من مبلغ عنا بأنا أمة


بسم الله الرحمن الرحيم

كنّا ولكن كان فعلٌ ناسخٌ، في هذا العصر المليء بكل قبيح ومنتن، الذي يشهد انحداراً شديداً في المجتمع الإسلامي حتى وهنوا وضعفوا واعتراهم الكسل المميت، مما حدا بالكل أن يتطاول على الدين وأهله، بل قد تجاوز ذلك إلى النيل من المقدسات والمصحف الشريف، ثم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، في إعلام العهر والرذيلة المقروء والمسموع والمرئي، مبارك من القنوات الرسمية السياسية والإدارية، ونحن لا نحرك ساكناً حتى صار كل دعيّ يريد الظهور يتناولنا بما يلغ فمه وقلمه.

وكان آخر ما قرأته ما جاء في الصحف الدانمركية والنرويجية من التعرض للرسول - صلى الله عليه وسلم - في شخصه وعرضه ورسالته، وممن؟ من مرتع الشذوذ والعهر، وناحري الفضيلة والطهر، جاءت هذه الأبيات وأنا أعلم - والله - يقيناً أنها مجرد نزفٍ, لا يرقى ولا يخلو من الكثير من الهنات والعلل، ولكني لم أستطع حجبها عنكم بخللها وعللها، لتكون قطرة في محيط، مما يتوجب علينا فعله، وللتعبير بما أمكنني وإن قل وقصر:

من مُبلغٌ عنّــــــــــــــــــا بأنّا أمةُ                    شَبَهُ الرجال ولانطيق تكلّفـــــــــــا

نحن الذين تداعت الأقوام حـــول                   قصاعهم تبغي الثريد لتغرفــــــــــا

كنّا ولكن كان فعلٌ نــــــــــــاسخٌ                    صرنا وصار الأمر حقا مؤسفــــــــــا

نحيا السبات ولو تبدت يقظــــــة                   كالحلم نجتر المآثر مـــن قفـــــــــا

ورؤوسنا من تحت مقصلة العــدا                   تختار في دعةٍ, هدوء الأحنفـــــــــا

ونرى التمدن في الخنوع وكلمــا                   قالوا هتفنا ذاك قولا منصفـــــــــــا

ونبرر الزلات وهي جريــــــــــــئة                    مقصودة التوجيه ليست في الخفا

حتى تطاول منهم الأقــــزام في                   سفهٍ, ونالوا قدسنا والمصحفــــــــا

وتجاوزوا من حقدهم في غيهـم                   عرض الرسول تهكما وتعسفـــــــا

إعلامهم شنّ الضروس مؤيــــــدٌ                   من حَبرِهم ودعيّهم والأُسقُفــــــا

ولنا دويـــــــــــــــلات وإعلام غزا                    كل الفضاء وكان طبلاً أجوفــــــــــا

كالببغاء يقلد الأصــــــــــوات في                   بلهٍ, وسخفٍ, لايحس وان هفــــــــا

يتسابقون العهر في قنـــــــواتنا                    وصفوا الفضيلة والعفاف تخلفــــــا

واذا لدغنا من دعيٍّ, فــــــــــاجرٍ,                     وهنوا وما احتملوا الدفــــــاع تزلفا

واذا هفا أو مــــــــــــال أي مبلّغٍ,                    ملئوا المنابر بالحديــــــث تفلسفا

ورموا الجميع بفريــــــة مقصودة                    تصف التدين والحجـــــــــاب تطرفا

فإلام نرضى بالدنيـــــــةِ ننحني                    والله أكرمنا بمن قد شرّفــــــــــــا

دستورنا ونبينا ورســــــــــــــالةٌ                    للكون قاطبة وليـــــــــس بها جفا

نحن الفــــــــدا لمحمدٍ, ان رامه                     نجسٌ وان زاد الهجــــــوم وأسرفا

خير الأنام شهـــــــــادة من ربه                     في محكم التنزيل صيـــغت أحرفا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply