التدخل لوقف حملة الكراهية ضد المسلمين، واتخاذ موقف حازم إزاء الإهانات التي توجه ضد نبيهم.

 

وهذه خطوة دبلوماسية ناعمة لا زالت أقل من مستوى الحدث.

 

10-وكان محور الردود التي تلقاها ـ خصوصاً من رئيس الوزراء الدنماركي ـ أن قضية حرية التعبير تمثل ركناً أساسياً في الديمقراطية الدنماركية، الأمر الذي اعتبر رفضاً متعجرفا لاتخاذ موقف إزاء الحملة وهو تصعيد واضح.

 

المقال التالي حتى متى يا أمة الإسلام ؟! المقال السابق انصروه بالصلاة والسلام عليه

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply